![]() |
أخي كبير المحايدين :
روى ابن أبي حاتم في العلل قال : " .... عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقتل المحرم خمسا من الدواب ) فقال أبي : رواه الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن حفصة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الصحيح. ومما يبين صحة هذا الحديث ، أن ابن عمر لم يسمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما رواه زهير ، وغيره ، عن زيد بن جبير ، عن ابن عمر ، قال : أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبي : ولم يسم ابن عمر لزيد بن جبير حفصة إذ كان زيد غريبا منه ، وسماها لسالم أن كانت عمة سالم " ثمّ : لا أظننا سنفطن إلى خير مما قرره أئمة كبار كالقرطبي يوم قال تحت قوله تعالى : { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ... } قال : لم يذكر الله عز وجل امرأة وسماها باسمها في كتابه إلا مريم ابنة عمران ، فإنه ذكر اسمها في نحو من ثلاثين موضعاً لحكمة ذكرها بعض الأشياخ ، فإن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في الملإ ، ولا يبتذلون أسماءهن ، بل يكنون عن الزوجة بـ : العرس والأهل والعيال ونحو ذلك ، فإن ذكروا الإماء لم يكنّوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها ، فلما قالت النصارى في مريم ما قالت وفي ابنها صرح الله باسمها ولم يكنِّ عنها بالأموّة والعبودية التي هي صفة لها وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها ) أخي : قال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) وأرك شنّعت كثيرا على من يستحيي من ذكر اسم موليته على الملأ ! ودعوة للتظاهر والخروج على عادة حميدة للناس فيها قدوات كبار ومستند شرعي فارفق بعاداتنا الحسنة فالعادات والأعراف الحسنة جزء من الدين ولتعلم أن إكرام الحرائر وصيانة جنابهن عن خيالات الرجال , والحرص على عدم ذكر أسمائهن إلا عند أمن تحرك مشاعر الرجال , فهذا العرف ليس في نجد وحدها ولا السعودية وحدها ولا الدول العربية حتى , بل شرّق أو غرّب فستجد هذا , وسل أي باكستاني أو هندي معه رجولته ستجده يؤكد هذا . إذن فهي جبلّة وفطرة في النفوس لا عادة استجدت عندنا واستحكمت كما تظن . إن العرب قد وضعوا للمرأة ضعف ما للرجل من أسماء الإشارة !!! وأنت مختص باللغة وتدري عن هذا , ولا حكمة له إلا رغبتهم في ستر اسم المرأة وإجلاله عن الابتذال , وابحث في تعليل النحويين لهذا فلن تجد غير ما قلت لك أخي : تأويلك لآية { وسار بأهله ... } وحديث ( بلغ إذاه في أهلي مردود ظاهر الخطأ وسأترك بيان هذا لتعقيب آخر إن شاء الله تعالى لئلا أوذي القارئ بطول التعقيب . |
مازال عندي بطاقة زواج امي وتم ذكر اسمه بالبطاقة هذذا يعني انه قبل 30 سنه تقريبا كان الامر عادي لكن بزماننا هذا اسم المرأة يعتبر اكبر عيب للاسف والسبب مجهول |
الآن أفي ما أسلفت الوعد به في التعقيب رقم ( 128 ) من بيان بطلان صرفك للفظ ( أهله ) في الآية كناية عن الزوجة , ولفظ ( بلغ إذاه في أهلي ) كناية عن عائشة رضي الله تعالى عنها
فعن قولك عن لفظ ( أهله ) في قوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } وما مثلها . تقول : إن التعبير بالكناية في الآية بكلمة ( أهل ) عن زوج موسى وعدم ذكر اسمها , إنما هو لكونذكره ليس ضروريا فأقول : لو كان السبب ما تظن لقال سبحانه ( وسار بزوحه ) و ( قال لزوحه امكثي ) بدل ( أهله ) لأن كلمة زوج أدق دلالة على من معه , ومع هذا عدل سبحانه عنها إلى ( أهل ) لإضفاء مزيد من الجلال والاحتشام لعرض موسى عليه السلام , وهذا مقصد ظاهر لا يفوت من تأمل . فكيف بك وأنت ترى في كتاب الله تعالى تكرار الكناية بكلمة ( أهل ) عن الزوجات ؟! كقوله تعالى : { فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } ولم يكن جاءه ولد حينها كما تعلم . فآي القرآن الكريم تستخدم كلمة ( أهل ) كناية عن الزوج , ولا تستخدم حتى كلمة ( زوج ) أمعانا في صيانة أعراض الأنبياء من الابتذال بألفاظ موحية . أمّا تأويلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ) تأويلك الكناية بـ( أهل ) بأنها على نهج ( ما بال أقوام ) فباطل ذلك لأن المعني التي تحتملها ( ما بال أقوام ) لا تصلح هنا , فما بال أقوام تأتي لتحقير شأن الشخص المقصود , أولإخفاء هويته , أو لبيان تعدد المقصودين , وليس واحدا منها يصلح لهذا الحديث , حيث لم يقصد صلى الله عليه وسلم التهوين من شأن عائشة , ولا إخفاء هويتها فجميعهم يعلم أنها عائشة الصدّيقة , وليس معها غيرها من أهله , إذن فالمقصود شخص واحد وهذا البطلان الظاهر لتأويلك يصحّح أن قصد التكنية في الحديث هو اختيار ألفاظ الحتشمة , وهو ما يعضد أن الآيات جرت على هذا الذي هو عرف العرب باستخدام ألفاظ الحشمة . فكيف بك وأنت ترى عائشة ذاتها تكني عن ( نفسها ) بكلمة ( أهل ) ؟! قالت في حديث الإفك : ( ودعا رسول اللّه علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول اللّه بالذي يعلم عن براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، وقال لرسول اللّه: هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا ... ) هي - كما لا يخفاك - تعني نفسها , استخدمت أسلوب العرب في الاحتشام من التصريح باسم المرأة ومن الألفاظ التي يمنع الحياء المحمود عند الكريمات بنات الكرام من استخدامها . أما استشهادك بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بناته فلا يسلّم لك . ولا حاجة لتناول كل نص وحده إلا إن احتججت أنت به . إن قوله صلى الله عليه وسلم ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ... ) ورد لسبب شرعي لا يخفى على المتأمل , وقد ذكرت لك أن تقرير الأحكام والقعود والمقاضاة .... الخ أمور تدعو لذكر اسم المرأة فالمقام هنا مقام عظيم , مقام غضب وتهديد , مقام تقرير ( حدّ ) شرعي ناله ما ناله من عدم إدراك الصحابة عظمته ووجوبه , مما تطلب التأكيد بالاسم لئلا يتشتت القصد , فقد ندبوا أسامة بن زيد ليشفع عنده للمخزومية التي سرقت , فأغضب هذا النبي صلى الله عليه وسلم منهم ولام أسامة , ومن شدة الأمر وعظمته قام فخطب بالناس صلى الله عليه وسلم . ولو قال صلى الله عليه وسلم ( لو أن ابنتي سرقت ) لاحتمل أنه يريد المخزومية , أو أي امرأة من المسلمات , لأنه بمقام الأب للمؤمنين جميعا كما تعلم , ونص الحديث كما في البخاري عن عائشة : أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة ابن زيد حب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه أسامة , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟! ) . ثم قام فاختطب ثم قال : ( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وأما حديث ( أي الزيانب ) فتوظيفك له تعسف ظاهر ! فذكر اسم المرأة في الحديث لحاجة مشروعة , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان داخل بيته , ثم قيل له إن زينب عند الباب تستأذن الدخول , فسأل أي زينب هي ؟ فالموقف هنا موقف حرمة منزل يأذن صاحبه لمن شاء ويمنع من شاء , فسأل صلى الله عليه وسلم لينظر هل يأذن لها أو لا يأذن , والدليل على هذا أنه عندما عرف أنها زوج ابن مسعود أذن لها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( نعم ائذنوا لها ) فجوابه الشريف صلى الله عليه وسلم دلّ صراحة لا مراء فيها أنه سأل لينظر هل يأذن أو لا يأذن , فهي الحاجة إذن لذكر الاسم , ولم يختلف معك أحد في مسألة الحاجة . هذا , وإن استشهادك بكثرة ورود أسماء النساء في الكتب مردود , وأترك توضيح هذا لتعقيب آخر - إن شاء الله تعالى - كيلا يطول هذا التعقيب |
الموضوع في نظري لايستاهل الإثارة لان العادة جرت على ذلك واعتقد انا شخصيآ ان ضرها اكبر من نفعها وقد تساعد على حلحلت ماتبقى من حياء عند كثير من الناس ..ياليت اخوي كبير المحايدين تعطينا موضوع اهم .
