بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   احتسب دون عويل أوإشاعة منكر (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=9134)

برق1 10-06-2002 03:21 PM

احتسب دون عويل أوإشاعة منكر
 
بسم الله الرحمن الرحيم

كرّم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بتفضيلها على سائر الأمم , قال سبحانه : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... الآية )) آل عمران 110

وهذه الخيرية مشروطة بشرطين واضحين في الآية هما :
1- الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر
2- الإيمان بالله .

فما لم يؤد المسلمون واجب الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر فلن يكونوا خير الأمم , بل سيبوؤون بوصف هو النقيض وما أشنعه من وصف ! إن شئت أن تدرك شناعته فاقرأ قول الحق سبحانه : (( لُعِن الذين كفروا من بني أسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون {78} كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون {79} ... الآيات ) المائدة .

ولشدّة تعظيم الله لشأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولعظيم أثره في صيانة المجتمع من الشرور وأسباب الهلكة فقد عدّه بعض العلماء ركنا سادسا من أركان الإسلام !

فهنيئا لمن قام بهذه الشعيرة , وتعسا لمن تركها وكأن أمر المسلمين لا يعنيه أو كأنه ليس واحدا من هذه الأمة التي لو هلكت لهلك معها أو نجت لنجا معها , وقد علمنا كيف فصّل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه هذا الأمر بقصة السفينة .

ولـكـــن !

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج الحكمة والموعظة الحسنة , بل والتخطيط المسبق أحيانا, إضافة إلى أمر هام عليه مدار قبول العمل والتوفيق فيه , إنه الإخلاص , بأن يكون قصدك دلالة الناس على الخير وحجزهم عن الشر , حرصا عليهم وعلى المجتمع من الزيغ والهلاك , لا يكون القصد مصلحة دنيوية , أو تلذذا بأكل أعراض الناس وتتبع عوراتهم وفضح أستارهم بدعوى الحسبة.

والبعض من الإخوة وإن كان قصده الخير إلا أنه يسلك طريقا خطأ فيفسد بدل أن يصلح , وينفّر الناس عن الخير بدل أن يحببهم فيه , فهذا الرجل لم ينفع أصحاب المنكرات , بل ضرّهم , وأعان الشيطان عليهم !

وإليك أمثلة من جملة الأخطاء :

1- بعض الإخوة يرى منكرا , وهو مستطيع الإنكار بالقول أو بإبلاغ جهة الاختصاص كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فلا يفعل من هذا شيئا, كأن يرى رجلا وامرأة في خلوة غير شرعية , فلا ينكر عليهما وينصحهما من فوره بل يتركهما والشيطان , فإذا جلس على الشبكة كتب لنا : رأيت كذا ورأيت كذا ! وهذا ليس إنكارا أبدا بل هو من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , ففرق بين أن تخبر من يمكنه فعل شيء تجاه ما رأيت وبين أن تقول للناس بَرّهم وفاجرهم , من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه : رأيت ورأيت !

وإذا كان بعض الإخوة لا يكتبون إلا ما يرون مصلحة في نشره , فهناك آخرون يكتبون ما لا يصلح نشره , لكنهم كتبوه بدافع الغيرة على حمى الدين والأخلاق , وإنما منعهم عن الإنكار في حال وقوع المنكر ضعفهم , فلم يجدوا وسيلة غير الشبكة
وصِنف ثالث لا يكتبون عن منكرات رأوها بنية سليمة وإنما بدافع المتعة في سرد تلك القصص أو إثبات الذات وجلب الأنظار !

فلنتّق الله فيما نكتب ونقول , فلا نسعى في إشاعة الفاحشة وسائر المنكرات في المؤمنين دون أن نشعر , وإذا رأينا مصلحة في النشر , فعلينا اختيار الأسلوب الأمثل لذلك , فليس من الحكمة مثلا أن تكتب عن جريمة زنا فرديّة ليس لها متعلّقات لتجعلها شاهدا كبيرا على فساد المجتمع , وشيوع الزنا بين أفراده !

2- يصاحب إنكار بعضنا للمنكر غلظة وفضاضة دون تفريق بين الصغيرة والكبيرة , وبين ما ضرره على صاحبه وما ضرره متعدّ , وبين المستتر والمجاهر , وبين بيئة وبيئة .

فاللين أولا حتى يتبين لصاحب المنكر خطؤه ويظهر موقفه وييأس الناصح من استجابته. وهنا قد تكون الشدة علاجا .

3- على كلّ محتسب أن يلزم جانب الصبر وسعة البال . فكثيرون هم أصحاب المنكرات الذين لا يستجيبون سريعا لداعي الحق , لغلبة الشيطان عليهم , أو ضعف عزائمهم , أو غير هذه من الموانع , لذا فهم بحاجة إلى مساعدة للتخلّص من منكراتهم بالرفق والستر , وحسن التأتي , والبعدعن التجريح والإهانات وغيرها من التصرفات التي تعين الشيطان على صاحب المنكر , فالشيطان حريص على تصوير المحتسب بصورة المتسلط , المتعالي المتزمت القاسي الذي يمشي بالفضائح , إلى آخر قائمة التهم الشيطانية التي ترتسم في مخيلة صاحب المنكر .

4-الأصل في النصيحة الإسرار , فإن رأيت المصلحة في الجهر بالإنكار فليكن في المحيط الذي تشمله المصلحة فقط .

5- هناك فرقٌ بين منكَر ضرره مقتصر على صاحبه , ومنكر ضرره متعد , وتعدي الضرر للغير درجات .

· فمثال المقتصر ضرره على صاحبه عدم صيام الفرض مثلا , أو الإسبال . وهذا لا فائدة ترجى من نشر خبره بين الناس , قلّوا أو كثروا ( بغض النظر عمن يعنيه الأمر ) .

· ومثال من ضرره متعدٍ بدرجة كبيرة : محاولة إبطال أحكام الشريعة , أو أشاعة أسباب الرذيلة , كالاختلاط والسفور . فهذا إن لم تجد مناصحته سرّا أو لم تكن ممكنة , فالمصلحة في نشر أمره ليحذره الناس ولا ينخدعوا به , وليعادوه ويهجروه , ويتنبه له المؤهلون ليردّوا عليه ويقفوا في وجهه.

· ومثال من ضرره متعد بدرجة أقل : المعاكسة , وبيع الدخان . فهذا إن لم ينفعه الإسرار , ينشر أمره في محيطه فقط للحذر منه ومواجهته بما يناسب

هذا , وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد

برق1 في 29 / 3 / 1423

مجنون ليلى 10-06-2002 03:38 PM

مشكور أخوي
الله يعطيك العافيه
والله ما قصرت





















والى الامام

برق1 11-06-2002 10:05 AM

الغالي مجنون ليلى :أشكر حضورك , وثناءك , سلّمك الله


الساعة الآن +4: 01:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.