|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-09-2007, 11:24 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
أريـد الرحـيل من هنا بهدوووء .. " بكائـيّـة مودّع "
ليس الحديث عن رحيل من هذا المنتدى ، فذاك بيني وبينه بعد المشرقين ، ذاك لن يكون " بإذن الله " إلا بحابس يحبسني ، أو عذر يقعدني ، أو أجل يأخذني ..... وفي هذا الأجل أحدثكم للناس أن يحلموا بسبل البقاء ، ولي أن أحلم بسبل الرحيل عن هذه الدنيا صحيح أني سأمارس حياتي حتى آخر نفس ولن أقف بانتظار الموت ، ولكني أيضاً أتذكر الموت كل حين ، وهذا لا يضير المسلم بل هو خصلة حسنة تعزز الإيمان في النفس ، وتحث على العمل الصالح والمسارعة في الخيرات ، وفي هذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة " و زاد ابن ماجه من حديث ابن مسعود : " وتزهد في الدنيا " كنت كل ما أحسست بانغماس شديد في الدنيا وملذاتها ، أتوجه إلى حيث مسجد الشيخ عبدالكريم الحميد أصلي معه أحد الأوقات وفي الغالب يكون المغرب أو العشاء ، حينما أكون مأموماً خلف الشيخ يصافـّني تلميذه البرادي ، وشخصين أو ثلاثة " هذا الكلام قبل الأحداث والمتغيرات الأخيرة ، والتي توقفت بعدها عن الذهاب إلى الشيخ بسبب الحضور ، الذين فقدت بكثرتهم ما كنت أقدم لأجله " لا أدري ... أظن أن رسالة الزهاد الأولى ، أن نجدد من خلال زهدهم إيماننا كل حين كنت بهذا الفعل أحقر الدنيا وبهرجها الذي يلمع بين عيني صباح مساء ، أحاول بهذا الفعل أن أعيد شيئاً من التوازن بين واجبات الدارين أتأمل أنفاسي الأخيرة حين ساعة الرحيل من هذه الدنيا كيف ستكون ؟ ككل الخلق ، يستوقفني الموت في لحظات تأمل مع الذات واستشراف للمستقبل ، تشرئب عنقي أحيانا نحو الغد المجهول أبحر في تفاصيل هذا الرحيل ، وبأي طريقة سيكون ؟ قبل سبع سنوات كنت أتجاوز الطريق على قدمي بين جاكرتا وبن جاك ، في منطقة إن لم تخني ذاكرتي فاسمها " سيسروا " ، شاءت إرادة الله أن أتجاوز الطريق " بحسب التوقيت المحلي " حيث أن اتجاه السير عندهم عكس ما لدينا ، كنت على عجلة من أمري ، تجاوزت الطريق بحسب ما تعودت ، نظرت سريعاً بالاتجاه المعاكس للباص الذي جاء من الاتجاه الآخر واصطدم بي ، كاد أن يلتهم أضلاعي ولكن الله سلم ، أحدث بي أضرارا بسيطة لم تتجاوز على إثرها مدة إقامتي يومين في المشفى خرجت بعدها مفعماً بنعمة الصحة " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي " كنت أنظر لنفسي وقد كتب لي عمر جديد ، لقد كان بيني وبين الموت خطوة ، ولكن الله كتب في عمر الناقد1 باقية " أسأل الله أن يسخرني في ما يرضيه " يا غافلاً عن ساعة مقرونة *** بنوادب و صوارخ و ثواكل كم للإله عليك من نعم ترى *** ومواهب وفوائد و فواضل استوقفني حينها قول الله تعالى : " و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي ارض تموت " " لكل أجل كتاب " " لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " " كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة " واليوم حينما أتمعن تلك الآيات ، وأتذكر الموت ، أنظر لمن حولي بتأمل مودع ، أحدق في عيونهم " وهم لي عيون " كيف ستكون محاجر عيونهم حين رثائي ؟ أدخل في حالة عزاء مع الذات ، فأتذكر مالك بن الريب حينما رثى نفسه ببكائيته الخالدة ولـكن بأطراف السـمينــة نسوة ** عـزيز عليهن , العشية , مابيـا صريع على أيدي الرجال بقفرة ** يسوون قبري , حيث حم قضائيا لما تراء ت عند مـرو منيتي ** وحـل بهـا جسمي , وحانت وفـاتيا أقول لأصحابي ارفعـوني لأنني ** يـقـرّ بعيني أن سهـيل بـدا لـيـا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ** بـرابيـةٍ إني مقــيـم ليـاليا أقيما عليّ اليوم أو بعـــض ليلـــة ** ولا تعجلاني قد تبيــن مابيا وقوما إذا ما استُــلّ روحي فهيّــئا ** لي القبـــر والأكفان ثم ابكيا ليا ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إلـيكما ** فـقـد كنت قبل اليوم صـعبا قياديا وقوما على بئر الشبيك فأسمعـــا ** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا بأنكما خلفتماني بقـــــــفــــرة ** تهيـــل علي الريــــح فيها السوافيــا و لاتنسيا عهدي خليليّ إنني ** تقطــــع أوصالي , وتبلى عظـاميا يقولون : لاتبعد