[زهير العمري]

ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات ترى "أنه يرى من الضرورة بمكان إدخال "السينما" إلى مجتمعنا السعودي وذكرت أن الغرض من ذلك هو غرض سام، وذلك لإيصال خطاباتنا وأفكارنا إلى الغرب، وتوضيح جانبنا المشرق لهم.
إن اعتزازنا بعقيدتنا وثقافتنا يحتم علينا ألا نخاطب الغرب بأسلوبهم، وألا نستخدم أدواتهم المستهلكة التي ابتكروها، والتي يعملون الليل مع النهار على هدمنا بها، فلقد أنتجوا لنا الآلاف من الصور معبأة بثقافاتهم التي لا تتناسب مع ثقافتنا وذوقنا، فـ" السينما" استخدمها الغرب كثيرا لإشاعة الفساد والجرائم، ولتحطيم أهدافنا، ولتفكيك عقول أبنائنا، وابتعدت كثيرا عن عالم الواقع الحي لتصل إلى عالم الخيال المصطنع، ولم يستخدمه يوما لتعليمنا إنما سخرها في خدمة أهدافه وأغراضه.
لو عملنا على إيصال أفكارنا بـ"الصورة" للمجتمع الغربي فإن ذلك يتطلب عدة أمور:
أ-المادة الخام: ومن المؤكد أنه لا توجد مادة خام خصبة للإبداع في أي ديانة أو أي حضارة، كما توجد في الدين الإسلامي، فهي حقول بها ملايين الأشجار المثمرة التي في متناول يد أي باحث أو أي كاتب لقطفها وتشكيلها على هيئة أعمال أدبية جميلة، ولدينا مواد غنية بالأفكار النبيلة والمعاني السامية، والنماذج الفريدة التي نستطيع من خلالها الوصول إلى أعمال تتسم بالنضج المعرفي والرقي الفكري، وقد نصل إلى مرحلة التفوق وننجز أعمالاً لم يكتب على مدى التاريخ مثيلها، ويكفيني هنا للاستدلال على تلك الأعمال النموذجية ما كتب في السابق كعملي (الرسالة)، و(عمل المختار).
ولكن السؤال هنا ما هي المادة الخام المناسبة لكي نصدرها للغرب لإيصال شيء عن عقيدتنا أو عن فكرنا الإسلامي السمح، هل نصدر له من تراثنا الثري الذي بحاجة إلى القراءة والتنقيب ومزيد من التفتيش في جواهره التي تحتاج الكثير من الدراسات الجادة، وتتطلب منا العمل الدؤوب لكي نعرضها في صورة لائقة، فتراثنا بحر كبير يحتاج منا إلى قراءات متعددة، فليس أبطالنا الأفذاذ أساطير خرافية كما نرى في الحضارة الغربية الذين تشكل لديهم مفهوم الأسطورة فوجدنا في تاريخهم كما هائلا من الخرافة والزيف، أم نصدر لهم من أدبنا الجميل الذي يلبس حللا من اقتباسات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وتصوير مقدساتنا الإسلامية كما في مؤلفات شيوخنا الأفاضل، أم نصدر لهم أدبنا الذي يصور سماحتنا وكرمنا كما في نتاج أدباء الجزيرة الأجلاء، أم نتجه إلى المنحدر لنصدر لهم أدبا مصدره من أفكارهم، هذا الأدب الذي بدأ يتوالد على الساحة الأدبية لدينا كما تتوالد البعوض في مياه المستنقعات كما في رواية بنات الرياض , وفسوق وغيرها ؟.
ب-طريقة تشكيل هذه المادة: قد تكون المشكلة هنا في طريقة عرض المادة الخام، وفي كيفية صياغتها، ومن المعلوم أن أي عمل لا بد فيه من مراعاة حاجات المتلقي النفسية والفكرية فالفكرة المناسبة للمتلقي المناسب، وأعتقد بل أجزم أن المتلقي الغربي ليس لديه وقت للجدية، أو لرؤية شيء من الجدية، وإذا كان كذلك فإنه يتطلب منا أن نعرض مادتنا الخام التي هي (عقيدتنا، وأفكارنا، ومبادئنا) بطريقة مناسبة له، وهذا لا يتسنى لنا إلا بطرق (لا نرضاها شكلا ومضمونا) كأن نعرضها بطريقة كوميدية، أو بطرق أخرى وضيعة.
ج-المستقبل لهذه المادة في صورتها النهائية: كما هو واضح المستقبل لهذه المادة، هو جاهل بها لا يعرف أسرارها وكوامنها (الفرد الغربي)، ولذلك يتطلب منا جهدا مضاعفا قبل أي عمل للتهيئة الفكرية بشرح عدد من المصطلحات التي تتعلق بمركبات (الصورة) حتى لا يقع في التوهان، وإذا وقع في التوهان أصبح لا فائدة من أعمالنا المصدرة له، وأرى أن هذه الخطوة هي الخطوة الأهم حيث يجب علينا أن نترجم تراثنا، ونشرح لهم سماحتنا، ونبين لهم سمو عقيدتنا، ومن ثم نبدأ في طرح إبداعنا الذي به نصل إلى إقناعهم بجوهر ديننا، والغرب لم يلجأ إلى (السينما) إلا بعد غزوه لنا بالمؤلفات المترجمة التي تزاحمت في المكتبات الشرقية، وتصدرت الإشادة بها أقلام كتاب الصحف العربية.
وإذا عملنا الخطوة الأولى التي تتمثل في الترجمة والبحث حينها يكون علينا لازما أن نصعد الخطوة الثانية والثالثة في السلم، لكي نصل إلى الخطوة المقصودة وهي خطوة (الصورة) ومن ثم نوظفها في خدمة ديننا وفكرنا.
زهير العَمري