|
هو ليس عيبا
بس إذا ذكر الحمدلله وإذا ماذكر كذالك الحمدلله |
^^^^ ماشاءالله تبارك الله بعض الاقلام تجبرك على الاحترااااام على العموم اشكرك صاحب الموضوع ويكفي اننا استفدنا من اختلاف وجهات النظر \ |
ليتهم كاتبين اسمي يوم اعرس ببطاقه زواجي
علشاااااان احس بعد بفرحتي |
نفرر ارفض وبشده البطاقات لن توزع فقط على الأقارب بل حتى الجيران والزملاء في الشغل وغيره من الأشخاص اللي مالهم داعي يعرفون الأسم ومااهمية كتابة الأسم ايضا ؟؟؟ |
اقتباس:
|
اقتباس:
لا والله لا ينقص من قدرها أي شيييييء.... :41 |
.
ما احس له داعي كتابت الاسم. وانا استحي الرجال يقلبون اسمي ولا عشان زواج فشله عاد اذا كان فيه بطاقات خاصه لصديقاتي وزميلاتي ماعندي مشكله بالاسم اما البطاقه الرسميه العامه لا . |
أشكر للجميع مداخلاتهم الكريمة
وأشكر الأخ برقاً شكرا خاصا على ما أثرى به الموضوع , وإن كان شنّع علي وفقه الله وكأني أتيت بباقعة البواقع . ورده فيه كثير من المغالطات والانتقائية في الاستدلال ولن أقف مع كل نقطة كما ذكر , ولكني أعلق بنقاط يسيرة في رد قادم بإذن الله لعلها تزيل بعض اللبس أو الغبش . |
عودا للأخ برق عفا الله عنا وعنه : فأقول مستعينا بالله : أولا : لا أنكر أني استفدت كثيرا من كلامه الطويل , وفيه فوائد جمة جزاه الله خيرا . ثانياً : أظهر الأخ الكريم برق بطلانا في استدلالاتي بورود بعض الأسماء وجعله استدلالاً متكلفا , ولا أدري أي الأمرين أكثر ظهورا : أفي تكلفي بالاستدلال أم في تكلفه في التخريج ؟؟؟؟ ثالثاً : قال إن الله لم يذكر لفظ الزوج مع أنبيائه صيانة لهن وحشمة وهذا نصه ولم أتجنًّ عليه : " فآي القرآن الكريم تستخدم كلمة ( أهل ) كناية عن الزوج , ولا تستخدم حتى كلمة ( زوج ) أمعانا في صيانة أعراض الأنبياء من الابتذال بألفاظ موحية " ولا أدري هل خفيت عليه الآيات الكثيرة : " وأصلحنا له زوجَه " >> ما المراد بالإصلاح هنا ؟؟؟ " أسكن أنت وزوجك الجنة " " أمسك عليك زوجك واتق الله " " يا أيها النبي قل لأزواجك " " وأزواجه أمهاتهم " فيبدوا أن الأخ برق من حماسه لإنكار التصريح بالاسم نسي نفسه فأنكر حتى كلمة زوج مع الأنبياء , لأن كلمة زوج في نظرة أقل حشمة من كلمة أهل , ويا سبحان الله ! أليس الله تعالى يقول : " جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها " " وخلق منها زوجها " .. وأرجو ألا يصف استشهادي هنا بالبطلان أو التكلف , فيأتينا بتكلف أشنع منه . رابعاً : أوافقه أن العرب قد تحتشم من ذكر اسم المرأة , ولكنه ليس دائما , ففي مواطن دون مواطن , وكثيرا ما نراهم يذكرون اسمها في مواطن لم يكن لها داع كبير , ولم يستنكروا أو يأنفوا . ولكنهم يذكرون الاسم عند أدنى حاجة , وقد يكون بلا داع أحيانا , ولا أدل على ذلك من حديث جابر في الصحيح : لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني , فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه ... الحديث ,, فلماذا صرح جابر باسم عمته هنا , وهل هنا من داع ؟؟ كان بإمكانه أن يقول : فجاءت إحدى عماتي وكشفت عن وجهه , وهو مُصدَّق بما يقول .. وجاء في صحيح مسلم في كتاب الحيض أن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلتْ أسماء بنت شَكلٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! كيف تغتسل إحدانا إذا طَهُرَتْ من الحيض ؟ .. الحديث ,, وجاء في آخره قول عائشة رضي الله عنها : " نِعْمَ النساء نساء الأنصار , لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " فليت شعري ! هل أزالت الصِّدِّيقةُ بنت الصديق رضي الله عنهما الحشمة عن هذه الصحابية وفَضَحَت اسمها على رؤوس الأشهاد ؟؟؟ , ولا سيما أن اسمها ورد في معرض الحيض والغسل منه ,, وأي حياء وموقف أصعب من هذا الموقف ؟؟؟ والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر , ويكفيك أن تفتح الإصابة لترى كيف أحصى ابن حجر أسماء الصحابيات , فكيف عرف أسماءهن ؟؟؟ وكيف أنه ينقل كثيرا من ابن سعد صاحب الطبقات , وأن ابن سعد يبحث عن أسماء أمهاتهن فيقول مثلا : فاطمة بنت علقمة ,,, هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة ,, وأمها عاتكة بنت أسعد وقال : فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية ,, كانت من المهاجرات الأول ... وأمها أميمة بنت ربيعة من بني كنانة .. الغرض من استشهادي هنا : أننا كيف علمنا أسماء الصحابيات بهذه الدقة إلا لأن الاسم كان معروفا عندهم متداولا , ولو لم يكن كذلك لما وصل إلينا . وكيف أن المؤرخين كانوا يعرفون أسماء أمهاتهن أيضا دون أن يجدوا حرجا في الكشف عن هذه الأسماء , وربما ساقوا القصص والنوادر , وربما ذكروا أن هذه المرأة باسمها الصريح كانت مشهورة بالجمال والعقل كما ذكر ابن حجر في ترجمة فاطمة بنت قيس .. فأين الاحتشام هنا بارك الله فيك ؟؟؟ أم ترى أن ابن حجر كشف عيوب الناس قديما من حيث كانوا يخفونها ؟؟؟؟ أم ترى أن المؤرخين وأصحاب السير كانوا يطرقون البيوت ليسألوهم عن أسماء نسائهم ليتم تدوينه في التاريخ كما يفعل رجال التعداد السكاني ؟؟ وأما قولك إنهم يستحون من ذكر اسمها عند الأغراب واستدلالك بحديث " أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم" وأن ابن عمر لم يسمها لزيد بن جبير لأنه غريب منها , فهذا تخريج من ابن حاتم وليس بلازم , فهو اجتهاد محدث غير قطعي , وهو محجوج بما هو أصرح منه : فقد أخرج مالك في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت ميمونة بنت الحارث , فإذا بضِباب , ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد , فقال : من أين لكم هذا ؟ قالت : أهدته إليّ أختي هزيلة بنت الحارث ,,, " وأصله في الصحيحين . فلماذا لم تقل ميمونة : من أختي وكفى ؟ أو من أحدى أخواتي , بل صرحت باسمها أمام الأغراب كخالد بن الوليد وابن عباس . ولا تقل لي إن ابن عباس كان ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فليس غريبا ,, لأننا في زماننا نستعيب من ذكر أسماء اخوتنا عند أبناء عمومتنا ونعدهم أبعد الناس .. والله المستعان . وأخرج الحاكم وغيره ( في الإصابة ) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعا أبا هريرة ليستعمله , فأبي أبو هريرة أن يعمل , فقال عمر : أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك ؟ قال : من ذاك ؟ قال : يوسف بن يعقوب , قال : يوسف نبي ابن نبي , وأنا أبو هريرة ابن أميمة ... فلماذا لم يخجل أبو هريرة من التصريح باسم أمه أمام الغريب عمر ؟؟ كان بإمكانه أن ينتسب لأبيه صخر الدوسي المغمور فيكون له حجة أمام عمر . وجاء في الإصابة أن تماضر بنت الأصبغ كانت تحت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه , فطلقها طلقتين , ثم مرض فجرى بينهما شيء , فأمرها أن تخبره إذا حاضت ثم طهرت , فلما حصل منها ذلك أرسلت رجلا إليه , فمر هذا الرسول ببعض أهله , فسألوه : أين يذهب , فقال : أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت .. القصة . والشاهد منه هنا : أن هذا الرسول لم يأنف أو يستنكف أو يتورع من ذكر اسم المرأة التي أرسلته بشأن يستحى منه وهو الحيض والطهر , فذكر اسمها عند أهله دون تحرج , وهم أغراب عنها .. وكان بإمكانه أن يقول : أرسلتني زوج عبد الرحمن أو أهله دون التصريح بالاسم . خامساً : جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر أسماء بعض الصحابيات , فغيّر عاصية بنت عمر إلى جميلة , وغير بَرّة إلى جويرية بنت الحارث زوجُه المعروفه , وغير بره بنت أم سلمه إلى زينب .. وهذا يدل على اهتمامهم بأسماء البنات والنساء , وأنه غير مستنكر دورانه عندهم . سادساً : نجد في كتب الطبقات وتراجم أعلام النساء والصحابيات اختلافهم في تسمية بعض النساء فهذه فاضلة وقيل اسمها فاطمة ,, وهذه أميمة وقيل أمينة ... وهذا يدل على اهتمامهم بصحة الاسم وأنه أمر يحرص عليه أهل العلم في توثيقه . سابعاً : أما قولي بأن حديث : " يؤذيني في أهلي " مثل : " ما بال أقوام " فالمقصد منه أن التصريح بالاسم قد يكتنفه علة أقوى منه تقتضي كتمانه لمصلحة راجحة , وليس المراد هنا اتفاق العلتين . وأما استدلالي بحديث " أي الزيانب " فلا يخفاك أن السؤال هنا كان بقول : أي الزيانب , بمعنى أن هناك أكثر من زينب معروفة لدى النبي صلى الله عليه وسلم , فيريد معرفة المقصود والتعيين . وأوافقك في حديث : لو أن فاطمة بنت محمد ,,, وقد أسلم معك بأن اسم المرأة لا يرد إلا عند الحاجة , فأقول : من يقدر الحاجة قدرها ؟؟؟ كل شخص له وجهة نظر في تقدير الحاجة ! فقد أقول لك : إن التصريح باسم العروس وأنها فلانة بنت فلان حاجة قوية , ليعرف الناس أن هذه المرأة قد تزوجت , فقد يكون لأحد غرض في خطبتها فيعلم بهذا أنها ذهبت , وقد يريد خطبة أختها الصغرى فيعلم أن فلانة التي أكبر منها تزوجت .. إلى غير ذلك من الحاجات التي قد تَعِنُّ في الموضوع . سابعاً : نجد أن من العرب من تكنى باسم امرأة أو انتسب إليها فهذا أبو مليكة , وذاك ابن أبي ليلى , وهذا عمرو بن هند , وهذا ابن ميادة , وهذه أم حبيبة , وأم سلمة , وأبو ليلى الغفاري .. الخ فهل تراهم يكتنون بما لا يشرفهم ؟ أو يتلقبون بما يستحى من ذكره ؟؟؟ ثامناً : أنت نظرت إلى قول عائشة ( أهله ) تقصد نفسها , في موقف نفسي عصيب عليها , وصرحت بالأهل هنا لتبين للسامع أنها ليست مجرد اسم يتردد وإنما هي أهل لهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك امتحنت في شرفها ونسبها . ولم تنظر إلى أحاديثها الكثيرة التي تصرح فيها للراوي أنها تغتسل مع رسول بإناء واحد , وأنها تمشط الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حائض , والراوي عنها يذكر اسمها دون غضاضة أو استشكال لورود اسم زوج النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام , ولو قال :عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لربما كان يكفيه . أم هل قرأت أن عائشة وأم سلمة روَتا أن أم سليم سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن احتلام المرأة .... فهل من حاجة أن تذكر الصحابيتان اسم السائلة ( أم سليم ) في مثل هذا السؤال المحرج جدا ؟؟ قد تقول : إن ( أم سليم ) كنيتها وليس اسمها . فأقول : إنها امرأة اشتهرت بكنيتها فصار كالاسم لها , كما في أم سلمة وأم حبيبة وأبي بكر وأبي هريرة .. وحينما تقول عائشة للرواة أن أم سليم قالت كذا فإنهم سيعرفونها لا محالة , لأن أم سليم أشهر من أن يجهلها القوم . تاسعاً : أخي الكريم برق : أقرأ كثيرا في كتب التاريخ والأدب , فأجد أسماء النساء تمر من يميني وشمالي دون غضاضة , وأسماء نساء كريمات النسب شريفات الحسب , في الجاهلية والإسلام , فقرأت في الاشتقاق لابن دريد والكامل للمبرد وكتب الجاحظ وأغاني أبي الفرج وتاريخ الطبري ما يملأ مجلدات ضخام من سير النساء وأسمائهن من كريمات العرب ونسائهم الحرائر العواتق . فضلا عن كتب التراجم الخاصة كالإصابة وأعلام النساء والاستيعاب وغيرها . فهل ترى هؤلاء العلماء لم يفطنوا إلى ما فطنتَ إليه من حشمة المرأة وستر اسمها وإخفائه صيانة لها ؟ بل هل نحن أرفع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبته الكرام صيانةً لأنفسنا وأهلينا من أن تبتذل أسماء نسائنا , ونحن نعرف الدقيق والجليل عن حياة نسائهم وأسمائهن وأنسابهن , ومتى تزوج بهن , ومن هي الجميلة منهن , واسم أبيها واسم أمها وأختها وأخيها .. الخ مما هو مفصل في الكتب ؟؟ وفي النهاية أخي الكريم : الحديث يطول ويتشعب , وقد لا نجني فائدة كثيرة من ذلك , ولستُ هنا ألزم أحدا بذكر الاسم أو كتمانه , فهي رغبات وقناعات خاصة لدى الناس , وكل له حجة ودليل , وقد علم كل أناس مشربهم , وإن كنتُ عنفت على أحد أو شنعتُ عليه فأعتذر عن ذلك وأستغفر الله تعالى أن أنتصر لرأيي أو ألجلج فيه . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم . |
اقتباس:
لكنّي اختصرت الكلام معتمدا على ذهنك , وما توقّعت أنك ستأخذ كل اسم ورد في الكتاب والسنة وكتب التاريخ و ( الأدب ) حجة ودليلا . لقد وردت كلمة ( أهل ) في كتاب الله تعالى بدل كلمة ( زوج ) في مقام يتطلب هذه الكناية , ويحسن فيه عدم استعمال كلمة ( زوج ) ووردت كلمة ( زوج ) في مقام يتطلبها . هذا ما قصدت , فكلامي كان تعليقا على الآيات التي فيها ( أهل ) وسبب ذكرها . إن تتبع كل اسم امرأة ورد بالسنة أو الكتب وبيان الحاجة له أمر غير منطقي , وإنما يكفي ذكر نماذج من كتاب الله وسنة المصطفى وكلام