أود أن أقول بأني سوف أسير في عدة مقالات أُخر على هذا النهج وهو التعريف والتذكير بهذا الدين والتنبيه بقيمته العظمى وقيمه المثلى فلعل همة أن تستيقظ ولعلنا نتفكر بعمق بل نجعل خلف هذا العمق عمقاً ونتفكر في مزايا هذا الدين
وسوف ندخل تدريجيا في تشريعاته وحدوده وآدابه ومحاسنه .
ومن يدري لعل الله يوفق أحد الذين لديهم قدرة على الترجمة فينسق هذا الكلام ويزيد وينقص فيه ويترجمه الى لغات أقوام يتمنى أحدهم لو زينت له الصورة بأن يتلذذ بالقراءة والتفكر – بعيدا عن التشويش – عن هذا الدين الخالد العظيم .
إنني لا أدعي بأن هذا الكلام من بنات أفكاري أو من نسجي واستنتاجي لا والله بل هي نقولات أنقلها من عدة كتب سوف أذكرها لاحقا . والله المعين وهو الهادي الى سواء السبيل .
أما الآن أريدكم معي نقرأ سويا هذه الآيات بكل هدوء بكل صفاء بكل تدبر – ما استطعنا الى ذلك سبيلا , ثم نبحر معا في الاستنتاجات والتساؤلات ؟؟ ولنجب عن ذلك في أعماق أعماقنا ومن أعماق أعماقنا لنتمكن من العيش بعض الوقت مع تلك العظمة .
قال الحق جل وعلا ((وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ *وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ * وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ *إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )) يـــس 32 – 44
ألستم معي في أن هذه الآيات في الأرض وفي السماء وفي الزرع وفي الماء وفي النفس وفيما نعلم ومالا نعلم وفي الليل والنهار وفي الشمس والقمر وفي الفُلك والبحر !!
ألستم معي في أنها آيات باقيات تفــد عليها الخلائق فترى وتتأمل ثم تمضي وترحل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها !!
ثم ألستم معي في أن معجزة الدين القويم هذا هي معجزة الفكر البشري على اختلاف زمانه ومكانه .
معجزة الحقائق القائمة والأصول الثابتة والآيات الباقية .
معجزة التفاعل مع الكون والتآخي معه .
معجزة الفطرة في بساطتها , واليقين في سماحته , والسلوك في اعتداله , والسعي في استقامته , والشعور في صدقه , والحب في تضحيته .
طريق الأمن , ودليل السلم , وآية المودة . (( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )) (( أولائك لهم الأمن )) .
تلك حقائق ثابة راسخة مع الزمان والمكان يستضيء بها الوجود الإنساني .
حقائق يرحب بها العقل ويشاركه في الترحيب القلب والوجدان .
أفلا تكون تلك هي الرحمة المهداة والنعمة المسداة .
قل لي بربك أي شيء تريده الإنسانية أوفى وأكرم وأبــر من هذا ؟؟
أي شيء بقي لها بعد أن يجد الإنسان أمنه وطمأنينته وحماية عرضه وماله ونسله ونفسه ؟؟ وهداية عقله وتنظيم أموره ووقته ؟
ماذا بعد أن يأنس الفكر البشري بالكون وهو يعمل بوحي من الدين ويجد الدين سنده وعونه من نتائج التأمل في الكون والانتفاع بما فيه ؟؟
ماذا بعد أن تٌحل مشاكل العيش وشؤون الإقتصاد بتقديس حقه بلا ضرر ولا ضرار ؟؟
ماذا بعد أن تصان الأسرة بعقيدة تـبــر بها وحقوق ترعاها وتكامل متناغم ؟؟؟
حقــــا إنه دين عظـــيم