يتبـع :
قصيده : [ نظروا الكأسَ فقالوا ]
نظروا الكأسَ فقالوا / إنها دمعةُ صبِّ
قلتُ بل ذاكَ فؤادي / ذابَ من نيرانِ حبّي
فاعذروني في هواها / إنما أشربُ قلبي .
قصيده: [ لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ]
لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ / ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ / وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ / إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو / لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى / على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
ولو نفساهما بدتا لعيني / لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً / بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ / إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً / إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَى البحار تكنْ سفينا / وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً / يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
وما من شيمةٍ إلا وفيها / لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
وقومي مثلُ ما أدري وتدري / فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً / أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن / إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ / وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري / يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ .
قصيده : [ لم ينكشفْ همي ولكنني ]
لم ينكشفْ همي ولكنني / أريهمُ ما عرفوني بهِ
كذي هزالٍ خانهُ جسمهُ / فاستلفتَ الناسَ إلى ثوبهِ
وربما كانَ الفتى باسماً / وكانَ كلُّ الهمِّ في قلبهِ
ومن رأى ذلته صحبهُ / فربما هانَ على صحبهِ .
قصيده : [جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ]
جاءَها خاطباً وبينَ يديهِ / لاحَ عِزريلُ منذراً وقريبا
وتصدى لها فصدتْ وقالتْ / قبحَ الشيخُ أن يكون حبيبا
قال هذا المشيبُ نورٌ فقالتْ / أوقدوا في السراجِ هذا المشيبا
قال إني أبو العجائبِ قالتْ / وعجيبٌ أن لا تكون عجيبا
يا أبا الهولِ يا أخا الهرمِ الأكـ / ـبرِ حسبي فقد كفاكَ عيوبا
يا نذيرَ المماتِ يا وجعةَ القلبِ / متى كنتَ للقلوبِ طبيبا
أنتَ كالبدرِ غيرَ أنكَ ممحو / قٌ وكالشمسِ أوشكتْ ان تغيبا
وجديرٌ بمن يؤملُ في المو / تِ حياةً يحيى بها أن يخيبا .
قصيده: [ أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا ]
أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا / وهذا القلبُ إلا أن يذوبا
فما لكَ تحذرُ الرقباءَ حتى / هجرتَ النومَ تحسبهُ رقيبا
وقامَ عليكَ ليلُكَ فيس حدادٍ / يشقُّ على مصائبكَ الجيوبا
وربَّ حمامةٍ هبتْ فناحتْ / تنازعني الصبابةَ والنحيبا
أساعدها وتسعدني نواحاً / كلانا يا حمامةُ قد أصيبا
دعي همَّ الحياةِ لذي فؤادٍ / فما تركَ الغرامُ لنا قلوبا
ولا تنسي أخاكِ وما يعاني / إذا ماكانَ في الدنيا غريبا
فإنَّ المرءَ ينسى إن تناءى / وتذكرهُ صحابتهُ قريبا
رعاكِ اللهُ هل مثلي محبٌّ / وقد أمسى محمدُ لي حبيبا
شفيعي يومَ لا يجدي شفيعٌ / وطبي يومَ لا أجدُ الطبيبا
وغوثي حينَ يخذلني نصيري / وغيثي إن غدا ربعي جديبا.
قصيده : [ مل بي عن الوردِ واسقني القدحا ]
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا / فوردُها من خدودكَ افتضحا
وقد شكى للنسيمِ خجلتهُ / فحينَ مرَّ النسيمُ بي نفحا
وقم بنا نصطبحُ معتقةً / واسمح بها فالزمانُ قد سمحا
كأنها فرحةً على كبدٍ / تنقضُ عنها الهمومَ والترحا
فاجلُ بها لنفسَ إنها صدأتْ / وآس بها القلب إنهُ قرِحا
وقل لمن لامني على سفهٍ / ما ضرَّنا أنْ نابحاً نبحا
أما ترى الدَّنَّ قد جرى دَمُهُ / كأنه من لحاظكَ انجرحا
يمجُّ راحاً كأنَّ شعلتها / تحت الدياجي شعاعُ شمسِ ضحى
أخفُّ عندي ممن ضنيتُ به / روحاً وأخفى من الضَّنا شبحا
وإن ترَ الهمَّ قاتلاً فرحي / فانظر كيف تبعثُ الفرحا
الفجرُ ما كان ينزوي حزناً / في الأفقِ حتى رآكَ فانشرحا
والطيرُ قد كانَ فوقَ منبرِهِ / عياً فلما سكبتها صَدَحا
والفلُّ والياسمين من حسدٍ / كلاهما فوقَ غصنِهِ انطرحا
تنافسا في الجمالِ آونةً / فحينَما لاحَ وجهكَ اصطلحا .
__________________
*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*
آخر من قام بالتعديل بقايا ذكريات; بتاريخ 06-05-2009 الساعة 02:55 PM.
|