|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
06-11-2007, 07:07 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
بيني وبين أبوس((حوار هادف))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان بيني وبين الأديب الشاعر أبوس حوار حول قضايا أدبية وفكرية. وذلك في مقاله((الجزء الثاني من الأخطاء الشائعة)). فأردت أنقل لكم الحوار ثم أنقل ردي الأخير عليه والذي لم يقرأه حتى الآن وذلك لأسباب: 1_أن مقاله عن الأخطاء الشائعة ليس له تعلق بهذا الموضوع فليس من المستحسن أن يكون هذا الحوار داخل المقال. 2_أن هذا الحوار فيه من المعلومات الشيء الكثير فأردت نقله لكي يستفيد منه القراءولكي يبدوا آرائهم. 4-ضعف الحوار الأدبي في هذه الساحة فأردت أن يوجد في هذا المنتدى مثل هذه الحوارات الهادفة. 5_أن هذا الحوار متعلق بمصير كثير من الأدباء وخاصة المبتدئين منهم فهذا الحوار مهم للغاية. وغيرها من الأسباب كما أرجو التفاعل مع هذا الحوار
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:12 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
أرسلت له:
السلام عليكم: أهلا بالأديب التراثي .. أهلا بالشاعر.. .قبل قليل قرأت أكثر قصائدك فوجدتك شاعرا قداستحكمت عنده الموهبة.. وأنا أعتقد أنك أفضل شاعر في هذا المنتدى.. ولكني أزعم أنك قد مسكت التراث بتلابيبه..ولم تطلقه حتى الآن!! وكذلك أشعر أنك تهتم باللغة والنحو وعلوم الآله..ولم تهتم بكتب النقد الحديث ومدارس النقد ورواد التجديد وكذلك لاتقرأ في شعر الحداثة.. لأنني أعتقد أن الأديب المعاصر يجب أن يهتم بالفكر المتعلق بالأدب.. وكذلك يجب أن يهتم بالتجديد في الشعر ولاتكون قراءته تراثية فقط..وقد سمعت أنك حفظت 2000بيت من ديوان الحماسة؟؟ ياأخي شعر ماقبل المولدين بدائي..لايعتمد على المعاني الفلسفية العميقة التي تؤدى بالخيال.. إلافي بعض الأبيات التي لاتذكر.. وهذا الموضوع طويل يحتاج إلى تأمل..ولاتكفيه هذه الكلمات التي كتبتها على عجالة.. فإلى الأمام أيها الشاعر الشاهر سيف الحرف على كل من حاول أن يكسره!! جعل الله قلمك "فيصل" بين الحق والباطل..ولسانك"منصور"على المخذلين.!!! محبك:ملك الصقور..
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:14 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
فأرسل لي:
أخي الفهِمَ / ملكَ الصقور - متّعه الله متاعًا حسنًا - سرّني ما أوردتَ من قولٍ كريمٍ . ذكرتَ أني معنيٌّ بعلومِ الآلةِ . ونعم ؛ أنا بها مولَع ؛ إذ قلَّ أن تجدَ في أهلِ هذا الزمانِ - لو فتشتَ - من يحكِمُ علومَ العربيةِ كافةً ، ويجدَّد فيها كلِّها ، ولا يغفُلُ مع ذلك عن الأدبِ والشعر اللذينِ هما حياةُ النفوسِ وجمامهًا ، وبهما تزكو ، كما أن العلومَ الأخرَ حياةُ العقولِ ونماؤها . وأنت واجدٌ لو نظرتَ من التخبّطِ ، والاضطرابِ والاختلافِ ما يستبينُ لك بهِ فضلُ علومِ العربيةِ ؛ إذ هي الحكَمُ العدْلُ الذي إليهِ يُردّ ما اختُلِفَ فيهِ من الرأيِ ، ولا يكونَ فيها حاذقًا إلا مَن راضَ نفسَه بالعلمِ ، وعوّدها التأمُّلَ ، ولم ينسَق معَ جمهورِ المقلّدة الذينَ ابتليت بهم الأمةُ ، والذين لا يكونُون في أمةٍ من الأممِ إلا كانوا هم سبيلَ ارتكاسِها ، وموتِ عقولِ أبنائها . وأيًّا ما يكنْ فأنا أعنى بالعلومِ العقليةِ عامَّةٍ ؛ إذ بها يفضُلَ الإنسانَ سائرَ الحيوانِ ؛ فلولا العقلُ لكانَ الإنسانُ من جملةِ البهائمِ . أما المدارسُ النقدية الحديثةُ فمدعاةٌ إلى الضحكِ والحزَن في آنٍ ؛ فإنا لم نؤتَ إلا مِن قبلِها ، وإلا لمَّا شغلَ الغربُ عقولَ أبنائنا بها ، وهي بضاعتنا رُدَّت إلينا ؛ فأيُّ شيءٍ جديدٍ في علم الأصواتِ ، وعلمِ الدلالةِ . وكذلك مدارسُ النقدِ هذه ؛ إن هيَ إلا نتاجِ هذيانِ الغربِ ، وما قاءت بهِ عقولُهم . ومما يحزُن أن أبناءنا خُدِعوا بها واغترّوا ؛ يظنّونَ أن هذا هو التجديدُ ، وأنَّ ما أتانا عنهم هو العلمُ ؛ لا علمَ إلا هوَ ؛ فوا أسفا ! أفكلّما وسوسَ الشيطانِ في قلبٍ رجلٍ غربيٍّ ، فرأى أن يجعلَها ( نظريةً ) هُرِعنا نترجِمُها ، وندرّسها في مدارسِنا ؟ لو كانَ هذا حقًّا فلِمَ لا نجِد النظرياتِ الحديثةَ هذه إلا من الغربِ ؛ أفما لنا عقولٌ ، ولا رأيٌ ، ولا نَظرٌ . معذرةً ؛ فإني أستلُّ هذا من قلبٍ دامٍ ، وكبدٍ حرّى ؛ فلعلّك قابلٌ معذِرتي . ولكني على ذلك كلِّه كتبتُ في أوراقٍ عندي ما انتهيتُ إليهِ في النقدِ الأدبيّ ، جمعتُ فيهِ ما صلَح من القديمِ والحديثِ ، حتى يكونَ لي مرجعًا ومتكأً . وذكرتَ أن شعرَ المولدين أحسنُ من شعرِ القدامى . وأنا معكَ في هذا ؛ ولكن في المعاني ؛ غيرَ شكّ . أما الجزالةُ وحسنُ الرصفِ غير المتكلَّفِ ، ولا المصنوعِ ، فمردها إلى القدامى . ومتى جمعَ المرء بينَ هؤلاء وهؤلاء سلكَ أهدى الطرقِ ، ونالَ الحسنى . وأنا يا أخي لا أعدّ نفسي شاعرًا ؛ ولكني أكتبُ الشعرَ غيرَ مكثرٍ ؛ فقد صرفني عنه حبي للعلمِ المقعَّدِ ، ورأيتُه أنفعَ للأمةِ ، وأبقَى ذكرًا . وعندي كلامٌ طويلٌ في الشعرِ الحداثيّ ، والمذاهبِ النقديةِ ، وفي رأيي في نظامِ الشعرِ ، وعلى أيّ شيء يكونُ ؛ ولكني إن أخذتُ فيهِ أخذَ مني ؛ أي إن شرعتُ فيهِ أخذ مني وقتًا غيرَ قصيرٍ . وأنا لك شاكرٌ فضلَك ، ومقدّرٌ لك رأيَك . أبوس
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:15 PM | #4 |
لحظات مودع ..!
