أكاد أجزم أنه لا يوجد بيت لم تمر عليه سرقة الليالي السود أو النهارات الفارغة من حماتها , بيدَ أنه انتشر في الآونة الخيرة سرقة من نوع خاص تتطلب وقوفاً عاجلاً من لدن الأجهزة الأمنية في بلادنا حرسها الله .
وهي سرقة اسطوانات الغاز من المنازل ( على عينك يا تاجر ) , وهي عمليات أشبه ما تكون بتحرك العصابات المنظمة التي تقوم بسرقة هذه الاسطوانات من المنازل والاستراحات والمخيمات والمزارع وغيرها ..
أصبح من السهل جداً أن تصحو الصباح الباكر فتجد بيتك خالياً من اسطوانات الغاز التي اغتيلت في الليلة الظلماء .
ولو وقفنا وقفة تفكير بسيط لما يمكن أن تؤول إليه تلك الاسطوانات المسروقة لوجدنا أنها إما أن تباع ليستفاد من ثمنها , وإما أن تكون وسيلة لعمل تخريبي يدخل في الفساد في الأرض .
وإن كان الغرض الأول أرجح فإن الكشف عن أولئك السَّرَقَةِ ليس بالأمر العسير , ذلكم أن خاطفيها سيبيعونها إما على محلات الغاز , وإما في سوق الخردة , وإما في السوق السوداء .
والأخيرة هي الميدان الحقيقي لكل عمل إفسادي , ومشروع تخريبي , ومع ذلك فقليل من يقضة الأجهزة الأمنية وفقها الله كفيلٌ بالكشف عن هذه العصابات .
فإحصاء مداخيل محلات الغاز من الاسطوانات , وإبراز شهادة استلام من شركة الغاز أمر يسير , وكفيل بعدم نشوء سوق سوداء تسفيد منه عمالة محلات الغاز , وتشتري تلك الاسطوانات بثمنٍ بخسٍ من شبابٍ ملأ قلوبهم المرض قبل أن يملأه الفراغ والعوز .
سؤال يلح في هذا الجانب : ماذا لو استخدمت تلك الاسطوانات المسروقة بعمل إرهابي مقيت يهلك الحرث والنسل ؟؟؟؟

الجواب : حسبنا الله ونعم الوكيل .