مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 11-08-2003, 10:48 PM   #27
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
عزيزي الواعد .. أسف للتأخر في الرد ...

لنبدأ الرد ..

1- معرفة المخالف شرط لتجنب ما وقع فيه ..

نعم أنا أتفق معك في هذه النقطة .. ولعلني كنت مخطئا في استدلالي ... وإيضاحك لمسألة المصادر أنا معك فيها تماما ..

.................................................. .................................................. .................................................. ....................

2- بالنسبة للأسس ..

شكرا على الإيضاح .. فقد فهمتها خطئا ..

.................................................. .................................................. .................................................. ....................

3- حول العقيدة ..

وتحدثت انت في عدة مسائل ..

اولا .. الواقع ..

أنا اتفق ان الواقع يدعونا لهذا ....

ولكن النظر للواقع لا يكفي . ولكن ما هي مقدمات هذا الواقع واسبابه .. وكيفية تغييره ..

عزيزي انا أرى أن السبب في هذا البعد عن العلم والثقافه سببه هذا الإنغلاق وتقنين الواردات الثقافيه والاعتماد على نوع واحد ...

نسأل مالغاية من وراء هذا المنع والوصاية الفكري ؟؟

تأتي الإجابه بالحفاظ على العقول ....

وهذا والله انا اوافقهم عليها ...

ولكن لنتامل الواقع قليلا .. الغايه التي يريدون تحقيقها لم تتم .. هقبل عدة عقود كان يوجد شيوعيين سعوديون .. وأتى بعدهم بعثيون وناصريون .. والان علمانيون ..

هناك ملحدين سعوديون ..

أنا معك أن نسبتهم ليست كثيره ... هذا لانك تقسمهم على مجموع الشباب ..

أنا أريد منك أن تقسمهم على مجموع الشباب المثقف ( أي بإقصاء الشباب اللاهي ) .. ستجدهم مجموعه كبيره .. ونسبه ضخمه ..

ماذا نستنتج ؟؟

الإستنتاج الوحيد إن محاولة الشاب للتثقف والإطلاع قد يسقط في يديه بعض الكتب الممنوعه او المنحرفه التي أخلص رجالاتها في الدعوة إليها .. سيجد الشاب نفسه مجبورا على الانقياد له .. لاسباب اهمها ..

1- فهمه للمبدا .. الذي يخلو منه إذ أن العقيدة التي اردنا حراستها ليتنا بذلنا نصف المجهود في تلقينها بدل من حمايته ... حالتنا كمن يحمي الثلج الذي يذوب .. وبفهمه لمبدأ ليبرالي أو شيوعي أو بعثي أو قومي .. الخ .. يخلص له ..

2- حب التميز .. وهذا يعود لرواسب قديمه من الاضطهاد الاجتماعي والاسري .. الخ فيحاول أحدنا إظهار نفسه بجعل نفسه علمانيا او ملحدا .. وكما قال أحمد مطر ..

ولـــكاتــب أقـــلامــه مـشدودة *********** بــحــبــال صــوت جــلالــة الأمــراء

ولــنــاقــد "بـالـنـقـد" يذبـح ربه ********** ويــبـايــع الــشــيــطان بـــالإفـــتــــاء

فطريق هذا التميز ... أسهل من العقود التي يحتاجها .. ليكتب قبل اسمه ( شيخ ) ...

مشكلة مسميات ... أو عقدة مسميات ..

صدقني كنت احاور أحدهم قبل أيام مجرد أنه قرأ ( هذه هي الأغلال ) للقصيمي .. اوهم نفسه انه يشك في الله وكذب على نفسه وصدقها .. الحقيقه أنه امتلا خوفا من هذه الكتب فظن انه مجرد ان مسكها اصبح مارقا .. ولو ان هذه الكتب من الامور العاديه لما اهتم بها احد ...

ومن ثم أخبرني في أي حقبة من التاريخ سمعنا بهذه الوصايه الفكريه ...

حسنا سبب هذا الواقع المنع .. الذي لم يحقق غايته .. ايضا .. بل ادى الى ذهاب العقيدة ..