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: بريدهـ-
المشاركات: 4,127
|
؟
. . . . . وفقكم الله
__________________
, , ,
|
06-11-2007, 07:16 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
فأرسلت له:
أهلا بالأديب أبوس.. أولأ:يجب على الأديب أن يهتم بعلوم الآلة كوسيلة وليس غاية. .فعلم العروض وسيلة للشعر وهكذا.. ثانيا:كان الأدب العربي مرتبط بالمجتمع ارتباطا وثيقا ويتجلى هذا الارتباط بكتاب الأغاني والبيان والتبيين وعيون الأخبار وغيرها..أما في العصر الحديث فإنه قد اتجه إلى الفكر تاركا للشعر الشعبي السيطرة الاجتماعية مثل مدح الأمراء ووصف السيارات وغيرها من المظاهر..ولذلك كان يقال بأن نشوء الشعر الشعبي لعزوف الشعراء عن تلبية حاجات الشعب مثل عدم وضوح شعرهم وعدم طرق المواضيع التي تناسب بساطتهم فهم لم ينزلوا للمجتمع..وغيرها ولاأعرف شاعرا عربيا كتب عن السيارات إلاأنت في قصيدة الهايلوكس: فإذا تمعنا في المدرسة الواقعية وجدنا أن لها أصلا فلسفيا وهي الاعتقاد بأنه يجب علينا أن لانخجل من تصوير الإنسان على حقيقته وهو أنه شرير, وهي أيضا ثورة على المثالية التي تجرد الإنسان من غرائزه الشريره... وهكذا في جميع المدارس الشعرية مثل البنيوية وأساسها نظرية نبتشه التي تقول بموت الإله المتمثل في الإنسان وإلغاء مركزيته..وغيرها من تلك المدارس الأدبية الكثيرة. فالأدب دائما مايكون صدى للفكر.. فلأجل ذلك أدعوك إلى الاهتمام بالنقد لأنه مرتبط بالفكر..أما الاهتمام بالبلاغة والنحو والعروض فيجب أن يكون بحدود كماقلت..لأنك إذا أصررت على ذلك فستكون أكاديميا بحتا.. ثالثا:تصنيفك للعلوم صنفين عقلية ونفسية صحيح ولكن لاتنس أن إنتاج الفكرة يقوم على التخييل كما يقول برنشفيك,, والانتاج الشاعري قائم على التخييل أيضا.. رابعا:أماقولك بأن الغرب لم يأتوا بشيء جديد فهاذا إجحاف كبير.. إن العقل العربي عقل جبار من حيث إنجابه للكم الهائل من العلوم..ولكن لاتنس أنه استفاد من الحضارات الأخرى الشيء الكثير حتى في الأدب مثل شعر المولدين الذي تأثر بالثقافة الفارسية تأثرا كبيرا..وأبي تمام الذي كان مدمنا في قراءة الفلسفة اليونانية رأس التجديد في الشعر.. وكذلك النقد الأدبي الحديث متأثر بالنقد الغربي حتى عند الإسلاميين..وكذلك في النص الشعري.. أما في الفكر فحدث ولاحرج حتى أن منير الخطيب قال بأن المفكرين العرب إسلاميين وغير إسلاميين كانت أفكارهم صدى للفكر الغربي ولسائل أن يسأل ؟ هل نستفيد من الثقافة الغربية والأدب الغربي ؟؟ هل نأخذ منهم العلوم الإنسانية ؟؟ نقول إنه يجب علينا أن نتمثل بمبدأ الخصوصية الحضارية والمشترك الإنساني العام كما هو مصطلح محمد عمارة ومبدأ القابلية للاستعمار عند مالك بن نبي أومايسميه عامة المفكرين الأصالة والمعاصرة.. فنأخذ من الثقافة الغربية مالايخاف معتقداتنا وخصوصيتنا الحضارية.. فمثلا نأخذ بالبرمجةالعصبية كعلم ونصفيه من الشوائب وندمجه بثقافتا.. وأنا أخالف سيد قطب_رحمه الله_عندما قال إنه لايوجد إلا أبيض وأسود.. والحضارات العالميه تتطور وتنضج إذا تلاقحت..وسأضرب لذلك مثلا.. عندما قال هيجل بأن الفكر يسبق المادة وثار عليه كارل ماركس وقال بأن المادة هي التي تسبق الفكر وثار عليه كثيرون منهم كيركيجارد وجون ديوي وبرتراند حتى لقد قال بعض مؤرخي الفلسفة في القرن العشرين إن جميع الفكر المعاصر الغربي ثورة على هيجل.. فإذا عرف العقل العربي هذه الزاوية من الفكر فإنه سيتطور وتتكون عنده نظرية إزاء هذه الفكره.. ونحن نجد أن الفلاسفة المسلمين درسوا الفلسفة اليونانية لأسباب منها أنهم أرادوا أن يردوا على الغنوصية التي تربعت في الشرق الإسلامي آنذاك..وإن كانت عند اليونان طائفة غنوصية تدعى الهلينية.. رابعا وهو مايهم شعر المولدين.. الشعر العربي مر بثلاثة أطوار وهي الصنعة والتصنيع والتصنع وأفضلها مذهب التصنيع ومنه شعر المولدين..وهذا المذهب تأثر بالثقافات الأخرى.. وأذكرك أن قوة الصياغة في الشعر والجزالة ليست في وعورة الكلمات وصعوبتها..!! أخيرا: أما عن نزار فإني قرأت جميع شعره ولم أرسل لك رسالة خاصة لأن مشاركاتي أقل من خمسين فأرجو المعذرة.. هذا ماأردت قوله ولك الخيار في الأخذ بآرائي أو ردها,,ولاتنس أن الخلاف لايفسد للود قضية ووالله إني لمعجب بك وبآرائك كما يسعدني تصديك للمهووووس الجاهل الذي أقحم نفسه بتتخصص لم يحسنه..جعل الله ذلك في موازين حسناتك[/
__________________
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:18 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
فأرسل لي:
أهلاً بك أخي الفاضلَ ملكَ الصقورِ [ والطيورِ عامّةً ] مرةً ثانيةً : 1- نعم ؛ المدارسٌ الأدبيةُ ناشئةٌ عن معتقداتٍ ومذاهبَ فلسفيةٍ للوجودِ – كما بينتَ - . 2- أنا أميلُ إلى المدرسةِ الواقعيةِ في ما أكتبُ من شعرٍ ، وأرى أن يكونَ الشعرُ صورةً لنفسِ المرءِ ومجتمعِه ، وألا ينفكَّ عن ذلكَ . فلذلك لا أكتبُ – ولا سيّما في السنينَ الأخيرةِ – إلا ما توحي بهِ إليَّ عاطفتي ، وما ينبجِس به قلبي ؛ ولذلك تجدُ أكثرَ شعري في الذكرى ، والإخوانياتِ ، والوجدانياتِ . ولعلي من بعدُ أنشرُ بعضَ القصائدِ في ذلكَ ، كقصيدةٍ منها : فاذكرْ خليلَك يا أبا سهلِ ** وأعِد إليهِ بشاشةَ البذلِ واذكرْ لنا – إن كنتَ تذكرُه - ** يومًا بخيبرَ ، قريةِ النخلِ أيامَ مركبُنا على ( هدَدٍ ) ** ينسابُ من جبلٍ إلى سهلِ سهلِ الخليقةِ ، ثابتٍ ، أُجُدٍ ** صُلبِ الصفائحِ ، مؤنقِ الشكلِ ومن ذلك ما بعثتُ بهِ إلى صديقٍ لي انقطعَ عني [ كنيتُ عن اسمِه هنا بـ ( فعللٍ ) ؛ وإلا فهو مذكورٌ باسمِه ] : ألوكةَ ( جوّالي ) سألتُكِ ، بلّغي ** أبا ( فعللٍ ) أني مقيمٍ على جمرِ وقولي له إمّا وقعتِ بكفِّه ** سلمتِ ، وقومي قبِّليها إلى عشرِ وقولي له إمّا بصُرتِ بوجهِه ** سلامٌ على الوجهِ المضمّخِ بالطهرِ لكَ الله من وجهٍ حييتُ بنورِه ** زمانًا ، فصرتُ الآنَ كالميتِ في القبرِ ! 