من لهم اعتبار من العلماء يؤكد أن عدم ابتذال أسماء الحرائر الكريمات لكل أحد , أمرا محمودا عند أهل المروءة . ومع هذا دعني أنظر في الآيات والأحاديث والمرويات التي استشهدت بها أنت لأوضح لك شأنها : أولا : { أسكن أنت وزوجك الجنة } { وخلق منها زوجها } في الآيتين حديث عن حوّاء , وهي أمنا جميعا , ولا حرج ولا ابتذال أن يذكر حتى الاسم الصريح لأم الرجل ! ولا حاجة مع هذا لذكر أسباب أخر لاختيار كلمة ( زوج ) بدل ( أهل ) هنا { وأزواجه أمهاتهم } { يأيها النبي قل لأزواجك } { أمسك عليك زوجك واتق الله } هنا لا إشكال لأسباب يكفي أن أذكر لك منها أن الحديث عن أمهاتنا ! وهل يحتشم الرجل أن يذكر له اسم أمه الصريح ؟! وحتى لا تقول إن الآية الثالثة هنا هي عن زوج زيد بن حارثة , فحكاية الواقعة جاءت بعد أن تزوجها صلى الله عليه وسلم فصارت أمّا لنا . { وأصلحنا له زوجَه ) هنا دعت الحاجة لكلمة ( زوج ) لأن ( أهل ) توهم أن المصلح هم كل أهله , والله يريد أن يبين أن المراد الزوج فقط { جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها}هنا لا دليل لك , لأن الكلام عن عموم النساء لا عن امرأة عينها , والحديث عن عموم النساء أو عن امرأة مجهولة العين يزول عنه المحذور بسبب عدم التعيين . اقتباس:
إنها شريعة الحشمة والعفاف التي لا اضطراب فيها . اقتباس:
اقتباس:
فهذا حديث , وهو يقرر حكم البكاء على الميت , والصحابة والمسلمون يحرصون كل الحرص على ضبط رواية الحديث فلو قال : إحدى عمّاتي لكان أسند على مبهم , ولسان حاله يقول : أنها فاطمة فاسألوها تصدّقني . إنهم يروون شريعة لا يصلح معها الإبهام ونحن أمة السند ولا أمة تفخر بالسند غيرنا بحمد الله تعالى . اقتباس:
اقتباس:
وما رأيك إن علمت أن ابن القيم أثنى على هذه الخصلة وبيّن أنها من سمت الصحابة الكرام يكنّون عن نسائهم . اقتباس:
ولهذا وجدناه صلى الله عليه وسلم أذن لصاحبيه بالأكل بعد أن عرف مصدر الطعام , وأيضا يوم شرب اللبن وسأل فأجابته بالجواب نفسه أمر بأن تعطيها جاريتها ( أمتها ) تكرمة لها اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
هاهم فعلوا هذا رغم أن الجميع على وجه الأرض يكنّون بآبائهم وأبنائهم دون خلاف , وهو أوضح من مسألة ذكر اسم المرأة . ثإن كلامنا عن الأولى وليس عن حلال وحرام , لهذا ليس مستغربا ورود من يفعل هذا الحلال لكن من يفعلون هذا هم قلة شاذة لا تخرم القاعدة العامة . ********* ولأنك استشهدت بكثرة ورود أسماء النساء في كتب التراجم والتاريخ والجرح والتعدل والأدب , فأقول : أما ذكر أسماء النساء في أسناد الحديث أوكتب التواريخ والأنساب ونحوها فلحاجة هي التوثيق , وهو مصلحة علمية , وفي غالبه لا يعدو إيراد أسماء نساءٍ ميّتات , والموت واعظ زاجر وذو مهابة يزول بحصوله ما قد يعتمل في أنفس الرجال من خواطر فيها جرح لحشمة المرأة إن ورد اسمها. وأما كتب الأدب شعره ونثره فليست بحجّة , فما أكثر ما ورد فيها من الذنوب والحرام , فكيف يتورع أهلها عن شيء حلال ؟! |
الساعة الآن +4: 09:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.