[طارق]

جزاك الله خير علي الموضوع لكن أنا أتصور انه الان السينما شبه موجوده عندنا اللهم أنها بدون تذاكر وبدون كراسي وانما عن طريق بعض القنواات الفضائيه الي عن طريق الاشتراك

[زهير العمري]

شكراً لمرورك أخي طارق ولقراءة هذا المقال , هذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصكم في الإطلاع على المفيد من المشاركات .
عزيزي الفاضل إن أتيت لهذا المنتدى وشاركت بأطروحاتي الثقافية بناءاً على توصية بعض الزملاء بأن هذا المنتدى فيه أعضاء متميزون , وطرحهم أيضاً متميز , لكن للآسف آراهم حتى الآن ضعيفين في أطروحاتهم , وكذلك لا يبدون أي تفاعل مع المشاركات التي تتسم بالعمق والفائدة , وكأني بهم مثل من يحبذ أكل الوجبات السريعة وهو يعلم أشد العلم بأن لا يوجد فيها أي فائدة بل تحمل مضار صحية .
أكرر شكري وعظيم امتناني .

[المرن]

زهير العمري
حياك الله ،،،،،،،،،،،،
أنا أعتقد أن المثقفين يعتقدون أهمية السينماء لكن من الذي يقف
أما هذا المشروع؟ لو عندك ملايين وطلبت ترخيص هل تعطى؟
من الذي بيده السلطة؟؟؟؟
ثانياً المنتديات شيء غير طبيعي للنقاش فهي نتاج فساد اجتماعي
مثل المسيار نتاج فساد اجتماعي والإستراحات نتاج فساد اجتماعي ،
الا ترى أن الإستراحات استخدمت ضد الأمن، الطبيعي أن يجتمع الناس
بمجالس(ديوانية) والطبيعي أن يتزوج الشاب بنت تناسبة
أن يأخذها كما يريد لا أن تكون مثل الذي يشتري البطيخ حضك بختك!!!

[سفير الأحزان]

أخي زهير احسبك تعلم من عدم التفاعل مع موضوعك الرائع وان كنت لا تعلم فهي مصيبه ومغيب عن واقعنا المر الا تعلم ان فقط كلمه سينما تعنى الأنحلاليه والفسق والفجور اعتقد يا أخى اننا في مجتمع يرفض كل جديد مجتمع ضاهره صالح وباطنه....... مجتمع يمول جميع القنوات الفضائيه بتفحيطه الفضائى ليلاً ونهار ولايزال يصر ويزايد على الآخرين بأنه مجتمع محافظ وبقيه المجتمعات فسقه ومنحلين

[زهير العمري]

شكراً لمرورك أخي سفير , وأنا أتفق مع ماذكرته تماماً . أكرر شكري لك وكل عام أنتم بخير