3- من عللِ حبي الشعرَ القديمَ صدقُه ، وأن كلامَهم بالعربيةِ فيهِ عن طبعٍ راسخٍ ؛ ألا ترى الرجلَ منهم يصفُ دابتَه وصفًا دقيقًا كما في معلقةِ طرفةَ عنترةَ وغيرِهما في مقدمات القصائدِ ، ويصفُ زوجَه وأبناءَه ، وطريقَ سفرِه ، ويصفُ نوائبَ دهرِه ، وفقرَه ، وضنكَ عيشِه وغيرَ ذلك ؛ انظر ما يقولُ أسماء بن خارجة الفَزاريُّ في الطريقِ – أفرأيتَ معاصرًا يتكلمُ في مثل هذا ؟! - : بل ربّ خَرقٍ لا أنيسَ به ** نابي الصوى ، متماحلٍ ، سهبِ ينسى الدليلُ به هدايتَه ** من هولِ ما يلقى من الرّعبِ ويكادُ يهلِك في تنائفِه ** شأوُ الفريغِ ، وعَقْبُ ذي عَقْبِ وبه الصدى والعزْفُ تحسِبُه ** صدحَ القيانِ عزفنَ للشَّربِ كابدتّه بالليلِ أعسِفُه ** في ظلمةٍ بسواهمٍ حُدْبِ أما العصورُ المتأخرة ، وخاصةً الحديثةَ ، فقلّ أن تجدَ فيها ذلك ، لأنهم يفصلون بين الشعرِ والحياةِ ، أو يركبونَ به مركبًا ناشئًا عن فلسفةٍ رأوها ، وليس عن سليقةٍ ، ولا طبعٍ . 4- نصحتَ لي أن أُعنى بالنقدِ ، وأن أقللّ من انكبابي على علومِ العربيةِ ، وأنا أرى خلافَ ذلك ؛ قالَ الفراءُ : ( قلَّ رجلٌ أنعمَ النظرَ في بابٍ من العلمِ ، فأراد غيرَه إلا سهُلَ عليهِ ) [ إنباه الرواة ] ، وقالَ أرسطاطاليسُ : ( كما أنه ليس من المروءةِ أن تقتصرَ من الأموالِ والعُقَدِ على ما فيهِ الحاجةُ فكذلك العلومُ ) [ منثور الآداب ] . وأنا أرى ذلك من نفسي ؛ فإني بعد إذ أطلتُ النظرَ في أصولِ النحو والصرفِ وعللِهما سهُل عليَّ كلُّ علمٍ من بعدهما ؛ إذ تلك العلومُ مدارها العقلُ ، وأصولُ عللِها تكاد تكونُ واحدةً ؛ بل إني أرى لك ما رأيتُ لنفسي . ولذلك لما نظرتُ في النقدِ وعيتُه أولَ قراءةٍ . أما المبتدئ في النقدِ والفكرِ والكلامِ غيرِ المقعَّدِ ، فإنه إذا أراد التحول منها إلى العلومِ المقعّدةِ كالنحو والصرف صعُبا عليهِ وعسُرا . وقد حدثني بعضُ أهلِ العلمِ أنه لما قضَى دراسةَ الجامعةِ ، وأراد التخصص ، تحير ؛ أيختارُ النحو والصرف ، أم يختار الأدبَ والنقدَ ؛ فأشارَ عليهِ بعضُهم أن يتخصص في النحو والصرف ، لأنه إذا حذِقهما وأحاطَ بهما علمًا ، سهُل عليه الأدبُ والنقدُ من بعدُ ، فنالَ العلمينِ . أما إذا تخصص في الأدبِ فإنه لا يستطيعُ إلى البصرِ بالنحو والصرفِ سبيلاً . فعملَ بهذه المشورةِ ، وهو يحمدُها الآنَ . 5- هؤلاءِ الغربُ لما ثاروا ثورتَهم تلك على الدينِ والتقاليدِ ، وهُيّئ لهم ما هُيئَ من النهضةِ العظيمةِ في العلومِ التجريبيةِ ، خُيِّلَ إليهم أنه قادرونَ على كلِّ شيءٍ ، وأن السبيلَ القويمَ إلى التقدّمِ هو التمردُ على كلّ مألوفٍ ، ونقضُ كلِّ مبرَمٍ ، فأتَوا بالمضحكاتِ ، وجاءوا بالعجائبِ التي تصادمُ الفطرَ الصحيحةَ ، والعقولَ السليمةَ . ولا ينكرُ أحدٌ أن مذاهبَهم تلك صادرةٌ عن تصوراتٍ فلسفيةٍ ، أو عقائدَ دينيةٍ ، أو مذاهبِ فكريةٍ ؛ فمنهم الملحد ، ومنهم اليهوديّ ، ومنهم غيرُ ذلك . وأنت إذا نظرتَ في مذاهبِهم رأيتَ فيها التناقضَ الظاهرَ ؛ فالتفكيكيةُ ضدّ البِنيويةِ ، والشيوعية ضد الرأسِمالية . وكذلك عامة مذاهبِهم ؛ فأيّ علةٍ جعلتهم بهذا التناقضِ ، وأينَ التوسّطُ في ذلك ؟ إنما بعثهم على هذا التناقضِ رغبتهم في التجديدِ وحسبُ ؛ فهم يريدونَ أن يأتوا بجديدٍ ؛ ولو كانَ عامةُ الناسِ فضلاً عن خاصتهم يعلمونَ أنه غيرُ معقولٍ ، ولا موافقٍ لطبائعِ الأشياءِ . ومما يبيّن لك طرفًا من ضلالِ مسالكِهم أن كثيرًا منهم ينهونَ عما هم واقعونَ فيهِ كصاحبِ كتابِ ( دع القلقَ ، وابدأ الحياةَ ) دايل كارنيجي ؛ إذ ماتَ منتحرًا ؛ فأين ( دعِ القلقَ ) . وقد رأيتُ كتابًا في العلماء الذي ماتوا بالانتحار . وكذلك نيتشه الذي جُنَّ في آخرِ حياته ، والذي كانَ ألفَ كتابًا في ( موتِ الإلهِ ) كبُرت كلمةً من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا . والمحزنُ أن بعضَ بني جلدتنا اتبعوه في ذلك ، كما ترى في شعرِ نزارٍ ، وكتابِ أدونيس ( الثابت والمتحول ) . 6- وهبنا سلمنا لهم بذلك ، فكيفَ لعمري نُسلّم لهم أن يخوضوا في البلاغةِ ، ويتكلموا فيها ، ونحنُ أحقُّ بها وأهلُها . وعلامَ نغمطَ أنفسنا حقّها ، ونحقّر من عقولنا ، ونظلّ عالةً على ما تجودُ بهم عقولُهم ، وما يتفضلون بهِ علينا ؟! وقد حدثني مَن أثقُ بهِ أنه درسَ معه رجلٌ أفريقيٌ كان يعرف الإنكليزيةَ والفرنسيةَ ، فتعلَّم العربيةَ ، ومرةً رأى لوحةً مكتوبًا عليها كلامٌ بالعربيةِ ، فقالَ : هذا الكلامُ ليسَ بليغًا ، وفيهِ طولٌ ، وتَرجمتُه بالإنكليزيةِ أبلغُ ، فنازعَه محدّثي في ذلك ، وبيّن له خطأ رأيِه ، فأصرّ عليه ، فقالَ محدّثي : ستعلمُ إذا ازددتَ بالعربيةِ علمًا أنك كنتَ مخطئًا . ثم إن هذا الرجلَ الأفريقيَّ سافرَ إلى دولةٍ غربيةٍ ، وأخذ الماجستيرَ فيها والدكتوراه ، ومهرَ في الإنكليزيةِ ؛ فلما رجعَ ذكّره محدّثي بهذا الموقفِ ، فقالَ : نعم ؛ لقد كنتُ مخطئًا ؛ فالعربيةُ ليس في الكونِ لغةٌ تضارعُها . 7- ما تراه غريبًا من ألفاظِ الشعرِ الجاهليّ ليس غريبًا عند الجاهليين ، وإنما استغربتَه أنتَ لدروسِ تلك الألفاظِ ، وزوالِها من كلامِ الناسِ . ولستُ أريدُ بتفضيلِ الشعر الجاهلي ردّ ذلك إلى ألفاظِه ؛ إنما أريدُ أسلوبَه ، ومتانةَ نظمِه ، وصدقَه . 8- أنتظرُ ورودَ رسالتِك في ( نزارٍ ) ؛ وها أنت ذا قد قاربتَ بلوغِ الخمسينَ مشاركةً ، مع بالغِ شكري ووُدّي لك . أبوس
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:36 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
وهذا هو ردي الأخير عليه
