[بريداوي ونص]

لا شك أن كل عملٍ ناشئ يحتاج إلى جهد ومثابرة ليكبر , مع عامل الزمن الذي لا يمكن لأحدٍ أن يتخطاه أو أن يقفزه إلى ما بعده
صحيفة بريدة صحيفة ناشئة غرة لم تبدأ في مزاحمة الصحف الإلكترونية لدرجة المنافسة , فهي لا تزال وليدة لا تشهد نشاطاً ملموساً أو حركة دؤوبة كما يراد لها من القائمين عليها , ولا أظنها ستصل إلى مرحلة متقدمة بين الصحف الإلكتروينة مادام أنها تسير وفق هذه الخطط المنهجية الخاطئة , فصعود القمة بسرعة لابد أن يعقبه سقوط أسرع منه , والبحث عن السبل المختصرة لابد للباحث عنها أن يتوه
الصحف والمنتديات الإلكترونية تقتات دائماً على متابعة رواد الشبكة , فنجاحها غالباً يكون تبعاً لكثرتهم ومتى لم تلاقِ هذه الصفحات قبولاً من وسط المتابعين ومستخدمي الشبكة فلا بد أن يكون الفشل الذريع حليفها إلا إن عاد لها من يتابعها ويقرأ في أسطرها , والإنسان بطبعه يحب الإثارة والأخبار الغريبة ويميل في الغالب إلى سبر أغوار الأقوال والأفعال الشاذة فدائماً ما يبحث فيها ويفتش عن خباياها فنجد ( وهذا غالب من يريد جلب أكبر عدد من المتابعين ) يعمد إلى أساليب الإثارة والتشويق ليكسب أكبر عدد من المتابعين والقراء , ويعمد أيضاً إلى جمع أطياف شتى من الناس ليحصل الخلاف الأزلي بينهم ويحصلون على ما ينشدون , فيجعلون من التعددية الفكرية وإعطاء المساحة من الحرية ذريعة لجلب أنظار المتابعين والمتحاورين والمتراشقين إلى صفحاتهم , ويطيرون بكل خلاف بين فئيتين وطائفتين ويعدون إلى طرح المواضيع الخلافية الحساسة التي تستثير نفوس الناس ويثار حولها الجدل والكلام
وصحيفة ( بريدة نيوز ) أو ( عاجل ) هي واحدة من كثير يعمدون إلى هذه الطريقة , فقد لاحظت مؤخراً ومن خلال متابعة خاسرة للأسف استقطابها لرؤوس الخلاف والإختلاف مع المجتمع ومع طبيعته المتدينة , ومحاولة ضم كل من كان له سابقة مصادمة مع المجتمع القصيمي وغيره أو من خرج منها باغياً إلى قائمة كتابها وأحد كوادرها وتذليل كل الطرق لجلبهم , بدءاً من تركي الحمد وانتهاءاً بمنصور النقيدان وهؤلاء عرفوا بخروجهم عن المألوف غالباً , وأيضاً هم ممن تربوا داخل المجتمع القصيمي وشربوا من معين أرضها , وكثيراً ما يعمدون إلى إثارة مواضيع حساسة ومثيرة لكي يجلبوا أكبر عدد من القراء .
فلسفة الصحافة ومهنية الإعلام لا يتقنها الجميع , وليس كل من أراد فتح صحيفة إلكترونية تعنى بأخبار الناس والمجتمع سيتحقق له النجاح , فلكل غاية سبيل ولكل مدينة طريق , ليس بالوعر ولا بالسهل الهين ولكن من أضاع فيه البوصلة لا شك أن العودة هي أكثر حلول السلامة ضماناً وثقة .
فأتمنى أن تعيد هذه الصحيفة رسم المنهجية والتي بدت واضحة المعالم مع أنها لم تزل غرة وليدة وعمرها لا يتعدى الشهور
وفقنا الله وإياكم لما فيه صالح القول والعمل وشكراً لكم

بريداوي ونص