وهم يدفنونني ** وأين مكان البعد إلا مكانيـــــــــا غداة غــد , يا لهف نفسي على غد ** إذا أدلجـــوا عني وخلّــفت ثاويا فيا راكبا إما عرضت فبلّـغن ** بني مالك و الريب أن لا تلاقيـــا وبلغ أخي عمران بردي ومئزري ** وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا وسلم على شيخيّ مني كليهما ** وبلغ كثيرا وابن عمي وخــالــيــا وعطـّــل قلوصي في الركاب فإنها ** ستبرد أكبادا وتبكي بواكـيــا أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيــا وبالرمل مني نسوة لو شهدنني ** بكين وفدّيــن الطبيب المداويـــــا فمنهن أمي , وابنتاها , وخالتي ** وباكية أخرى تهيج البواكيا وما كان عهد الرمل مني وأهله ** ذميما , ولابالرمــل ودعت قاليا أشيح بوجهي نحو خليلتي يغيب ندى الورد من عينيها ، فترتسم أمام عيني ساعة المأتم ، وقد غاب حسن الصبر واستحوذ الكرب ، وقد فاضت ينابيع حزنها وهي تنتحب في مقدمة البواكي ، ودموعها تنسكب كاللؤلؤ على وجنتها الطاهرة لالا ..... يا طهر الأرض إياك أن تجزعي أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى** عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها ** وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي ** والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني ** بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه ** وكان يحمل في أضلاعهِ داري وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً ** لكنه لم يقبّل جبهةَ العـارِ وأنا في حالة الحزن تلك .. صوت طفلتي هناك يتمتم بصرت بها فإذا هي تقلب دميتها بتمعّن ، أحيط بضوء عينيها حيث لا يأس ولا ملل عينيها حيث واحة عمري إن ضاقت بي الأرض و انسابت المقل يا طفلتي هذا القلب قد باح بما حوى ، وأنت وردة في القلب قد تفتحت يا طفلتي و أميرتي و حبيبتي *** و مليكتي وحديقتي وزهوري يا موطناً أزهرت فيه أعماري ، أنت في عينيّ شمس وربيع وقمر ، أنت فرحة فوق الأرض تحملني ترفع طرف البراءة ... فإذا بي منهمك في جنة عيونها تنظر إليّ بابتسامة مشرقة ، تعاود تسقي دميتها من فيض حنانها يا طفلتي لا تفزعي ولتضحكي أبدا يا ابنتي لا تحزني أبدا أنت والصغار من سيرث الأرض والأزهار ، والسنابل والسنين فلتبق ابتسامتك تغني في ثغرك ، تضيء الدنيا ببهجتها ، أيها الطفلة اللعوب لا تجزعي يا طفلتي أنتِ .. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ** ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ ** يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ ** والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي ** فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري وإنْ مضيتُ .. فقولي: لم يكن بطلاً ** وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ كل الأهل والأحبة أحباءَ الهدى صحبَ القصيمِ *** رعاكم خالقُ الكونِ العظيمِ وأكرمَكم وأنزلَكم مقاماً *** علـيًّـا فوق هامــاتِ النجومِ وثـبّتـكم وأنبتـكم نباتاً *** يقـاومُ كلَّ إعـصارٍ غشومِ أحباءَ الهدى وعدٌ أكيدٌ *** من الرحمنِ ذي العرشِ الكريمِ لمن كان الصلاحُ له سبيلاً *** على رغمِ المخاوفِ والهمومِ وقال مصمماً والعزمُ ماضٍ *** وتنفعل المقالةُ في الصميمِ إلى ديّانِ يوم الدين نمضي *** وعند اللهِ مجتمعُ الخصومِ ! إياكم أن تجزعوا خذوا بجميل الصبر وارضوا وسلموا ** فإن فناء العالمين محتم رضا بقضاء الله إن حياتنا ** على السخط منا والرضا تتصرم وإن حياة تقتضيها منية ** ركون إليها غفلة وتوهم تناهشنا الآجال لا نرعوي لها ** وتخبطنا البأساء فيها وننعم سكونا إليها والمقابر تمتلي ** وتخلوا بيوت الراحلين وتهدم و ما هذه الأرواح إلا ودائع ** سيأخذها مستودع ليس يظلم وقد أنذرتنا صرعة بعد صرعة ** وفقد أخير قبله متقدم قضى الله أن الحي يجري لغاية ** فما ثم تأخير ولا متقدم عليكم جميل الصبر وهو عزيمة ** على العبد أما الخطب يجسم تنالوا عظيم الأجر منه وإنما ** بحسب مقام الصابر الأجر يعظم لكل من الأعمار حد ومنتهى ** ورجع إلى الباقي الذي ليس يعدم فلا أسف يغني إذا فات فائت ** ولكن على التسليم والصبر نرحم فلا عين لم تسفح من الدمع عبرة ً ** ولا صدر إلا بالفجائع يحطم أخا الحزم لا تندب سواك وإنما ** لحينك تجري ثم تكبو فتعدم فكفكف دموع العين واجعل مياهها ** طهوراً لذنب في الصحيفة يرقم إذا لم تجد مما قضى الله واقيا ** فلابد أن ترضى بما الله يحكم أعزيكم عني وعن كل مسلم ** وأنتم بحسن الصبر أولى واعلم سقى الله رمساً حله صوب رحمة ** وأسكنه الفردوس فيمن ينعم وأنت ...... يا أيها القلم إن ساءلوك فقل : لم أبعْ قلمي ** ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري وإن مضيتُ.. فقل:لم يكن بَطَلاً **وكان طفلي..