وهو لم يقرأه: السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته أهلا بالأخ أبوسأولا:أ:أنا أظن أنك تميل إلى الواقعية الإسلامية وليست الواقعية الغربية باعتبار أن المصطلحمن الغرب وذلك أن المدرسة الواقعيه الغربية قامت على أساستصوير نزعات الإنسان الحيوانيةفهم لايتحرجون من وصف الممارسة الجنسية وإبراز الصفات الشريرة لدى الإنسان من غش وخداع وحب للنفس باعتبار أن الإنسان شرير بطبعه وليس فيه أية صفة نبيله وأن صفاتهالحسنه المشاهدة قائمة على المنفعة..ولذلك تجد نزار قباني والسياب والبياتي يغرقون في التصوير الجسدي للإنسانولذلك قالت الواقعية إن الأنبياء والرسل خرافة لأنهم يبرزونللبشرية بروزا مثاليا والبشرية يجب أن تكون مشوهةإلى آخر كلامهم ولولاالخوف من الإكثار لذكرت عامة آرائهم ورأي الإسلام في ذلك وأظن أن أفضل من ناقش الواقعية الفكرية هو محمد قطب في كثير من كتبه والواقعية الأدبية عبدالرحمن رأفت الباشاثانيا:يعجبني في شعرك التجديد في المواضيع أو العقل الكلي للأبيات وذلك أنك تقتنص المواضيع الغير مطروقة مثل مافعل الرصافي في قصيدته عندما وصف القطار وقد برع في وصفه وتذكرت عندما قرأت قصيدته البحتري في دقته في الوصف وقبلهالبارودي فإنه وصف القطار وكذلك العقاد كان يقتنص المواضيعالغير مطروقه في شعره من خلال الحياة اليوميه وقد قرأت لهقصائد في ذلك.ثالثا::قولك ((من عللِ حبي الشعرَ القديمَ صدقُه ، وأن كلامَهمبالعربيةِ فيهِ عن طبعٍ راسخٍ))في رأيي أنه لم يكن هناك شاعر مطبوع وشاعر غيرمطبوع وأول من أتى بهذه الفكرة الجاحظ وقد أسهب الكلام في هذا الموضوع في كتابه البيان والتبيين وذلك من منطلق التعصب للعرب لاغير,,لأنه ضد شعر المولدين وقال بأنهم يأتون بالشعرعن صناعة أما العرب فيأتون به عن سجية وطبع.وقد كان معنى الشاعر عند اليونانيين الصانع فهذا يدل على أنه صنعة وقال عمر بن الخطاب((خير صناعات العرب أبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته)) وكان العرب يسمون شعرهم صناعة ولاتنس شعراء الحوليات الذين يجلسون في القصيدة الواحدة سنة كاملة..هل هذا من الطبع؟قال الناقد الكبير شوقي ضيف في الشعر((فمثله مثل هذه ا لأعمال الفنية يقومعلى جهد وكدح وهذا كله دفعني إلى أن أرفض فكرة تقسيم الشعراء إلى أصحاب طبع وأصحاب صنعةحتى في العصر الجاهلي إذ كان الشعراء جميعا أصحاب صنعة وجهد وتكلف)).و لاأخفيك أنني بعد تأمل طويل لآراء النقاد في هذا الأمرواختلافهم في ذلك حاولت تكوين فكرة خاصة لي من خلال تجربتي الذاتية مع الشعر وقراءتي في النقد فاستنتجت فكرة وهي أنه كما أن الإنسان قائم على الجسد والعقل والروح فإن الشعر قائم على ثلاث مقومات وهي الروح والعقل والجسدوقد كتبتمقالا طويلا في ذلك ولم أنشره والكلام في هذه الجزئية يطول.وأيضا أنا لي رأي في العاطفة "وهذا الرأي من عندي" وهو أنه لاتوجد كتابة شعرية قائمة على العاطفة وإنماهي قائمة على الروح فإن الإنسان تأتيه فترة طغيان الروح المتمثلة في الشاعرية فيستطيع أن يكتب في هذه الفترة الشعر وإن لم تكن به عاطفة إزاء شيء معين..فالناس لايفرقون بين طغيان الشاعرية وطغيان العاطفةإن طغيان الشاعرية وغلبة الروح هي المحفز لكتابة الشعر وليست العاطفة.وأنك في طغيان الشاعرية تستطيع أن تبدي عواطفك إزاء شيء معينوهناك فرق بين أن تبدي عواطفك من خلال الروح أوالشاعرية وبين أن يقوم شعرك على العاطفة فتصوير العواطف يقوم من خلال الروحوقولك((أما العصورُ المتأخرة ، وخاصةً الحديثةَ ، فقلّ أن تجدَفيها ذلك ، لأنهميفصلون بين الشعرِوالحياةِ ، أو يركبونَ به مركبًا ناشئًاعن فلسفةٍ رأوها ، وليس عن سليقةٍ ، ولا طبع))لاأوافقك على هذا .وماذا تقصد بالفصل بين الشعر والحياة؟الشعراء يصفون مشاعرهم والشعراء لايكونوا شعراء إلاإذاوصفوا مشاعرهمفي جميع أغراض الشعر وموضوعاته..أليس الحب متعلق بالحياة؟ أليست القضية الإسلامية والعربيةمتعلقة باالحياة؟عامة الشعراء في هذا الوقت يكتبون في هذين الغرضين.أما قولك بأنهم يركبون به مركبا ناشئا عن فلسفة فهذا أمرعجيب..إن جميع الشعراء يكتبون الشعر من خلال رؤية فلسفية وغالباماتكون لاشعورية.إن كثيرا من الناس يشعرون أن الرؤية الفلسفية يجب أن تكون منخلال عمق فكري وطرح راقي..و ليس الشعراء فقط هم كذلك بل جميع الخلق عن بكرة أبيهمفمنهم من تكون رؤيتهللحياة تشاؤمية فهذه رؤية فلسفية ومنهم من كانت رؤيتهللحياة مثالية فهذه رؤيه فلسفيةأخرى ومنهم ومنهم الخوياأخي كانت مدرسة الديوان معجبة بابن الرومي لأن له نزعةتشاؤمية في الحياة..إن الشعراء يكتبون الشعر من خلال رؤيتهم للكون والحياة ومنخلال منطلق حضاري له خصائصهوسماته..سواء علموا بذلك أم لم يعلموا..وهذا ماعمله عبدالوهاب المسيري عندما درس شعراء اليهودوشعراء العربمن خلال رؤيه فكرية فجعل هناك ارتباط بين الفكر والأدب فهوقدتجاوز النص الأدبيباعتبار أن النص الأدبي له رؤيته الفكريه التي قد تكونلاشعوريةاإن الإنسان بطبعة لايعيش بدون اعتقاد.فأول مايبدأ الإنسان بالمعتقد ثم يتحولهذا الإعتقاد إلى سلوك ونظرة للحياة ثم يتحول هذا السلوك إلى عاطفةفتجده يفرح إذا انتصر أهل معتقده ويحزن إذا غلبوا وكل مازادت عاطفته تجاه دينهكلما دل على قوة يقينه بهذا الدين فيكتب النص الأدبي على أساس هذه العاطفة.فالقضية تحولت من العقل إلى القلب..رابعا:أماقولك بأنني أنصحك بترك الإنكباب في اللغة العربيةفهذا لم أقلهولاتنس أن النقد من العلوم العرببة, أنا أنصحك بعدم صرف الوقت الأكبر في تعلم علوم الآله .لأنها وسيلة لغاية كماقلت..ويختلف النحو عن النقدبـــ1_كأن غاية النحو تصحيح الكلمات من الأخطاء أما النقد فإنه واسع جدا.2-أن ليس فيه مجال للتجديد وذلك أن العلماء خلال القرون الغابرة أتوا بكل شيء فلم يتركوا لنا شيئا نجدد فيه بل إنهممن مبدأ الترف المعرفي جاءوا بمسائل ليس فيها فائدةأما النقد فهو مجال واسع للتجديد.3_أن فيه زيادات غير مفيدة وهو مثل أصول الفقه في قضية طرح علمائه مسائل غير مفيده.4_أنه محدود أما النقد فإنه غير محدود.وأنى أرى أن كل إنسان له طريقه في منهجه وطموحه وماذا يريدأن يكون فالذي يريد أن يظهر في المجتمع وأن يكتب في الصحف فهذا له طريقته وأما الذي يريد أن يكون شاعرافهذا له منهجه أما أنت فأظنك لاتريد أن تكون باحثا أكاديميا منعزلا عن الصحف والمجتمع فيجب أن تعنى بالنقد والثقافهوالفكر لأن الأديب المعاصر يجب أن يكون كذلك وإلا تجاوزه الركبوأيضا ذكرت أنك تريد نفع الأمةوأظن أن نفع الأمة في هذا الوقت يكون من خلال كتابة روايةومن خلال رؤية نقدية إسلامية لأن مدار الصراع بينالإسلاميين وغيرهم هو في هذه الأشياء وياأخي الساحة تحتاجإلى نقاد وروائيين إسلاميين أماالنحوفلاتحتاج له إلأابقدر.