[زهير العمري]

نشرت قبل فترة وجيزة الصحف المحلية خبراً على لسان نائب رئيس نادي الرياض الأدبي عبد الله الوشمي قال فيه : إن النادي رصد أكثر من (150) فعالية أقامها نادي الرياض الأدبي منذ تأسيس مجلس إدارته الجديد " ,ومن خلال سياق الخبر أظهر الوشمي استياءه من عدم إبراز الإعلام لأنشطتهم , وكذلك غياب المثقفين عن الأنشطة التي يطالبون بإقامتها .
أرى أن الخبر حفل برقم هائل , ((150 فعالية متنوعة أقامها النادي قياساً بالمدة الزمنية للإدارة الحالية , وهو بحد ذاته يعد إنجازاً من حيث الكم , ولقد سارعت للبحث في موقع النادي على الشبكة العنكبوتية ؛ لأرى هذه الكثافة في الفعاليات ,وقراءة ما يمكن قراءته من هذه النشاطات ,وطمعاً في الحصول على مقتطفات من هذه الندوات والمحاضرات والأمسيات ,إلا أني أفاجأ من خلال تصفحي بأن آخر نشاط منبري مدون على الموقع كان لقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بالأدباء والمثقفين وذلك في 20/9/ 1420هـ , وآخر ندوة كانت بعنوان "حمد الجاسر وجهوده العلمية " في 13/7/1421هـ , وآخر أمسية أقيمت كانت للشاعرين محمد هاشم رشيد , وحمد العسعوس في 4/6/1420هـ , وأما آخر محاضرة كانت بعنوان " الأدب المعاصر رؤى تحتاج إلى مضامين " للشيخ صالح بن عبد الله بن حميد في 11/2/ 1421هـ , وآخر مسرحية كانت بعنوان " الأجراس " وذلك في 1/10/1417هـ .
السؤال هنا للوشمي إذا كان الموقع الرسمي للنادي لا يسعى بصفة أساسية أن يتواصل مع الجمهور؟! فكيف بالإعلام أن يتواصل مع نادٍ أحبب الانعزال عن المجتمع, وأهمل هذه التقنية الحديثة التي أصبح ضرورية لإبراز أي منشأه ؟! لماذا لا يسعى النادي أن يبرز نشاطاته بنفسه, وكنت أود أن يكون موقع النادي هو من يعرض مقتطفات من الأمسيات والمحاضرات والحوارات والأنشطة المنبرية على موقعه , لكي يزود المهتمين بالأدب والثقافة الذين يقطنون بعيداً عن النادي ولا يتمكنون من المجيء له.
إن ما استنتجته منه خلال تصفحي للموقع إن آخر تحديث له كانت منذ سبع سنوات ؛ وذلك لأن آخر تاريخ آخر فعالية في الموقع كان في عام 1421)هـ ).
ويبقى السؤال قائماً : هل هذه الأنشطة والفعاليات التي قامت بها الإدارة الجديدة كانت تقام في الخفاء ؟, أو يُدعى لها نخبة معينة! , ولماذا هذا التدوين والرصد البدائي في ظل وجود موقع إلكتروني؟! ولماذا لا تسعى إدارة النادي التواصل مع الإعلام لإبراز نشاطاتها, وذلك من خلال استحداثها لجنة إعلامية تقوم بالتواصل المستمر مع الإعلام بجميع قنواته , ,ولماذا هي دائماً إدارات الأندية تلقي باللوم على الإعلام, في ظل وجود تقصير منها ؟!.
إنني لا أشكك فيما يقوم به نادي الرياض من جهود مشكورة , ولكن كيف لنادٍ يعتبر من أندية الطليعة في المملكة وخلفه ـ من حيث سنة التأسيس ـ ثلاثة عشر نادياً آخر, ولا يقوم بتحديث النشاطات والأخبار على موقعه , إذاً ما الفائدة من هذا الموقع ؟ ولماذا لا يتم إغلاقه إذاً ؟!
أما قوله : " أن حضور أمسية أقيمت لأحد كبار الشعراء لم يزد على العشرين " ,هنا أتسأل ما شعور المسئولون عن هذه الأندية وهم يرون القاعات خالية من الحضور؟! وهل سأل القائمون أنفسهم عن سبب هذا العزوف ؟ فكيف يحضر الجمهور ولا توجد دعوات , ولا إعلانات ؟ ! بل إن بعض النشاطات التي تقوم بها الأندية تقرر في غضون يومين أو ثلاثة أيام .
