[commem]

نقلاً عن جريدة الوطن :
سجلت مناطق القصيم وتبوك ونجران أمس حضورا جديدا في سياق الكارثة التي لحقت بالإبل بعدة مناطق في البلاد، إذ ارتفعت أعداد الإبل النافقة في محافظة تيماء بمنطقة تبوك وفق تقديرات غير رسمية إلى 24 رأسا، فيما سجلت "زراعة نجران" أمس نفوق عشرة أغنام كأول حالات نفوق للأغنام في الوقت الذي يتواصل فيه نفوق الإبل، ونفقت 12 ناقة لأحد المواطنين أمس بمحافظة عيون الجواء بالقصيم.
ففي تيماء، ذكر المواطن مشوح الخمعلي أن تسعة من الإبل نفقت لديه "وقد حاولت علاجها قبل ذلك بزيت الزيتون دون فائدة" مضيفا أنه لجأ إلى فرع الزراعة بتيماء غير أنه لم يجد تجاوبا وما تزال الإبل النافقة في مكانها بجوار مقر إبله في ضواحي تيماء.
فيما قال عبدالله العيادي إن أربعة رؤوس نفقت لديه بعد أن خسر مبالغ من المال لمحاولة علاجها دون جدوى.
وفي نجران، أكد مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة المهندس فهد بن سعيد الفرطيش أن أغناما نفقت في مركز هدادة التابع لمحافظة بدر الجنوب، وقد تم أخذ عينات منها وإرسالها إلى المختبر المركزي بالرياض لكشف مدى ارتباط نفوقها بنفوق الإبل.
وأعلن الفرطيش عن نفوق عشرة من الإبل أمس في عاكفة والدارة وحما ويدمة بمنطقة نجران، ليصل إجمالي الإبل النافقة بالمنطقة إلى 232 رأسا من الإبل وعشرة أغنام فيما أصيب 59 رأسا من الإبل.
وقال الفرطيش إن الفرق البيطرية تواصل جهودها في منح المضادات الحيوية والفيتامينات وخافضات الحرارة وإعطاء مضاد التسمم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإبل.
من جانبه أكد أمين منطقة نجران المهندس سعد بن فايز الشهري أن أمانة المنطقة قامت بالتخلص من الإبل النافقة بالطرق الصحية من خلال الدفن وإحراق الجثث المتحللة في الأماكن المخصصة لذلك، فيما أوضح مدير فرع هيئة الرقابة والتحقيق بالمنطقة محمد بن مسعود الشهراني أنه تم تكليف أحد أعضاء فرع الهيئة بنجران لمتابعة ورصد أعمال الجهات الحكومية المعنية بمتابعة هذه القضية وإعداد التقارير اللازمة.
أما في القصيم، فقال المواطن حمد الربيعان من بلدة غاف عيون الجواء إنه تفاجأ صباح أمس بنفوق 12 ناقة لديه فيما لا تزال أربع أخرى مصابة.
وأضاف الربيعان أن المكعبات الغذائية والخاصة بالإبل تعرضت لنسبة من الرطوبة أثناء تخزينها بمستودعه الخاص، مما أدى إلى تعرضها إلى العفن حيث قام بفحص المكعبات الغذائية والإبل المصابة عن طريق إحدى المؤسسات البيطرية الخاصة بالقصيم واكتشف أن سبب نفوقها هو تعرض المكعبات الغذائية للعفن.
وقال إن المكعبات إذا تم تخزينها في المستودعات وتعرضت إلى سوء تخزين ونسبة من الرطوبة والحرارة وتم تقديمها للإبل كغذاء فإنها سوف تعرضها لتسمم غذائي على الفور، مشيرا إلى أنه قام بإبلاغ فرع وزارة الزراعة بعيون الجواء والذين حضروا إلى الموقع وقاموا بأخذ عينات من الإبل المصابة لفحصها.
إلى ذلك، وجه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة لتقدير الأضرار وحصر أعداد الإبل النافقة بالمنطقة.
وأكد مدير عام خدمات المنطقه بإمارة منطقة جازان بالنيابة عبدالغفار بن محمد الجهني أن اللجنة تقوم بأعمالها ميدانيا بمتابعة ميدانية من وكيل الإمارة الدكتور عبدالرحمن بن علي ناشب، مضيفا أن الأخير يبحث مع مسؤولي الجهات ذات العلاقة أسباب النفوق، ومشيرا إلى أن فرقا بيطرية مختصة تتولى تقديم العلاجات اللازمة للإبل المصابة وإحراق وطمر النافق منها.
وفي رنية، سجلت لجنة حصر الجمال النافقة أمس نفوق 97 رأسا من الإبل المصابة سابقا.
وبين عضو لجنة الحصر محمد عمر السبيعي أنه لم يتم تسجيل أي حالات جديدة يوم أمس وإنما كانت النافقة من جمال كانت مصابة سابقا، وقد وقفت عليها اللجنة خلال الأيام الماضية وكانت المؤشرات تشير إلى أن وفاتها شبه مؤكدة نظرا لتشابهها مع حالات سابقة سبق ووقفت عليها اللجنة، ولم تنفع معها أي علاجات سواء من قبل الطب البيطري أو بعض الأدوية التي بدأ المواطنون في تجربتها.
وقال المواطن سعد محمد شريم الذي نفق لديه حوالي 30 رأسا "حاولنا بشتى الطرق منذ بداية ظهور المرض فاستخدمنا البصل والثوم والليمون والتمر واللبن والزيوت بجميع أنواعها بما فيها السمن البلدي ولم تجد نفعا".