خامسا :قولك(( . وأنا أرى ذلك من نفسي ؛ فإني بعد إذ أطلتُ النظرَ فيأصولِ النحو والصرفِ وعللِهما سهُل عليَّ كلُّ علمٍ من بعدهما ؛إذ تلك العلومُ مدارها العقلُ ، وأصولُ عللِها تكاد تكونُ واحدةً ؛بلإني أرى لك ما رأيتُ لنفسي ))هذا ياأخي ليس في النحو فقط بلفي جميع العلوم وهذا سر العلماء في قولهم((من أتقن فنا منالفنون فقد أتقن العلوم))وذلك أن العلوم مترابطة ترابطا متينا ولذلك لايمكن للإنسان أنيتقن الكل إلا بعد إتقان الإجزاء ولايمكنأن تجدد أو تبدع في علم إلابعد استيعابك لكثير منالعلوم وهذا يذكرني بالمسيري لأنه ذكر في رحلته الفكريةأنه يستشكل مسألة في علم ما ثم يقرأ في علم آخر فينفتح لهمااستشكل عليه في علمه الأول ولذلك أعتقد أن مقدار نبوغ الشخص هو في ربطه بين العلوم ومعرفة كيفية الدمج بينهما وأناشخصيا استنتجت فكرة في علم الأديان من خلال علم النفس وكذلك استنتجت فكرة في علم النقد الأدبي من خلال الفلسفةوغيرها كثير..وكلما ازداد الإنسان في قراءته للعلوم كلما ازدادت قدرته على الربط ومن خلال الربط يستطيع أن يولدأفكار.وأفضل علم للربط هو الفلسفة والفكر لأنه متعلق بعامة العلوم أما النحو فمن أقل العلوم تحقيقا للربط لأن غاية هذا العلم هو تصحيح العبارة فقط فهو متعلق بالألفاظ فقط وهو شبيه بأصول الفقه المتعلق بعلم الألفاظ وهذا الترابط لم يكن موجودافي العلوم فقط بل هو كذلك موجود في الفنون وسأضرب لذلكمثال في الفن فضلا عن العلموهي قضية الوزن والإيقاع وذلك أنالشعر والموسيقى والرقص تعتمد على الوزن فإذا عرفت الأوزانالشعرية واستطعت الكتابة فيها فإن ذلك معين لك على معرفةالموسيقى وإذا أردنا أن نكون إسلاميين فنقول على التوزيع في الهندسة الصوتية وكذلك هو معين على ابتكار الألحان أما الرقصفإنه يمشي على إيقاعات معينة فتحرك جسمك على حسب الإيقاعات.سادسا:قولك((خُيِّلَ إليهم أنه قادرونَ على كلِّ شيءٍ ، وأن السبيلَ القويمَ إلى التقدّمِ هو التمردُ على كلّ مألوفٍ ، ونقضُ كلِّ مبرَمٍ ))صحيح.والسبب في كثرة آرائهم الفلسفية هو أنهم لم يؤمنوا بالمبدأ المطلق وإنما آمنوا بالنسبية بدايةمن انشتاين الفيلسوففهم هائمون على وجوههم يأتون بأفكار ثم يناقضونها حتى أفكارهم هذه قائمة على مبدأ التفكك أما الإسلام فهو قائم علىأساس الترابط حتى في التكوين الإجتماعي وهم كذلك حائرونخائفون من الكون المجهول ويحاولون أن يفسرونه تفسيرا ماديا ولكنهم يرونه مليء بالتعقيدات والمتناقضات فيسبب لهم الشقاء ثم الإنتحار أما المسلم فإن الله أقام له الشرع الذي يريح وجدانه وضميره وروحه لأن النفس قائمه على الروح والعقل والجسد ولايقوم الإنسان إلا بقيامهما والدين الإسلامي أقام التوازن الدقيق بينهما أما الغربيين فإنهم ألغوا الروح وعاشوا بالعقل والجسد فبدأت عمليات الإنتحار تزدادوهؤلاء الماديون يعلمون أن سبب بلائهم هو في عدم عيشهمفي اعتقاد وفي ماديتهم ولكنهم يقولون بأن السعادة ليس لها تعلق بصحة الإعتقاد اوعدم صحته .ويقولون بأن السذاجة هيالتي تبعث على السعادة والعمق هو الذي يبعث الشقاء!ويقولون بأن المجنون هو من أسعد الناس وكذلك البليد والغبي..وقلت((وأنت إذا نظرتَ في مذاهبِهم رأيتَ فيها التناقضَ الظاهرَ ؛فالتفكيكيةُ ضدّ البِنيويةِ ، والشيوعية ضد الرأسِمالية . وكذلكعامة مذاهبِهم ؛ فأيّ علةٍ جعلتهم بهذا التناقضِ ، وأينَ التوسّطُفي ذلك ؟ إنما بعثهم على هذا التناقضِ رغبتهم في التجديدِ وحسبُ ؛))إنهم يفتخرون بكثرة الآراء ..ويقولون بأن عندهم مبدأ التعدد أما المسلمين فليس عندهم هذا المبدأوماعلمو أنه هو سبب بلائهمأماقولك((كصاحبِ كتابِ ( دع القلقَ ، وابدأ الحياةَ ) دايل كارنيجي ؛إذ ماتَ منتحرًا ؛ فأين ( دعِ القلقَ ) .)) هذا الكتاب قرأته في الصغر وفيه فوائد كثيره ولكن جميع هذا الآراء قائمة من منطلقات غربية وقد أعجبني عائض القرني في كتابه لاتحزن عندما استعان في دفع القلق بالدين الإسلامي وفي كتب دفع القلق هذه أما قولك بأنه انتحر فأظن أن الكلام لم يثبت.أما قولك عن نيتشه في كتابه موت الإله فهو لم يقصد بموت الإله الله سبحانه وتعالى لأنه لايثبت وجوده.ويقولون بأن جنونه كان بسبب عظمتهوإنما قال بموت إلهية الإنسان خلافا للبنيوية الذين يقولون بإلهيته باعتبار أنه هو ملك الطبيعة إلى آخر أقوالهم التافهةسابعا:البلاغة العربية قائمة على محاولة التقاط الجماليات من النصالأدبي ومحاولة إبرازها إبرازا عقلانيا بعدما أن كانت شعوريةوجدانية شاعرية .. أوهو محاولة استخراج واستنتاج كيفيةالإتيان بالجمال بطريقة عقلية..قال علي الجارم في مقدمة ديوانه((حاول عبدالقاهر الجرجاني في كتابيه أن يشرح مابهر نفسه من ضروب البلاغة في بعضماساق من الشواهد فأخفق وأخفق))ثم قال((ويحاول الوصول إلى مواطن السحر فلا يستطيع,ويتلمس اللفظ لشرح مايجول بنفسهفلايوفق فهو يرسل الصيحة إثر الصيحة كأنما يدعو إلى اصطيادظبي نافر أوإلى التوثب إلى أجنحةطائر))ثم قال((إنك تهتز للبحتري وتطرب له ولكنك لاتستطيع أن تفضخاتم سحره....الخ))وأذكرك بأن الجارم من الكلاسيككين ومع ذلك قال هذا الكلام..وإنكنت لاأوافقه في كلامه هذا..وقال الدكتورالناقد الشنطي بـــ((أن البلاغة العلربية كانت في جذورها وصفية مبدعة وليست معيارية جامدة ولكنها صفدت بأغلال التقعيد في العصور المتأخرة))وهو كماتعلم إسلامي..ولم استدل لك بكلام أدونيس أوالغذامي أوالبازعي أوغيرهم لعلميأنك لاتقبل منهم..ياأخي كأنك لاتذكر ماحل بالشعر العربي في عصر البديعيين وفيعصور الظلامالمثقل بأغلال البديع والتكلف الغير معقول فهم حولوا الشعر من الوجدان إلى العقل الهندسي..ولأنهم اعتمدوا على البلاغة فقط أنظر ماذا حل بهم ؟كأنك لاتذكر البارودي "رائد الشعر العربي"؟!هل أعاد الشعر إلى ماكان عليه من القوة من خلال البلاغة؟إنه كماتعلم لايعرف من البلاغة شيئا..ولكنه فقط قرأ وحفظ من الشعر فأصبح رائد الشعر وكل الشعراء من بعده عالة عليهباختصار إن طرق تنمية البلاغة لدى الشخص أنواع منها أن تقرأ في كتب البلاغة لتستطيع أن تكتب كلاما بليغا بطريقة عقلانيةلاشعورية..