ويا حبذا لو تكون هناك لجان متخصصة في هذه الأندية لبحث قضية أسباب عزوف حضور الجمهور لهذه الفعاليات , فليس المهم كم عدد هذه النشاطات ؟ المهم كم عدد الحاضرون لهذه النشاطات ؟ !
إن نادي الرياض الأدبي ليس وحده من يعاني من هذه المشكلة فجميع أنديتنا الأدبية لن تتطور ولن تترقي , وستبقى في عزلة عن المجتمع مادامت لا تقترب من عامة الناس, و لا تسعى في العمل على تقديم نفسها بطريقة تجذب الجمهور للحضور ,وهذا يتطلب منها أن تذهب إليهم بدلاً من انتظار مجيئهم ,وهنا أذكر بعض السلبيات التي يقع فيها نادي الرياض الأدبي ,و تشاركه جميع الأندية الأدبية في السعودية , مما أسهم في تعطيل دورها الثقافي والأدبي, وهي كالآتي :
ـ إن الأندية الأدبية أصبحت في وقتنا الحاضر كما يشبهها بعض الأدباء الشباب "بدور المسنين", إذ أصبحت مقتصرة على الأساتذة والأدباء الكبار ,فلا نجد رعاية للأدباء الشباب , ولا للكتاب الموهوبين , فهي تستأثر بنشاطاتها نخبة معينة , وأن كنت أرى أن الأندية ليست حكراً على الأدباء والمثقفين , بل أن الأدب لم يكن يوماً من الأيام لفئة , فالأدب للمثقف , وللأمي ولذوي الثقافة المتوسطة , وللنساء , وللأطفال أيضاً .
ـ بُعد الأندية الأدبية عن الواقع الثقافي المعاصر , وذلك يعود فيما أرى إن إدارة الأندية الأدبية لا تمتلك الوعي الكافي , والنظرة الطموحة ؛ لأن تكون مسايرة للمتغيرات الثقافية في العالم .
ـ غياب الآلية الواضحة لاختيار أنشطتها , و غياب الجدولة لها في الأندية , ولذلك كان من الواجب على كل إدارة نادي أن تقدم في بداية كل ستة أشهر برنامجاً كاملاً بكافة الفعاليات والأنشطة ينشر في الصحف المحلية , وتكون هناك لجنة إعلامية في الأندية مهمتها تزويد الإعلام بكل جديد عن هذه النشاطات على مدار المدة المجدولة , وكذلك يتوجب على إدارات الأندية أن تقدم تقريراً مفصلاً لنشاطاتها في العام الواحد , ومن ثم تعمل على مناقشة سلبياتها , وطرح تقييم لأدائها للجمهور بكافة شرائحه .
ـ عدم الحرص على ضخ الدماء الشابة , ولا بد من أن يتحول النادي إلى ناد يتبنى المواهب ويساهم في تنمية مهاراتهم , ويشجع إبداعاتهم ؛ بدلاً من إقامة الأمسيات والمحاضرات لأشخاص معينين تربطهم صلة بالإداريين في النادي , أو عن طريق معرفة شخصية , وأرى أن يخصص في هذه الأندية قسماً لأبنائنا الموهوبين لتبني مواهبهم في شتى الفنون منذ سن العاشرة .
ـ ومن السلبيات التي تعاني منها الأندية الأدبية عدم الاهتمام بإقامة المسابقات لجميع شرائح المجتمع , وذلك في مجال الشعر, والخطابة , والقصة , والرواية , والمقالة , وفنون الإلقاء , والرسم , والأعمال المسرحية.
زهير العمري

[زهير العمري]

ليس نادي الرياض الأدبي هو من يعيش في عزلة حتى أعضاء هذا المنتدى أراهم في عزلة عن المشاركة في الموضوعات الثقافية والأدبية .

[الفارس الملثم]

وليس فقط أعضاء المنتدى ..
بل كل الأندية الادبية كذلك ..
وقلما رأيتُ أندية أدبية لها حضور قوي في الساحة ..

لا أعلم لماذا ؟

[زهير العمري]

شكراً لمرورك أخي الفارس , وإني الآن سأيمم ركبي باتجاه منتدى آخر لعلي أجد فيه مبتغاي ونوالي