تعال الى تجربة أخرى ...

مصر .. فخر الاسلام في هذا القرن .. لما ان كانت الافكار تنتشر ومسموح بالكل ان يفكر ... نعم هناك من انحرف ولكن تأسست جماعة من أقوى الجماعات التي أخذت على عاتقها الدفاع عن الاسلام .. وهذه جماعة ( الأخوان ) .. ضد الافكار المزخرفه وتبيين فسادها ..

ولما أن جاءت الثورة عام 52 .. كانت بمثابة الماء اطفئت شعلة البحث العلمي .. ولم يقصر بطل أسلافنا المزعوم ( عبد الناصر ) بأن أضفى اللون الأحمر ( الشيوعي ) على كل شيء وصادر الراي الاخر ..

انظر الى الثلاث القرون الاولى ... من الاسلام كيف ان التنوع الفكري والاجتهاد المطلق يساعد على التفكير والابداع .. فواصل بن عطاء حين ترك مجلس الحسن البصري لم يقل عنه الحسن انه ضال مضل وانه وانه ...الخ

وحين سد باب الاجتهاد واعتمدت الامة على مذهب فقهي واحد او حتى المذاهب الاربعه .. انطفئت نار الافكار .. فصار من يخالف المذاهب كافرا .. فتنتة ابن تيمية خير مثال على ذلك ..

الاقتصار على لون واحد من الفكر عامل تخلف في الأمه والدليل الدولة العثمانيه .. اعتمدت الفقه الحنبلي .. فظلت تتراجع والعالم يتقدم ... لدرجة ان مفتي الدولة العثمانيه حرم دخول المطبعه .. فانظر ماذا خسرنا بسبب رجل واحد اعتمد على تقليد اعمى لمذهب واحد ..

نعم قد اكون مخطئا واوافقك ان هذا سيجر مشاكل ولا بد من ان نحمي عقيدة الناس ... ولكن لا بد من ثورة فكرية وتجديد في كل المجالات .. لم استطع ان اجد فكرة توفق بين الحفاظ والحراسه والتجديد المطلوب .. لابد من احداهما .. وانا اخترت التجديد ....

ملخص هذا الكلام كله ... ان الغايه من المنع لم يحصل واننا بحاجة الى التجديد .. والواقع لا يتحرك الا هكذا ..



ثانيا ... قضية الفلسفة ..

أنا اوافقك تماما .. وقد تنازلت عن الاقتناع باننا لا بد من نشرها ...

قبل يومين .. كنت مع احد اصدقائي .. وكنت قد عقدت العزم على الا اتكلم عن شيء لا يفقهه الذي امامي .. فأخذ يتحدث في رغبته في الالتزام وانه سيترك الشقه و .. و .. من الاماني التي لا تاتي الا حين الشبع ..
فقلت له الالتزام لا يعني ان تسجن نفسك .. الشقة والتلفزيون هذه ادوات ليست في ذاتها محرمه ولكن حسب استخدامك لها ..
قال لي ولكن اصحاب السوء لهم تاثيرهم
قلت له نعم ولكن ليسوا هم ذوي التاثير المطلق .. هناك تاثير الاصدقاء صدر من مصادر تختلف نسبته من شخص لاخر
قال وما هي المؤثرات الاخرى ..
قلت له هناك تأثير المجتمع الذي غرس فيك الاساس الذي على اساسه تتحد نسبة التأثر من الاصحاب.. وهناك ( مصادر المعرفه ) ..
نظر الي وقال وما هي ( مصادر المعرفه ) ...
فابتسمت لانني علمت اني اوقعت نفسي ي مشكله فقمت بالتحدث عن نظرية المعرفه واساسيتها واختلاف الفلاسفة فيها محاولا تبسيطها له .. حتى قلت له هل تعلم ان هذه الشجرة ليست خضراء في ذاتها لونها الاساسي ليس اخضر ..
نظر الي نظرة استهتار لسان حاله يقول انك مجنون ..
فقمت اشرح له كيف ان هذا اللون ما هو الا انعكاس النور الذي تصدره الشجره والذي تتلقاه العين وان القط لا يرى الالوان التي نراها ..
فخاف من كلامي .. فلم يرد وغير الموضوع فورا ..