ولكن صدقني أنه سيكون متكلفا في أقل أحواله..أنا أقول إن الشاعر يكون شاعرا ولو لم يقرأ في البلاغة البتة وهذه هي غاية هذا العلمفهي مثل العروضالموهوب يستطيع أن يكتب شعرا بدون أن يعرف شيئا اسمه العروض وأنا كتبت الشعر قبل أن أتـعلم البحور الشعرية وأعرف شيئا منهاثامنا:وهو عن الشعر الجاهليإن متانة شعر التنبي لاتضاهى وشعره أفوى صياغة من الشعرالجاهليأما عن الألفاظ الصعبة فإنني ياأخي لاأجهل الشعر الجاهلي وقدحفظت معلقة أمرئ القيس ومعلقة زهير وعمرو بن كلثوم وعنترة وحفظت أيضا غير المعلقات من الشعر الجاهلي وقرأت الكثير الكثير..وقد كانت بدايتي في الأدب هو الإهتمام بالشعر الجاهلي والأمويحتى إن شعري في تلك الفترة معقد وصعب وفيه من الكلماتالجاهلية الشيء الكثير, وقد كتبت نثرا كثيرا في هذا الأسلوب..ولكن لي وقفات:1 إن الشعراء الجاهليين يتعمدون الإتيان بالكلمات الصعبة كما يقال إن طرفة هو أصعب شاعر جاهليكما أنني عند قراءتي لديوان عنترة وجدت أن شعره سهل جدا وقدحفظت له قصيدة في الصغرمطلعهاإذا كشف الزمان لك القناعا....... ومد إليك صرف الدهر باعافلاتخش المنية والتقيها....... ودافع مااستطعت لها دفاعاإلى آخر القصيدة وهي قصيدة لاتجد فيها كلمة غريبة ..2_إن أكثر الشعر الجاهلي مكذوب ولايصح ووقد ذكر شوقيضيف بأنه لايصح من شعر امرئ القيس إلاثلاث قصائد فقطوديوانه كماتعلم كثير.والأسباب كثيرةفي الدافع الذي جعل الناسيكذبون في الشعر الجاهلي.وأنت أعلم بها ولاتنس أن لامية الشنفرى كانت من تلفيق خلف الأحمر وهو الذي كتبها..وأنا لست مثل طه حسين عندما ألغى الشعر الجاهلي..ولكنني أقول إن كثير منه مكذوب..,
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
06-11-2007, 07:45 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
إعادة للرد لأنه غير واضح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا بالأخ أبوس أولا: أ:أنا أظن أنك تميل إلى الواقعية الإسلامية وليست الواقعية الغربية باعتبار أن المصطلحمن الغرب وذلك أن المدرسة الواقعيه الغربية قامت على أساستصوير نزعات الإنسان الحيوانيةفهم لايتحرجون من وصف الممارسة الجنسية وإبراز الصفات الشريرة لدى الإنسان من غش وخداع وحب للنفس باعتبار أن الإنسان شرير بطبعه وليس فيه أية صفة نبيله وأن صفاتهالحسنه المشاهدة قائمة على المنفعة..ولذلك تجد نزار قباني والسياب والبياتي يغرقون في التصوير الجسدي للإنسان ولذلك قالت الواقعية إن الأنبياء والرسل خرافة لأنهم يبرزون للبشرية بروزا مثاليا والبشرية يجب أن تكون مشوهة إلى آخر كلامهم ولولاالخوف من الإكثار لذكرت عامة آرائهم ورأي الإسلام في ذلك وأظن أن أفضل من ناقش الواقعية الفكرية هو محمد قطب في كثير من كتبه والواقعية الأدبية عبدالرحمن رأفت الباشا ثانيا: يعجبني في شعرك التجديد في المواضيع أو العقل الكلي للأبيات وذلك أنك تقتنص المواضيع الغير مطروقة مثل مافعل الرصافي في قصيدته عندما وصف القطار وقد برع في وصفه وتذكرت عندما قرأت قصيدته البحتري في دقته في الوصف وقبله البارودي فإنه وصف القطار وكذلك العقاد كان يقتنص المواضيع الغير مطروقه في شعره من خلال الحياة اليوميه وقد قرأت له قصائد في ذلك . ثالثا: :قولك ((من عللِ حبي الشعرَ القديمَ صدقُه ، وأن كلامَهم بالعربيةِ فيهِ عن طبعٍ راسخٍ)) في رأيي أنه لم يكن هناك شاعر مطبوع وشاعر غير مطبوع وأول من أتى بهذه الفكرة الجاحظ وقد أسهب الكلام في هذا الموضوع في كتابه البيان والتبيين وذلك من منطلق التعصب للعرب لاغير,,لأنه ضد شعر المولدين وقال بأنهم يأتون بالشعرعن صناعة أما العرب فيأتون به عن سجية وطبع. وقد كان معنى الشاعر عند اليونانيين الصانع فهذا يدل على أنه صنعة وقال عمر بن الخطاب((خير صناعات العرب أبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته)) وكان العرب يسمون شعرهم صناعة ولاتنس شعراء الحوليات الذين يجلسون في القصيدة الواحدة سنة كاملة..هل هذا من الطبع؟قال الناقد الكبير شوقي ضيف في الشعر((فمثله مثل هذه ا لأعمال الفنية يقوم على جهد وكدح وهذا كله دفعني إلى أن أرفض فكرة تقسيم الشعراء إلى أصحاب طبع وأصحاب صنعةحتى في العصر الجاهلي إذ كان الشعراء جميعا أصحاب صنعة وجهد وتكلف)). و لاأخفيك أنني بعد تأمل طويل لآراء النقاد في هذا الأمرواختلافهم في ذلك حاولت تكوين فكرة خاصة لي من خلال تجربتي الذاتية مع الشعر وقراءتي في النقد فاستنتجت فكرة وهي أنه كما أن الإنسان قائم على الجسد والعقل والروح فإن الشعر قائم على ثلاث مقومات وهي الروح والعقل والجسدوقد كتبت مقالا طويلا في ذلك ولم أنشره والكلام في هذه الجزئية يطول. وأيضا أنا لي رأي في العاطفة "وهذا الرأي من عندي" وهو أنه لاتوجد كتابة شعرية قائمة على العاطفة وإنماهي قائمة على الروح فإن الإنسان تأتيه فترة طغيان الروح المتمثلة في الشاعرية فيستطيع أن يكتب في هذه الفترة الشعر وإن لم تكن به عاطفة إزاء شيء معين.. فالناس لايفرقون بين طغيان الشاعرية وطغيان العاطفة إن طغيان الشاعرية وغلبة الروح هي المحفز لكتابة الشعر وليست العاطفة. وأنك في طغيان الشاعرية تستطيع أن تبدي عواطفك إزاء شيء معين وهناك فرق بين أن تبدي عواطفك من خلال الروح أوالشاعرية وبين أن يقوم شعرك على العاطفة فتصوير العواطف يقوم من خلال الروح وقولك((أما العصورُ المتأخرة ، وخاصةً الحديثةَ ، فقلّ أن تجدَ فيها ذلك ، لأنهميفصلون بين الشعرِوالحياةِ ، أو يركبونَ به مركبًا ناشئًا عن فلسفةٍ رأوها ، وليس عن سليقةٍ ، ولا طبع)) لاأوافقك على هذا .وماذا تقصد بالفصل بين الشعر والحياة؟ الشعراء يصفون مشاعرهم والشعراء لايكونوا شعراء إلاإذا وصفوا مشاعرهم في جميع أغراض الشعر وموضوعاته.. أليس الحب متعلق بالحياة؟ أليست القضية الإسلامية والعربية متعلقة باالحياة؟ عامة الشعراء في هذا الوقت يكتبون في هذين الغرضين. أما قولك بأنهم يركبون به مركبا ناشئا عن فلسفة فهذا أمر عجيب.. إن جميع الشعراء يكتبون الشعر من خلال رؤية فلسفية وغالبا ماتكون لاشعورية. إن كثيرا من الناس يشعرون أن الرؤية الفلسفية يجب أن تكون من خلال عمق فكري وطرح راقي.. و ليس الشعراء فقط هم كذلك بل جميع الخلق عن بكرة أبيهم فمنهم من تكون رؤيته للحياة تشاؤمية فهذه رؤية فلسفية ومنهم من كانت رؤيته للحياة مثالية فهذه رؤيه فلسفيةأخرى ومنهم ومنهم الخ وياأخي كانت مدرسة الديوان معجبة بابن الرومي لأن له نزعة تشاؤمية في الحياة.. إن الشعراء يكتبون الشعر من خلال رؤيتهم للكون والحياة ومن خلال منطلق حضاري له خصائصه وسماته..سواء علموا بذلك أم لم يعلموا.. وهذا ماعمله عبدالوهاب المسيري عندما درس شعراء اليهود وشعراء العرب من خلال رؤيه فكرية فجعل هناك ارتباط بين الفكر والأدب فهو قدتجاوز النص الأدبي باعتبار أن النص الأدبي له رؤيته الفكريه التي قد تكون لاشعورية اإن الإنسان بطبعة لايعيش بدون اعتقاد.فأول مايبدأ الإنسان بالمعتقد ثم يتحول هذا الإعتقاد إلى سلوك ونظرة للحياة ثم يتحول هذا السلوك إلى عاطفة فتجده يفرح إذا انتصر أهل معتقده ويحزن إذا غلبوا وكل مازادت عاطفته تجاه دينه كلما دل على قوة يقينه بهذا الدين فيكتب النص الأدبي على أساس هذه العاطفة. فالقضية تحولت من العقل إلى القلب.. رابعا: أماقولك بأنني أنصحك بترك الإنكباب في اللغة العربيةفهذا لم أقله ولاتنس أن النقد من العلوم العرببة, أنا أنصحك بعدم صرف الوقت الأكبر في تعلم علوم الآله .لأنها وسيلة لغاية كماقلت.. ويختلف النحو عن النقدبـــ 1_كأن غاية النحو تصحيح الكلمات من الأخطاء أما النقد فإنه واسع جدا. 2-أن ليس فيه مجال للتجديد وذلك أن العلماء خلال القرون الغابرة أتوا بكل شيء فلم يتركوا لنا شيئا نجدد فيه بل إنهم من مبدأ الترف المعرفي جاءوا بمسائل ليس فيها فائدة أما النقد فهو مجال واسع للتجديد. 3_أن فيه زيادات غير مفيدة وهو مثل أصول الفقه في قضية طرح علمائه مسائل غير مفيده. 4_أنه محدود أما النقد فإنه غير محدود. وأنى أرى أن كل إنسان له طريقه في منهجه وطموحه وماذا يريد أن يكون فالذي يريد أن يظهر في المجتمع وأن يكتب في الصحف فهذا له طريقته وأما الذي يريد أن يكون شاعرا فهذا له منهجه أما أنت فأظنك لاتريد أن تكون باحثا أكاديميا منعزلا عن الصحف والمجتمع فيجب أن تعنى بالنقد والثقافه والفكر لأن الأديب المعاصر يجب أن يكون كذلك وإلا تجاوزه الركب وأيضا ذكرت أنك تريد نفع الأمة وأظن أن نفع الأمة في هذا الوقت يكون من خلال كتابة رواية ومن خلال رؤية نقدية إسلامية لأن مدار الصراع بين الإسلاميين وغيرهم هو في هذه الأشياء وياأخي الساحة تحتاج إلى نقاد وروائيين إسلاميين أماالنحوفلاتحتاج له إلأابقدر. خامسا : قولك(( . وأنا أرى ذلك من نفسي ؛ فإني بعد إذ أطلتُ النظرَ في أصولِ النحو والصرفِ وعللِهما سهُل عليَّ كلُّ علمٍ من بعدهما ؛ إذ تلك العلومُ مدارها العقلُ ، وأصولُ عللِها تكاد تكونُ واحدةً ؛ بلإني أرى لك ما رأيتُ لنفسي )) هذا ياأخي ليس في النحو فقط بل في جميع العلوم وهذا سر العلماء في قولهم((من أتقن فنا من الفنون فقد أتقن العلوم))وذلك أن العلوم مترابطة ترابطا متينا ولذلك لايمكن للإنسان أنيتقن الكل إلا بعد إتقان الإجزاء ولايمكن أن تجدد أو تبدع في علم إلابعد استيعابك لكثير من العلوم وهذا يذكرني بالمسيري لأنه ذكر في رحلته الفكرية أنه يستشكل مسألة في علم ما ثم يقرأ في علم آخر فينفتح لهمااستشكل عليه في علمه الأول ولذلك أعتقد أن مقدار نبوغ الشخص هو في ربطه بين العلوم ومعرفة كيفية الدمج بينهما وأناشخصيا استنتجت فكرة في علم الأديان من خلال علم النفس وكذلك استنتجت فكرة في علم النقد الأدبي من خلال الفلسفةوغيرها كثير..وكلما ازداد الإنسان في قراءته للعلوم كلما ازدادت قدرته على الربط ومن خلال الربط يستطيع أن يولد أفكار.وأفضل علم للربط هو الفلسفة والفكر لأنه متعلق بعامة العلوم أما النحو فمن أقل العلوم تحقيقا للربط لأن غاية هذا العلم هو تصحيح العبارة فقط فهو متعلق بالألفاظ فقط وهو شبيه بأصول الفقه المتعلق بعلم الألفاظ وهذا الترابط لم يكن موجودا في العلوم فقط بل هو كذلك موجود في الفنون وسأضرب لذلك مثال في الفن فضلا عن العلموهي قضية الوزن والإيقاع وذلك أن الشعر والموسيقى والرقص تعتمد على الوزن فإذا عرفت الأوزان الشعرية واستطعت الكتابة فيها فإن ذلك معين لك على معرفة الموسيقى وإذا أردنا أن نكون إسلاميين فنقول على التوزيع في الهندسة الصوتية وكذلك هو معين على ابتكار الألحان أما الرقص فإنه يمشي على إيقاعات معينة فتحرك جسمك على حسب الإيقاعات. سادسا: قولك ((خُيِّلَ إليهم أنه قادرونَ على كلِّ شيءٍ ، وأن السبيلَ القويمَ إلى التقدّمِ هو التمردُ على كلّ مألوفٍ ، ونقضُ كلِّ مبرَمٍ )) صحيح.والسبب في كثرة آرائهم الفلسفية هو أنهم لم يؤمنوا بالمبدأ المطلق وإنما آمنوا بالنسبية بدايةمن انشتاين الفيلسوففهم هائمون على وجوههم يأتون بأفكار ثم يناقضونها حتى أفكارهم هذه قائمة على مبدأ التفكك أما الإسلام فهو قائم على أساس الترابط حتى في التكوين الإجتماعي وهم كذلك حائرون خائفون من الكون المجهول ويحاولون أن يفسرونه تفسيرا ماديا ولكنهم يرونه مليء بالتعقيدات والمتناقضات فيسبب لهم الشقاء ثم الإنتحار أما المسلم فإن الله أقام له الشرع الذي يريح وجدانه وضميره وروحه لأن النفس قائمه على الروح والعقل والجسد ولايقوم الإنسان إلا بقيامهما والدين الإسلامي أقام التوازن الدقيق بينهما أما الغربيين فإنهم ألغوا الروح وعاشوا بالعقل والجسد فبدأت عمليات الإنتحار تزداد وهؤلاء الماديون يعلمون أن سبب بلائهم هو في عدم عيشهم في اعتقاد وفي ماديتهم ولكنهم يقولون بأن السعادة ليس لها تعلق بصحة الإعتقاد اوعدم صحته .ويقولون بأن السذاجة هي التي تبعث على السعادة والعمق هو الذي يبعث الشقاء! ويقولون بأن المجنون هو من أسعد الناس وكذلك البليد والغبي.. وقلت((وأنت إذا نظرتَ في مذاهبِهم رأيتَ فيها التناقضَ الظاهرَ ؛ فالتفكيكيةُ ضدّ البِنيويةِ ، والشيوعية ضد الرأسِمالية . وكذلك عامة مذاهبِهم ؛ فأيّ علةٍ جعلتهم بهذا التناقضِ ، وأينَ التوسّطُ في ذلك ؟ إنما بعثهم على هذا التناقضِ رغبتهم في التجديدِ وحسبُ ؛)) إنهم يفتخرون بكثرة الآراء ..