ويشير السبيعي إلى أن البعض عمد إلى رش الجمال المصابة بالمياه لتخفيف درجة حرارتها، إلى جانب أن البعض نصب الخيام فوق المصابة ليقيها حرارة الشمس "ولكن كل هذه الجهود ذهبت سدى فمصير كل جمل مصاب هو الموت".
وأبدى السبيعي دهشته من استخدام الخل كما حدث في وادي الدواسر في علاج الجمال المصابة وقال "لم نسمع بهذا العلاج من قبل ولكن سوف نجربه لعل الله أن ينفع به".
وقال رئيس لجنة التخلص من الجمال النافقة عايض حزام السبيعي إن اللجنة قامت يوم أمس بحرق حوالي 50 من الإبل النافقة وبذلك يصل عدد الجمال التي تم التخلص منها حتى اليوم 150 رأسا.
إلى ذلك تقدم أمس عدد من المواطنين إلى محافظة رنية بشكوى من تباطؤ اللجان في عملية التخلص من الجيف التي أصبحت تشكل خطرا على المواطنين وأبنائهم خاصة في حي الدار البيضاء شرق المحافظة الذي تكثر به الجيف حول المساكن.
من جهته، نفى مدير المديرية العامة للزراعة بمنطقة مكة المكرمة المكلف المهندس محمود سعيد وجود أي حالات نفوق في المواشي بمنطقة مكة المكرمة غير اعتيادية، مؤكدا أن الزراعة تباشر أي بلاغ يصل إليها من أي مواطن، وهناك فرق تحريات للتأكد عن عدد المواشي النافقة.
وقال سعيد إن الكثير من المبلغين يمكن أن ينقلوا عددا غير صحيح عن المواشي النافقة وعند المباشرة من قبل الفرق الميدانية والتي تضم أطباء بيطريين لتحري الحقائق نجد أن الوضع عادي وجميع التقارير التي تصل من الفرق الميدانية تؤكد أن الوضع طبيعي ولا توجد حالات نفوق غير عادية أو تسجيل أمراض حيوانية جديدة أو غامضة.
وأضاف أن الأمراض الحيوانية الموجودة في السعودية معروفة ومحددة، كما أن نسبة النفوق من المواشي معروفة، إضافة إلى توفر الأدوية التي تصرف من قبل الزراعة أو الصيدليات البيطرية، وأن جميع التحاليل المخبرية التي تم أخذها تؤكد أنه لا توجد أي أمراض غير المعتادة.
وأشار إلى أن المنطقة الجنوبية والتي سبق وأن سجلت فيها أمراض معينة يتم منع نقل المواشي منها إلى باقي مناطق المملكة ما لم يتم تحصينها قبل النقل بشهر ويرفق معها شهادة من قبل الزراعة في المنطقة.
وقال إن المواشي والإبل التي يتم استيرادها من الخارج يتم التأكد من سلامتها قبل السماح لها بالدخول للمملكة إلا أنه لا توجد ضوابط لمنع اختلاطها مع باقي المواشي الموجودة في المملكة نظرا للتأكد من سلامتها.
وفي المنطقة الشرقية، أثارت أنباء عن نفوق الإبل في "شدقم" التابعة لمحافظة الأحساء خلال الأيام القليلة الماضية مخاوف ملاك الإبل في مدن ومحافظات المنطقة من انتقال عدوى نفوق الإبل في وادي الدواسر إلى المنطقة.
وقال عدد من ملاك الإبل بالدمام إنهم فور سماع نبأ العثور على 15 رأساً من الإبل نافقة في "شدقم" قاموا بالاتصال بفرع وزارة الزراعة بالمنطقة الشرقية لمعرفة مزيد من التفاصيل والمطالبة بانتقال فرق من فرع الوزارة للكشف على الإبل للتأكد من خلوها من المرض، إلا أنهم فوجئوا بعدم وجود من يفيدهم في فرع الوزارة رغم الاتصالات المتكررة مما زاد من حدة مخاوفهم.
من جهته، أكد وكيل وزارة الزراعة المساعد للثروة الحيوانية محمد الشيحه لـ"الوطن" أن الوزارة لم تتلق معلومات بخصوص نفوق الإبل في محافظة الأحساء من إدارة الزارعة بالمحافظة، أسوة ببقية المناطق الأخرى، حيث لا يوجد تهاون من قبل إدارات الزراعة بالمملكة في هذا الخصوص.
وأشار إلى وجود مختبر في الأحساء يعمل به أطباء لمعرفة الأعراض من الإبل وتؤخذ عينات ويتم تحليلها وإعلان نتائجها.
وكشف الشيحة أن هناك أشخاصاً يبلغون عن نفوق "إبل" وعند معاينتها يتضح أن سبب نفوقها طبيعي ولكن هدف أصحاب الماشية من البلاغات فقط هو الحصول على تعويضات مالية، إضافة إلى وجود بعض البلاغات الكاذبة التي تضطر الأطباء البيطريين إلى قطع مسافة 150 كلم وعند ذهابهم لا يجدون الإبل النافقة ولا يعثرون على أثر لها في المنطقة، حيث إن معظم البلاغات كانت تفتقد للمصداقية، مطالباً ملاك الإبل والماشية بالمصداقية في بلاغاتهم، مؤكداً وجود جولات ميدانية للأطباء البيطريين للكشف على الماشية والإبل وعلاج المصاب منها بالأمر .