![]() |
وَقَوْله " وَوُضِعَ الْكِتَاب "
أَيْ كِتَاب الْأَعْمَال الَّذِي فِيهِ الْجَلِيل وَالْحَقِير وَالْفَتِيل وَالْقِطْمِير وَالصَّغِير وَالْكَبِير " فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ " أَيْ مِنْ أَعْمَالهمْ السَّيِّئَة وَأَفْعَالهمْ الْقَبِيحَة وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتنَا أَيْ يَا حَسْرَتنَا وَوَيْلنَا عَلَى مَا فُرِّطَ فِي أَعْمَارنَا " مَا لِهَذَا الْكِتَاب لَا يُغَادِرصَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة إِلَّا أَحْصَاهَا " أَيْ لَا يَتْرُك ذَنْبًا صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا وَلَا عَمَلًا وَإِنْ صَغُرَ إِلَّا أَحْصَاهَا أَيْ ضَبَطَهَا وَحَفِظَهَا . وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدِّم فِي الْآيَة قَبْلهَا إِلَى سَعْد اِبْن جُنَادَة قَالَ : لَمَّا فَرَغَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَة حُنَيْن نَزَلْنَا قَفْرًا مِنْ الْأَرْض لَيْسَ فِيهِ شَيْء فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِجْمَعُوا مَنْ وَجَدَ عُودًا فَلْيَأْتِ بِهِ وَمَنْ وَجَدَ حَطَبًا أَوْ شَيْئًا فَلْيَأْتِ بِهِ " قَالَ فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَة حَتَّى جَعَلْنَاهُ رُكَامًا فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَتَرَوْنَ هَذَا ؟ فَكَذَلِكَ تُجْمَع الذُّنُوب عَلَى الرَّجُل مِنْكُمْ كَمَا جَمَعْتُمْ هَذَا فَلْيَتَّقِ اللَّه رَجُل وَلَا يُذْنِب صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة فَإِنَّهَا مُحْصَاة عَلَيْهِ " . وَقَوْله " وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا " أَيْ مِنْ خَيْر وَشَرّ كَمَا قَالَ تَعَالَى " يَوْم تَجِد كُلّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَرًا " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " يُنَبَّأ الْإِنْسَان يَوْمئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ " وَقَالَ تَعَالَى " يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر " أَيْ تَظْهَر الْمُخَبَّآت وَالضَّمَائِر قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لِكُلِّ غَادِر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة يُعْرَف بِهِ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لَفْظ " يُرْفَع لِكُلِّ غَادِر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة عِنْد اِسْته بِقَدْرِ غَدْرَته يُقَال هَذِهِ غَدْرَة فُلَان بْن فُلَان " وَقَوْله " وَلَا يَظْلِم رَبّك أَحَدًا " أَيْ فَيَحْكُم بَيْن عِبَاده فِي أَعْمَالهمْ جَمِيعًا وَلَا يَظْلِم أَحَدًا مِنْ خَلْقه بَلْ يَعْفُو وَيَصْفَح وَيَغْفِر وَيَرْحَم وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَته وَعَدْله وَيَمْلَأ النَّار مِنْ الْكُفَّار وَأَصْحَاب الْمَعَاصِي ثُمَّ يُنَجِّي أَصْحَاب الْمَعَاصِي وَيُخَلِّد فِيهَا الْكَافِرِينَ وَهُوَ الْحَاكِم الَّذِي لَا يَجُور وَلَا يَظْلِم قَالَ تَعَالَى " إِنَّ اللَّه لَا يَظْلِم مِثْقَال ذَرَّة وَإِنْ تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا " الْآيَة وَقَالَ " وَنَضَع الْمَوَازِين الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة فَلَا تُظْلَم نَفْس شَيْئًا - إِلَى قَوْله - حَاسِبِينَ " وَالْآيَات فِي هَذَا كَثِيرَة وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا يَزِيد أَخْبَرَنَا هَمَّام بْن يَحْيَى عَنْ الْقَاسِم بْن عَبْد الْوَاحِد الْمَكِّيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بْن عَبْد اللَّه يَقُول : بَلَغَنِي حَدِيث عَنْ رَجُل سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْت بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْت عَلَيْهِ رَحْلًا فَسِرْت عَلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْت عَلَيْهِ الشَّام فَإِذَا عَبْد اللَّه بْن أُنَيْس فَقُلْت لِلْبَوَّابِ قُلْ لَهُ جَابِر عَلَى الْبَاب فَقَالَ اِبْن عَبْد اللَّه : قُلْت نَعَمْ فَخَرَجَ يَطَأ ثَوْبه فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْته فَقُلْت حَدِيث بَلَغَنِي عَنْك أَنَّك سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاص فَخَشِيت أَنْ تَمُوت أَوْ أَمُوت قَبْل أَنْ أَسْمَعهُ فَقَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " يَحْشُر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة - أَوْ قَالَ الْعِبَاد - عُرَاة غُرْلًا بُهْمًا " قُلْت وَمَا بُهْمًا ؟ قَالَ " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْء ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِك أَنَا الدَّيَّان لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْل النَّار أَنْ يَدْخُل النَّار وَلَهُ عِنْد أَحَد مِنْ أَهْل الْجَنَّة حَقّ حَتَّى أَقْضِيه مِنْهُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْل الْجَنَّة أَنْ يَدْخُل الْجَنَّة وَلَهُ عِنْد رَجُل مِنْ أَهْل النَّار حَقّ حَتَّى أَقْضِيه مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَة قَالَ : قُلْنَا كَيْف وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ حُفَاة عُرَاة غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ " بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَات " وَعَنْ شُعْبَة عَنْ الْعَوَّام بْن مُزَاحِم عَنْ أَبِي عُثْمَان عَنْ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الْجَمَّاء لَتَقْتَصّ مِنْ الْقَرْنَاء يَوْم الْقِيَامَة " رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد وَلَهُ شَوَاهِد مِنْ وُجُوه أُخَر وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا عِنْد قَوْله تَعَالَى " وَنَضَع الْمَوَازِين الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة فَلَا تُظْلَم نَفْس شَيْئًا " وَعِنْد قَوْله تَعَالَى " إِلَّا أُمَم أَمْثَالكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَاب مِنْ شَيْء ثُمَّ إِلَى رَبّهمْ يُحْشَرُونَ " ابن كثير . |
(( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا *
ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحد * وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا * ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولايظلم ربك أحد * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا )) |
سؤال جاء في الفتاوى ..
قال الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) {الكهف:46}، وقال الله تعالى: (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) {الطور:39}، فهل البنون في اللغة هم الذكور دون البنات، وإذا كان كذلك يحتج غير المسلمين على كون الإسلام يفضل الذكور على الإناث كما جاء في الآية 46 من سورة الكهف، فأرجو منكم الإيضاح حتى يتسنى لي الرد عليهم؟ وجزاكم الله خيراً. الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالبنون في اللغة العربية تعني الذكور دون الإناث، وجعل الذكور من زينة الحياة لمحبة الناس لهم غالباً، ولما فيهم من القوة والدفع والمساعدة خصوصاً في مرحلة الكبر والضعف مع استمرار ذرية الأب ونسله من جهتهم، ونورد بعض كلام علماء التفسير في المسألة، قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.. ويجوز (زينتا) وهو خبر الابتداء في التثنية والإفراد.. وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالاً ونفعاً وفي البنين قوة ودفعاً، فصار زينة الحياة الدنيا، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين، لأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم. وهو رد على عيينة بن حصن وأمثاله لما افتخروا بالغنى والشرف، فأخبر تعالى أن ما كان من زينة الحياة الدنيا فهو غرور يمر ولا يبقى، كالهشيم حين ذرته الريح، إنما يبقى ما كان من زاد القبر وعدد الآخرة. انتهى. وفي فتح القدير للشوكاني عند تفسير قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ).. وخص البنين دون البنات لعدم الاطراد في محبتهن. انتهى. وقد حث الإسلام على الوصية بالنساء والتحذير من ظلمهن ورتب الثواب الجزيل على تربية البنات والإحسان إليهن، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً. كما قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار. متفق عليه. كما قال صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه. رواه مسلم وغيره. والله أعلم. |