ويقولون بأن عندهم مبدأ التعدد أما المسلمين فليس عندهم هذا المبدأ وماعلمو أنه هو سبب بلائهم أماقولك((كصاحبِ كتابِ ( دع القلقَ ، وابدأ الحياةَ ) دايل كارنيجي ؛ إذ ماتَ منتحرًا ؛ فأين ( دعِ القلقَ ) .)) هذا الكتاب قرأته في الصغر وفيه فوائد كثيره ولكن جميع هذا الآراء قائمة من منطلقات غربية وقد أعجبني عائض القرني في كتابه لاتحزن عندما استعان في دفع القلق بالدين الإسلامي وفي كتب دفع القلق هذه أما قولك بأنه انتحر فأظن أن الكلام لم يثبت. أما قولك عن نيتشه في كتابه موت الإله فهو لم يقصد بموت الإله الله سبحانه وتعالى لأنه لايثبت وجوده. ويقولون بأن جنونه كان بسبب عظمته وإنما قال بموت إلهية الإنسان خلافا للبنيوية الذين يقولون بإلهيته باعتبار أنه هو ملك الطبيعة إلى آخر أقوالهم التافهة سابعا: البلاغة العربية قائمة على محاولة التقاط الجماليات من النص الأدبي ومحاولة إبرازها إبرازا عقلانيا بعدما أن كانت شعورية وجدانية شاعرية .. أوهو محاولة استخراج واستنتاج كيفية الإتيان بالجمال بطريقة عقلية.. قال علي الجارم في مقدمة ديوانه((حاول عبدالقاهر الجرجاني في كتابيه أن يشرح مابهر نفسه من ضروب البلاغة في بعض ماساق من الشواهد فأخفق وأخفق))ثم قال((ويحاول الوصول إلى مواطن السحر فلا يستطيع,ويتلمس اللفظ لشرح مايجول بنفسه فلايوفق فهو يرسل الصيحة إثر الصيحة كأنما يدعو إلى اصطياد ظبي نافر أوإلى التوثب إلى أجنحةطائر)) ثم قال((إنك تهتز للبحتري وتطرب له ولكنك لاتستطيع أن تفض خاتم سحره....الخ)) وأذكرك بأن الجارم من الكلاسيككين ومع ذلك قال هذا الكلام..وإن كنت لاأوافقه في كلامه هذا.. وقال الدكتورالناقد الشنطي بـــ((أن البلاغة العلربية كانت في جذورها وصفية مبدعة وليست معيارية جامدة ولكنها صفدت بأغلال التقعيد في العصور المتأخرة)) وهو كماتعلم إسلامي.. ولم استدل لك بكلام أدونيس أوالغذامي أوالبازعي أوغيرهم لعلمي أنك لاتقبل منهم.. ياأخي كأنك لاتذكر ماحل بالشعر العربي في عصر البديعيين وفي عصور الظلام المثقل بأغلال البديع والتكلف الغير معقول فهم حولوا الشعر من الوجدان إلى العقل الهندسي..ولأنهم اعتمدوا على البلاغة فقط أنظر ماذا حل بهم ؟ كأنك لاتذكر البارودي "رائد الشعر العربي"؟! هل أعاد الشعر إلى ماكان عليه من القوة من خلال البلاغة؟ إنه كماتعلم لايعرف من البلاغة شيئا.. ولكنه فقط قرأ وحفظ من الشعر فأصبح رائد الشعر وكل الشعراء من بعده عالة عليه باختصار إن طرق تنمية البلاغة لدى الشخص أنواع منها أن تقرأ في كتب البلاغة لتستطيع أن تكتب كلاما بليغا بطريقة عقلانية لاشعورية.. ولكن صدقني أنه سيكون متكلفا في أقل أحواله.. أنا أقول إن الشاعر يكون شاعرا ولو لم يقرأ في البلاغة البتة وهذه هي غاية هذا العلم فهي مثل العروض الموهوب يستطيع أن يكتب شعرا بدون أن يعرف شيئا اسمه العروض وأنا كتبت الشعر قبل أن أتـعلم البحور الشعرية وأعرف شيئا منها ثامنا: وهو عن الشعر الجاهلي إن متانة شعر التنبي لاتضاهى وشعره أفوى صياغة من الشعر الجاهلي أما عن الألفاظ الصعبة فإنني ياأخي لاأجهل الشعر الجاهلي وقد حفظت معلقة أمرئ القيس ومعلقة زهير وعمرو بن كلثوم وعنترة وحفظت أيضا غير المعلقات من الشعر الجاهلي وقرأت الكثير الكثير.. وقد كانت بدايتي في الأدب هو الإهتمام بالشعر الجاهلي والأموي حتى إن شعري في تلك الفترة معقد وصعب وفيه من الكلمات الجاهلية الشيء الكثير, وقد كتبت نثرا كثيرا في هذا الأسلوب.. ولكن لي وقفات: 1 إن الشعراء الجاهليين يتعمدون الإتيان بالكلمات الصعبة كما يقال إن طرفة هو أصعب شاعر جاهلي كما أنني عند قراءتي لديوان عنترة وجدت أن شعره سهل جدا وقد حفظت له قصيدة في الصغر مطلعها إذا كشف الزمان لك القناعا....... ومد إليك صرف الدهر باعا فلاتخش المنية والتقيها....... ودافع مااستطعت لها دفاعا إلى آخر القصيدة وهي قصيدة لاتجد فيها كلمة غريبة .. 2_إن أكثر الشعر الجاهلي مكذوب ولايصح ووقد ذكر شوقي ضيف بأنه لايصح من شعر امرئ القيس إلاثلاث قصائد فقط وديوانه كماتعلم كثير.والأسباب كثيرةفي الدافع الذي جعل الناس يكذبون في الشعر الجاهلي.وأنت أعلم بها ولاتنس أن لامية الشنفرى كانت من تلفيق خلف الأحمر وهو الذي كتبها.. وأنا لست مثل طه حسين عندما ألغى الشعر الجاهلي..ولكنني أقول إن كثير منه مكذوب..,
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
07-11-2007, 01:03 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: داخل وجدان المحبين !
المشاركات: 1,397
|
متابعون لكن الإختصار جميل .. فياليت توجزون بعض الشيئ ,,
__________________
|||
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن : [ سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم.,~ ] .,~ ||| سبحان الله عدد خلقه , ورضا نفسه , وزنة عرشه , ومداد كلماته ||| [flash=http://www.wi1wi.com//uploads/files/wi1wi.com5adfaae438.swf]width=473 height=113[/flash] |
09-11-2007, 04:49 PM | #10 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
شكرا لمرورك وتشجيعك
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
|||||||||||||||||||||||
20-02-2008, 11:24 PM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: في أرض الله الواسعة ,
المشاركات: 1,407
|
,
رائعه حقـــاً , نتمنى أستمرار مثل هذه الحوارات , تحياتي لكم ,
__________________
" :: ( إن أمة تتزحزح عن دينها مقدار شعره , تنأى عن مراقي الفلاح والعزة سبعين ذراعاً ) :: " |
22-02-2008, 08:00 PM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
فنتاستك
عبدالسلام شكرا لمروركما..
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
24-02-2008, 03:17 AM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
البلد: ديرة اعقيل
المشاركات: 628
|
بانتظار بقية الحوار ..
متابع .. تحياتي لشخصيكما ..
__________________
إذا الناس للركون قد رغبوا .. فكن أول الصاعدين إلى القمة .. :)
|
الإشارات المرجعية |
|
|