ومحبوبي..وقيثاري أما ذنبي فأنت يا رب به أعلم يا عالم الغيبِ ذنبي أنتَ تعرفُه ** وأنت تعلمُ إعلاني .. وإسراري وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به ** علي .. ما خدشته كل أوزاري أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي ** أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ كلنا لهذا الرحيل ، ولكن على أي حال سيكون هذا الرحيل ؟ الأخطار والأحداث والخطوب تدلهم علينا من كل جانب ، والأمراض والأوجاع ومسبباتها تنتشر بشكل لافت موت الفجأة ...... وما أدراك ما موت الفجأة حوادث السير تأخذ الأحباب والأصحاب على حين غرة منا تأملوا كم شخصاً فقدنا بسبب أزمة قلبية مفاجئة ؟ لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من موت الفجاءة وقال " إنها أخذة آسف " .. لم اقف على صحة هذا ولكني أجد في موت الفجأة ما لا أجده في مرض يعتري الإنسان ، فيدرك أنه مرض الموت ، فيستطيع التوب والأوب وإبراء ذمته تجاه العباد لذا اللهم إني أستعيذ بك من موت الفجأة ذاك الرحيل لا أتمناه ، فإن كان لابد ، فأسأله حسن الختام " ولله الأمر من قبل ومن بعد " اللهم أحسن رحيلنا من هذه الدار ، وارزقنا حسن الختام يا غفور يا رحيم لا أدري لماذا كتبت هذه السطور ألنتذكر الموت ، مع قرب شهر الخيرات أم هي بكائية شئت البوح بها أم هي وصية مودع لا يدري متى يستقبل أجل الله أم لكل ذلك إلـهي لا تعـذبني فإني ** مـقر بالذي قد كـان مـني ومالي حيلة إلا رجائي ** وعفوك إن عفوت وحسن ظني فكم من زلة لي في البرايا ** وأنت علي ذو فضل ومن إذا فكرت في ندمي عليها ** عضضت أناملي وقرعت سني أجن بزهرة الدنيا جنوناً ** وأفني العمر فيها بالتمني يظن الناس بي خيراً وإني ** لشر الخلق إن لم تعف عني دمتم برعاية الله وحفظه
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
04-09-2007, 11:27 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
روى ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعَزَّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " و أم أيمن لما بكت على وفاة رسول الله ، قيل لها أتبكين ؟ ، قالت (إني ـ والله ـ قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت ، ولكن إنما أبكي على الوحي الذي انقطع عنا من السماء) لهذا سأنقل ختام حياة سيد الخلق أجمعين " عليه وعلى آله أتم الصلاة والتسليم " ، مع التأكيد على أن هناك نصوص لم أتحقق من صحتها " مع كثرة الأخبار الواردة في هذا " ، لأني على عجلة من أمري ومشغول بشئون سفري الذي أهم به الآن وسأنقطع بسببه لأيام ، حتى أعود إليكم إن شاء الله أترككم مع سرد لخبر وفاته صلى الله عليه وسلم قبل الوفاة كانت آخر حجة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجة الوداع... وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)... فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم " ما يبكيك في الآية " فقال: " هذا نعي رسول الله عليه السلام " ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أريد أن ازور شهداء احد، فراح لشهداء احد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون واني بكم إن شاء الله لاحق ، وهو راجع بكى الرسول فقالوا: "ما يبكيك يا رسول الله " قال: " اشتقت لأخواني " قالوا: "أوولسنا إخوانك يا رسول الله " قال: " لا ، انتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني " وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه فداه أبي وأمي ، وكان ببيت ميمونة فقال : "اجمعوا زوجاتي " فجمعت الزوجات فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أتأذنون لي أن امرض ببيت عائشة فقلن أذنا