سورة الكهف من آية (46) إلى آية (50)
أعوذُ بالله من الشطان الرجيم { المالُ والبنون زينةُ الحياةِ الدُنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربكَ ثوابًا وخيرٌ عقبا (46) ويوم نُسيّرُ الجِبالَ وترى الأرضَ بارزةً وحشرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحدا (47) وعُرضُوا على ربِكَ صفًا لقد جِئتمونا كما خلقناكُم أولَ مرةٍ بل زعمتُم أن لن نجعل لكُم موعدا (48) ووضِع الكتابُ فترى المُجرمين مُشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مالِ هذا الكتابُ لايُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ماعمِلوا حاضرًا ولا يظلمُ ربُكَ أحدا (49) وإذ قُلنا للملائِكة اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلا إبيس كان من الجن ففسِق عن أمرِ ربهِ أفتتخذونهُ وذُريتهُ أولياءَ من دوني وهُم لكُم عدو بئس للظالمين بدلا (50) } --------------------------------------- س/ لماذا لم يقول الله سبحانه وإذا قلنا للملائكة وإبليس اسجدوا .... ؟ |
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا * ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا * وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا * ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مالِ هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا )) |
,,أعـــــــوذ باللــــــه من الشيطن الرجيــــــــم,, الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًاوَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا |
قوله سبحانه : " المال والبنون .. " قد يكون المراد بالبنين هنا هم الذكور فقط , كما هو رأي أكثر المفسرين , كما هو منقول أعلاه . وفي رأيي أنه يجوز أن تدخل البنات ضمنا في مسمى البنين , وذلك من باب التغليب , وباب : إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا . فكلمة ( بنين ) إذا جاءت وحدها فهي تضم الأبناء والبنات , وإذا جاءت مع البنات فهي تخص الذكور فقط ,, ويدل على ذلك قوله تعالى : " يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون " وقوله سبحانه : " يوم يفر المرء من أخيه , وأمه وأبيه , وصاحبته وبنيه " وقوله تعالى : " {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} , ومن المعلوم أن الفرار يوم القيامة ليس خاصا للذكور بل الذكور والإناث وكل قريب .. ومن الأدلة قوله تعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ } (20) سورة الحديد فالله تعالى أخبر أن الدنيا زينة , وفيها تفاخر في الأموال والأولاد , والأولاد عام للذكور والإناث , ومن الأدلة أيضا قوله تعالى : {{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا} (11) سورة النساء فقوله آخر الآية : آباؤكم وأبناؤكم .. دليل على أن البنات داخلات في عموم لفظ الأبناء لأنه قال في أول الآية : " للذكر مثل حظ الأنثيين .. " ومن الأدلة أيضا قول الفرزدق : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ,,, بنوهن أبناء الرجال الأباعد ومن المعلوم أن أبناء الرجل هم أبناؤه من صلبه وأبناء أولاده الذكور , ويدخل معهم في النسب البنات قطعا , وأما أبناء البنات فليسوا أبناء للرجل لأنهم أبناء الرجال الأباعد ... ولا شك أن البنات من زينة الحياة الدنيا , وإن كنّ في درجة أقل عند العرب في الرغبة بهن , ولكن الله تعالى سمى خلق البنات هبة وعطية منه سبحانه , والهبة من المولى لا تكون إلا نعمة وزينة فقال سبحانه : " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " أما سؤال الأخت قصية : اقتباس:
