|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-06-2002, 03:21 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
احتسب دون عويل أوإشاعة منكر
بسم الله الرحمن الرحيم
كرّم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بتفضيلها على سائر الأمم , قال سبحانه : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... الآية )) آل عمران 110 وهذه الخيرية مشروطة بشرطين واضحين في الآية هما : 1- الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر 2- الإيمان بالله . فما لم يؤد المسلمون واجب الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر فلن يكونوا خير الأمم , بل سيبوؤون بوصف هو النقيض وما أشنعه من وصف ! إن شئت أن تدرك شناعته فاقرأ قول الحق سبحانه : (( لُعِن الذين كفروا من بني أسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون {78} كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون {79} ... الآيات ) المائدة . ولشدّة تعظيم الله لشأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولعظيم أثره في صيانة المجتمع من الشرور وأسباب الهلكة فقد عدّه بعض العلماء ركنا سادسا من أركان الإسلام ! فهنيئا لمن قام بهذه الشعيرة , وتعسا لمن تركها وكأن أمر المسلمين لا يعنيه أو كأنه ليس واحدا من هذه الأمة التي لو هلكت لهلك معها أو نجت لنجا معها , وقد علمنا كيف فصّل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه هذا الأمر بقصة السفينة . ولـكـــن ! الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج الحكمة والموعظة الحسنة , بل والتخطيط المسبق أحيانا, إضافة إلى أمر هام عليه مدار قبول العمل والتوفيق فيه , إنه الإخلاص , بأن يكون قصدك دلالة الناس على الخير وحجزهم عن الشر , حرصا عليهم وعلى المجتمع من الزيغ والهلاك , لا يكون القصد مصلحة دنيوية , أو تلذذا بأكل أعراض الناس وتتبع عوراتهم وفضح أستارهم بدعوى الحسبة. والبعض من الإخوة وإن كان قصده الخير إلا أنه يسلك طريقا خطأ فيفسد بدل أن يصلح , وينفّر الناس عن الخير بدل أن يحببهم فيه , فهذا الرجل لم ينفع أصحاب المنكرات , بل ضرّهم , وأعان الشيطان عليهم ! وإليك أمثلة من جملة الأخطاء : 1- بعض الإخوة يرى منكرا , وهو مستطيع الإنكار بالقول أو بإبلاغ جهة الاختصاص كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فلا يفعل من هذا شيئا, كأن يرى رجلا وامرأة في خلوة غير شرعية , فلا ينكر عليهما وينصحهما من فوره بل يتركهما والشيطان , فإذا جلس على الشبكة كتب لنا : رأيت كذا ورأيت كذا ! وهذا ليس إنكارا أبدا بل هو من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , ففرق بين أن تخبر من يمكنه فعل شيء تجاه ما رأيت وبين أن تقول للناس بَرّهم وفاجرهم , من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه : رأيت ورأيت ! وإذا كان بعض الإخوة لا يكتبون إلا ما يرون مصلحة في نشره , فهناك آخرون يكتبون ما لا يصلح نشره , لكنهم كتبوه بدافع الغيرة على حمى الدين والأخلاق , وإنما منعهم عن الإنكار في حال وقوع المنكر ضعفهم , فلم يجدوا وسيلة غير الشبكة وصِنف ثالث لا يكتبون عن منكرات رأوها بنية سليمة وإنما بدافع المتعة في سرد تلك القصص أو إثبات الذات وجلب الأنظار ! فلنتّق الله فيما نكتب ونقول , فلا نسعى في إشاعة الفاحشة وسائر المنكرات في المؤمنين دون أن نشعر , وإذا رأينا مصلحة في النشر , فعلينا اختيار الأسلوب الأمثل لذلك , فليس من الحكمة مثلا أن تكتب عن جريمة زنا فرديّة ليس لها متعلّقات لتجعلها شاهدا كبيرا على فساد المجتمع , وشيوع الزنا بين أفراده ! 2- يصاحب إنكار بعضنا للمنكر غلظة وفضاضة دون تفريق بين الصغيرة والكبيرة , وبين ما ضرره على صاحبه وما ضرره متعدّ , وبين المستتر والمجاهر , وبين بيئة وبيئة . فاللين أولا حتى يتبين لصاحب المنكر خطؤه ويظهر موقفه وييأس الناصح من استجابته. وهنا قد تكون الشدة علاجا . 3- على كلّ محتسب أن يلزم جانب الصبر وسعة البال . فكثيرون هم أصحاب المنكرات الذين لا يستجيبون سريعا لداعي الحق , لغلبة الشيطان عليهم , أو ضعف عزائمهم , أو غير هذه من الموانع , لذا فهم بحاجة إلى مساعدة للتخلّص من منكراتهم بالرفق والستر , وحسن التأتي , والبعدعن التجريح والإهانات وغيرها من التصرفات التي تعين الشيطان على صاحب المنكر , فالشيطان حريص على تصوير المحتسب بصورة المتسلط , المتعالي المتزمت القاسي الذي يمشي بالفضائح , إلى آخر قائمة التهم الشيطانية التي ترتسم في مخيلة صاحب المنكر . 4-الأصل في النصيحة الإسرار , فإن رأيت المصلحة في الجهر بالإنكار فليكن في المحيط الذي تشمله المصلحة فقط . 5- هناك فرقٌ بين منكَر ضرره مقتصر على صاحبه , ومنكر ضرره متعد , وتعدي الضرر للغير درجات . · فمثال المقتصر ضرره على صاحبه عدم صيام الفرض مثلا , أو الإسبال . وهذا لا فائدة ترجى من نشر خبره بين الناس , قلّوا أو كثروا ( بغض النظر عمن يعنيه الأمر ) . · ومثال من ضرره متعدٍ بدرجة كبيرة : محاولة إبطال أحكام الشريعة , أو أشاعة أسباب الرذيلة , كالاختلاط والسفور . فهذا إن لم تجد مناصحته سرّا أو لم تكن ممكنة , فالمصلحة في نشر أمره ليحذره الناس ولا ينخدعوا به , وليعادوه ويهجروه , ويتنبه له المؤهلون ليردّوا عليه ويقفوا في وجهه. · ومثال من ضرره متعد بدرجة أقل : المعاكسة , وبيع الدخان . فهذا إن لم ينفعه الإسرار , ينشر أمره في محيطه فقط للحذر منه ومواجهته بما يناسب هذا , وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد برق1 في 29 / 3 / 1423
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
10-06-2002, 03:38 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 663
|
مشكور أخوي
الله يعطيك العافيه والله ما قصرت والى الامام
__________________
((( الجنــــة تحت أقدام الامهات ))) |
11-06-2002, 10:05 AM | #3 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
الغالي مجنون ليلى :أشكر حضورك , وثناءك , سلّمك الله
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
الإشارات المرجعية |
|
|