لك يا رسول الله " فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فخرجوا به من حجرة ميمونة إلى حجرة عائشة ، و الصحابة لأول مرة يروا النبي محمول على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا: "مالِ رسول الله مالِ رسول الله " وبدأ الناس بالتجمع بالمسجد و بدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة فيبدأ الرسول يعرق ويعرق و يعرق وتقول عائشة : لم أرى أحداً يعرق كهذا العرق " فتأخذ يد الرسول وتمسح عرقه بيده ، تقول عائشة: "إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك امسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا" (فهذا تقدير للنبي) تقول عائشة فأسمعه يقول: " لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات " فكثر اللفظ أي (بدأ الصوت داخل المسجد يعلو ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذا؟ " فقالت عائشة: " إن الناس يخافون عليك يا رسول الله " فقال: " احملوني إليهم " فأراد أن يقوم فما استطاع ، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..... قال : " أيها الناس كأنكم تخافون علي " قالوا: " نعم يا رسول الله " فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض، والله و لكأني انظر إليه من مقامي هذا، أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا إن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم " ثم قال صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة " فظل يرددها ثم قال: " أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا " ثم قال: " أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله " فما احد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه إن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه وفي وسط المسجد قاطع الرسول وبدأ يقول له: " فديناك بآبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله " و يردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً (كيف يقاطع الرسول بخطبته) فقال الرسول: " أيها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبدا " ثم بدأ يدعوا لهم ويقول آخر دعواته قبل الوفاة : " أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله " وآخر كلمة قالها قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره " أيها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة " وحُمل مرة أخرى إلى بيته دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبو بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة " فهمت من نظرات عينيه انه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فأستكت به لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي " فتقول عائشة: " كان من فضل ربي عليّ انه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت " ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها فقال لها الرسول: " ادني مني يا فاطمة " فهمس لها بأذنها فبكت ثم قال لها الرسول مرة ثانية: " ادني مني يا فاطمة " فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة " ماذا همس لك فبكيتي وماذا همس لك فضحكت! " قالت فاطمة : " لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة ، فبكيت ! ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي فضحكت! " ثم قال الرسول: " اخرجوا من عندي بالبيت " وقال " ادن مني يا عائشة " ونام على صدر زوجته عائشة تقول عائشة: " كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى) فتعرف من خلال كلامه انه يُخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى " فدخل الملك جبريل على النبي وقال: "ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من احد قبلك " فقال له " ائذن له يا جبريل " ودخل ملك الموت وقال: " السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله " فقال النبي: " بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى " وقف ملك الموت عند رأس النبي وقال: " أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله اخرجي إلى رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان " تقول عائشة: " فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت انه قد مات " وتقول " ما ادري ما افعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله فأنفجر المسجد بالبكاء فهذا علي ابن أبي طالب أُقعد من هول الخبر، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً وهذا عمر بن الخطاب قال: إن قال أحد أن رسول الله قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه أما أثبت الناس كان أبو بكر رضي الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال و اخليلاه و احبيباه و اابتاه وقبّل النبي وقال: طبت حياً وطبت ميتاً فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس وقال: (من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باق حي لا يموت ) ما بـال عيـنك لا تـنام كأنما *** كـحلت ما فـيها بكحل الأرمد جزعا على المهدي أصبح ثاويا *** يا خير من وطئ الحصى لا تبعد وجهي يقيك الترب لهفي ليتني *** غيبت قبلك في بقيع الغرقد بأبي وأمي من شهدت وفاته *** في يوم الاثنين النبي المهتدي فظللت بعد وفاته متبلدا *** متلددا يا ليتني لم أولد أأقيم بعدك بالمدينة بينهم *** يا ليني صبحت سم الأسود أو حل أمر الله فينا عاجلا *** في روحة من يومنا أو من غد فتقوم ساعتنا فنلقي طيبا *** محضا ضرائبه كريم المحتد يا بكر آمنة المبارك بكرها *** ولدته محصنة بسعد الأسعد نورا أضاء على البرية كلها *** من يهد للنور المبارك يهتدي يا رب فاجمعنا معا ونبينا *** في جنة تثني عيون الحسد في جنة الفردوس فاكتبها لنا *** يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد والله اسمع ما بقيت بهالك *** إلا بكيت على النبي محمد يا ويح أنصر النبي ورهطه *** بعد المغيب في سواء الملحد ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا *** سودا وجوههم كلون الإثمد ولقد ولدناه وفينا قبره *** وفضول نعمته بنا لم نجحد والله أكرمنا به وهدى به *** أنصاره في كل ساعة مشهد صلى الإله ومن يحف بعرشه *** والطيبون على المبارك أحمد
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
04-09-2007, 11:55 PM | #3 |
مجرد عضو ..
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: في بريدة دار العز ,,
المشاركات: 5,389
|
أســتاذي الفــاضل / النــاقد 1
دائمــاً ماتأســرنا بجميل لفظك ,, وعمق طرحك وتنوعــه ,, نحـتاج كثيراً إلى من يذكرنا بالآخــرة ويزهـدنا بالدنيا وحقـارتها في زمن كثرت فيه المغريـات والملهيات وإنغمســنا فيه بالشــهوات والملــذات ,, إن مجـرد النظــر إلى أولئك الرجـال أو الصــلاة خلفهم يكفينا إلى أن نحقر مانحن فيه ولكنهم قـلّة !! لك خالص ودي ,,
__________________
.
. كلن يحب اللي يود ويريدة // والقلب مايآخذ من الناس واجـد وانا الحبيبة عندي اسمه بريدة // أحبها والله على الحب شاهد . . |
05-09-2007, 01:56 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
ما شاء الله ، كلمات رائعة وجميلة جداً ومبكية أسأل الله أن يوفقك في حلك وترحالك وأن يحفظك لنا ولأهلك وأن يجعلك من عباده المتقين .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
05-09-2007, 02:39 AM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: الـفـُّلـوجـه
المشاركات: 3,063
|
أخي:/ الناقد1
بموضوعكــ هيضت الشجون وأيقظت الهمم لاحرمنا الله منكــ ومن يراعكــ العذب الجميل أشكر لك موضوعكــ أخاك ومحبك/ أبو عبدالله
__________________
سيجيءُ يومٌ حافلٌ بجهادِنا *** الخيلُ تصهلُ والصوارم تلمعُ قدْ طالَ ليل الكفر لكني أرَى *** من خلفِه شمسُ العقيدة تسطعُ موقع الشيخ حمود العقلا الشعيبي: http://www.al-oglaa.com/ |
05-09-2007, 01:09 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 327
|
بكل سطر سطرته وبكل حرف كتبته
لا حرمة الأجر والثواب فنحن في زمن كثرة فيه الشهوات والملذات نعم انها الشهوات التي اهلكت امتنا نعم انها الملذات التي شغفت قلوبنا وشغلتنا عن الأخره اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلا النار مصيرنا اللهم لا تغننا غنن يطغينا ولا فقرا ينهينا وجعلنا هداة مهدين غير ضالين ولا مظلين يا ارحم الراحمين