فلا أدري لماذا افترضَت هذا التعبير ؟؟ ما الحاجة لتخصيص إبليس في الذكر أختي الكريمة ؟؟ هل تقصدين أن إبليس ليس من الملائكة فكان الأولى أن يفرد بالذكر أولا ؟؟ إن كان هذا قصدك , فلتعلمي أن في المسألة خلافا قويا لأهل العلم : هل إبليس كان ملكا من الملائكة أم لم يكن كذلك ؟؟ وعلى القول بأنه ملك فهو داخل في مسمى الملائكة , ولكنه خرج بالاستثناء ( إلا إبليس ) ويسمى الاستثناء هنا : استثناء متصلا ,, أي أن المستثنى من جنس المستثنى منه . وعلى القول بأنه ليس منهم , فهو خرج بالاستثناء ( إلا إبليس ) ويسمى الاستثناء هنا استثناء منقطعا , أي أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه . وهو معروف في لغة العرب ,, كما تقول : جاء القوم إلا بعيراً ومنه قوله تعالى : " ما لهم به من علم إلا اتباع الظن " واتباع الظن ليس من جنس العلم . والله تعالى أعلم . |
http://www.rofof.com/img5/11bpjsc3.gif اتمنى من طلاب الحلقة الاهتمام بما تم حفظه خلال الأيام الماضية بالمراجعة وسوف تكون لنا عودة مع نهاية إجازة عيد الأضحى المبارك . أستاذي كبير المحايدين .. أسال الله تعالى أن ينفع بعلمك .. صدقني الجميع استفاد من إضافاتك .. فشكراً لك . دعواتكم . |
جزاك الله خيرًا أخي كبير المحايدين على ماأضفته لي وللجميع من علم اقتباس:
نعم هذا ما قصدته أن يأمره الله بالسجود مع الملائكة إذا لم يكُن ملكًا لأنهُ تبادر لذهني إذا لم يكُن إبليس ملَكًا فإن سبب رفضه للسجود هو عدم أمره بالإسم وإفراده بالذكر أو ذِكره بعد أو قبل ذِكر الملائكة .. (مجرد اجتهاد وتحليل والله أعلم) وأيضًا السبب الذي عرفناه حسده وكبريائه ============================================= شكرًا أستاذ يحيى على الإجازة س/ هل يوجد مراجعة اليوم ؟ |
( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا@ ويوم نسير الجبال فترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا@ وعرضوا على ربك صفاً لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا@ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها ووجدوا ماعملوا حاضراً ولايظلم ربك احدا@واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) أخوي وحبيبي يحيى فقيه .. اعتذر عن التأخير .. والله اني بلش في ترتيب امور الحج.. واتمنى ان لاتقف عند هذا اليوم هذه الحلقة المباركة .. اتمنىى ان تستمر الى مالا نهاية ..!! فالقرآن خير وبركه وثواب عظيم من عند ربنا..!! عسى الله يوفقك وييسر لك امور دينك ودنياك بارك الله لك ونفع بك ورزقك الفردوس الاعلى ..!! + وداعاً الى لقاء قادم ان شاء الله بعد الحج :) |
مشكورين على الأجــازه ...)
بسم الله الرحمن الرحيم الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا + الأستاذ الفاضل كبير المحايدين جزاك الأله خير ونفع بك على ماقدمته من فوائد جزيل الشكر لشخصك وايضاً الشكر موصول للأستاذالفاضل يحيى فقيه على تحفيزه وتشجيعه لطلاب الحلقه ومتابعته الدائمه بارك الله فيكم *** |
~ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~ آسعد الله أوقاتكم بكل خير جزاك الله خير آستاذ يحيى وجعل م قدمت في موازيين حسناتك " وكذا آشكرك آخي كبيير المحايدين ع ما بذلت من جهد أسأل الله ان يوفقكم جميعا لما يحب ويرضى .. والحمد لله الذي من علي ووفقني هذه السنه وجعلني من حجاج بيته ,, اللهم آجعلها حجه بالغفران ملييه _ وبإذن الله لن انسى مراجعة م حفظت ودعواتي الخاصه لكم .. آســتـودعكم الله الذي لا تضيع ودائــــــعه |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم ربي جميعا : ) بارك الله فيك استاذنا الفاضل وجعل ماتقدمه شافعا لك يوم القيامه احسن الله إليك وجزاك ربي كل الخير اخوتي طلاب الحلقه/ استثمروا هذه الأيام بالعمل الصالح والدعاء فلم يتبقى الا القليل استثمروا كل لحظه ولاتفوتوها + مايثبت الحفظ هو المراجعه اليوميه فلاتهملوها ايضا التكرار كرر ماحفظته سردا (جميع المقطع) كرره إلى 20 مره وبإذن ربي سيثبت ويرسخ وفقكم ربي لكل خير واعانكم وسدد للخير خطاكم دمتم برعاية ربي وحفظه استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه :) |
- جزاك الله خير لنا لقاء بعد العيد بإذن الله كل عام وأنتم بخير مقدماً استودعكم الله |
الساعة الآن +4: 05:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.