الحضارة الإسلامية وقعت في مأزق كبير ، فأتباعها يريدون المحافظة على
معتقداتهم وعدم التغير ، والزمن يفرض عليها التحول .
يعني هي وقعت بين كماشتي وجوب المحافظة وحتمية التغير
يعني بين أن تتغير ولا تتغير
وبدون نقد لا يمكن ان يحث التغيير .
عامة المجتمع والأفراد العاديين لا يلتفتون إلى أصحاب النظريات والمثقفين
والنخبة ، لأن تأثير النخب يتحول إلى ريشة في مهب رياح الهجمة الحضارية
الشرسة .
حتى نحافظ على الهوية لابد ان نغّير ولا نتغير في الوقت نفسه .
نغير من الوسائل ونثبت على المضامين
نغير من الأشكال ونثبت على الأسس
نغير من المفاهيم والرؤى ونثبت على العقائد
نحن نعيش في زمن يُهمِل ولا يُمهِل ، فهو يهمل المتقاعس القاعد الساكن
الذي لا يجيد التعامل مع أدوات المرحلة ولا يحسن التحدث بلغة العصر
وبالتالي لا يُمهل ولا يوفر فرصا أخرى .
نقد الذات لا يشكل تهديدا للهوية وإنما يجعلنا نحسن التعامل معها ، فنعرف
ما ينقص وما يحتاج إلى تكميل ويجعلنا نشخص الحال بشكل جيد
حتى يُصرف الدواء الناجع .
الإسلام لا يجرم الناقد ولكن في زمن الهوان والضعف يصبح ذكر
الأخطاء غدرا وذكر المحاسن للعدو خيانة وموالاة .
الانكماش على الذات والتقوقع يجعلنا فريسة سهلة للأعداء ولقمة جاهزة لأفواههم .
لايجدي دس الرؤوس في الرمال ما دام أن الصياد قد ملأ بندُقيته بالذخيرة .
أخيراً :
مهاتير محمد رائد النهضة الماليزية يقول : إن أردت أن أصلى اتجت إلى مكه
وان أردت العلم اتجهت إلى اليابان .