__________________
قل للطبيب تخطفه يد الردى ...يا شافي الأمراض من أرداك
وقل للصحيح يموت لا من علة ... من يا صحيح بالمنايا دهاك وقل للمريض نجا وعفي بعدما ... عجزت فنون الطب من عافاك وقل للأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام ... من يا أعمى يقود خطاك وقل للجنين يعيش معزولا... بلا راع ولا مرعى من الذي يرعاك وقل للوليد أجهش لدى ... الولادة بالبكاء ما الذي أبكاك وإذا رأيت الثعبان ينفش سمه... فقل للثعبان من ذا بالسموم حاشاك وقل له كيف تعيش أو تحيى ... يا ثعبان وهذا السم يملأ فاك |
05-09-2007, 10:51 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: القصيم ـ بريدهـ
المشاركات: 228
|
تشكر أخي على موضوعك .. وجزيت من الخير ما لا يعدّ ولا يحصى . |
10-09-2007, 10:41 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
حفيد عقيل لاشك أن حاجتنا للتذكر والتذكير ضرورة " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " وبالنسبة لكون الزهاد " قلـّة " فأعتقد أن هذه الندرة تاريخية ، وليست قاصرة على زمننا هذا " مع ما فيه من انتكاسة وتقصير " شرفني حضورك يابن الكرام أخي العزيز عمر الأجمل هو حضورك ، تقبل الله مادعوت ، و رزقك نعيم الدنيا والآخرة سعدت بتواصلك أخي أبا عبدالله الشكر لك على تواصلك أخي خباب تقبل الله ما دعوت ، وفقك الله و سددك الموهوب جزاك الله كل خير دام الجميع بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
11-09-2007, 12:12 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: جسمي هنا غير أن الروح عندهم
المشاركات: 1,774
|
" و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي ارض تموت "
" لكل أجل كتاب " " لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " " كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة " **** (وذكر أن الذكر تنفع المؤمنين) جزاك الله خير وزادك من فضله تحية لهذا القلم الناقد شكراً لك تسجيل مرور
__________________
[POEM="font="Arabic Transparent,5,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/.gif" border="none,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أحبّاءنا والدهرُ فَرّقَ بينَنَا= يعزّ عَلَينَا من بعِيدٍ نوَدّعُ بعثتُ لكم والشمسَ مني تحيّةً= لتنشرَها فوقَ الحمى حين تطلعُ وها أنا أقضي الليلَ أرقبُ رجعها= فهل لي سلامٌ منكمُ حين ترجعُ ويا أيها البرقُ المحلّقُ في الفضَا= يطلّ على أطلالهم وَيُلَعلِعُ بِعيشِك قل لي هل ديار أحبّتي= بها القوم صرعى وهيَ قفرٌ وبلقَعُ فإن كان ما أنبَأتَ حقّاً فسر إذن= إِلى خالقِ الأكوان إنّك أسرَعُ[/POEM] |
11-09-2007, 01:32 PM | #10 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
<======== داخل يركض ركض .. يحسبك تبي تترك المنتدى ..
جميل ماسطرته أخي الكريم الناقد1 .. أشكرك ..
__________________
|
11-09-2007, 03:27 PM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2003
البلد: بــــريـــــــــدة
المشاركات: 567
|
اهلين عزيزي الناقد1
توقعتها رحيل قلت اكيد مصير الموضوع (الحذف) كما حذف موضوع اخٍ لنا من قبل
__________________
لقد ثبـتـت في القلب منك محبة
كما ثبـتـت في الراحتين الأصابعُ |
13-09-2007, 02:11 AM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
آراسيل وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين تقبل الله مادعوت شرفني هذا المرور الكريم العزيز الصباخ أي قلب تحويه أضلاعي لأفكر بالرحيل عن موطن أنت فيه ، أهم شي لا تتعب من الركض يابعد تسبدي شرفت بحضورك وحداني لانريد رحيل أحد من هنا سعدت بحضورك دام الجميع بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
14-09-2007, 12:20 AM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
كم ضاحك والمنايا فوق هامته ** لو كان يعلم غيباً مات من كمد
من كان لم يؤت علماً في بقاء غد ** ماذا تَفَكُّـره في رزق بعد غد
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
14-09-2007, 01:53 AM | #14 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
ياحبيلك ..
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|