تذكرتك على الفور ..


ثالثا .. مسألة الأولويات .. هذه لا أختلف معك فيها ..

.................................................. .................................................. .................................................

4- مسألة الشك ..

لأكون صادقا .. فأنا أعتمد هذا المنهج .. أي الشك قبل التثبت .. ولنتناقش فيه بالتفصيل ..

تقول ..
(( اولا ليس صحيحا ان الشك بمعنى التأني وعدم التسرع فهو ضد اليقين وليس ضد الاستعجال (لغويا) ))

حسنا .. ربما يكون هناك اصطلاح خاص ولكن سأشرح لك مفهوم الشك لدي ..

حين اعزم على التمسك بفكرة ما اشك في صحتها .. و لابد ان أتجرد من كل الخلفيات السابقه لها الموجودة لدي .. وانطلق حتى اصل الى النتيجه التي بعد الشك في صحة وصولي اليها وتيقني ان الطريق سليم اسلك بها لثقتي انها اتت من مصدر يقين ..

قواعد منهج ديكارت الأربع ما يتعلق منها بالشك هي القاعدة الأولى وهي كالاتي ..

يقول .. (( الأولى هي ألا أقبل أي شيء على أنه حقيقي إلا إذا تبينت أنه كذلك بيقين أعني أن اعنى بتجنب الاندفاع واستباق الحكم وألا أدرج في أحكامي إلا ما يتجلى لعقلي بوضوح وتميز بحيث لا تسنح فرصة لوضعه موضع الشك .... ))

ويعبر عنها كالاتي ..

(( مضت عدة سنوات منذ أن لاحظت ان كثيرا من الأشياء الباطله كنت أعتقد أبان شبابي أنها صحيحة ولا حظت أن الشك يعتور كل ما أقمته على أساس هذه الأمور الباطله ، وأنه لا بد أن تأتي لحظه في حياتي أشعر فيها بأن كل شيء يجب أن يقلب رأسا على عقب تماما ، وأن أبدأ من أساس جديد إذا شئت أن أقرر شيئا راسخا وباقيا ))

ويستمر في هذا المقال على نحو لاأرى أنك تحبذه ..

يقول (( إني أفترض إذن أن كل الأمور التي أشاهدها هي باطله وأقنع نفسي بأنه لم يوجد شيء مما تمثله ذاكرتي المليئة بالأكاذيب وأتصور أنه لا يوجد عندي حس ...الخ كلامه في سبيل الوصول الى الله )) وأنا امتنعت عن اكماله احتراما لرغبتك ..

ويقول نيتشة .. (( لا يكفي لطالب الحقيقة أن يكون مخلصا في قصده بل عليه أن يترصد إخلاصه ويقف موقف المتشكك فيه ... لأن عاشق الحقيقة إنما يحبها لا لنفسه مجاراة لأهوائه بل يهيم بها لذاتها ولو كان ذلك مخالفا لعقيدته ، فإذا هو اعترضته فكرة ناقضت مبدأه وجب عليه أن يقف عندها فلا يتردد أن يأخذ بها ..

إياك أن تقف حائلا بين فكرتك وبين ما ينافيها ، فلا يبلغ أول درجة من الحكمة من لا يعمل بهذه الوصية من المفكرين ..

عليك أن تصلي نفسك كل يوم حربا وليس لك أن تبالي بما تجنيه من نصر أو تجني عليك جهودك من اندحار فإن ذلك من شأن الحقيقة لا من شأنك ))

طبعا تعميم هذا المنهج على كل شيء هو تعميم خاطئ ... ولكنه منهج له فائدة في البحوث والتجارب العملية والتطبيقات المدركه تماما ... بل هو الأفضل فيها ..

تقول ..
(( ثانيا:ان هذا القول عده العلماء من ضمن المآخذ التي ردوها على الغزالي ومنهجه الذي يرى الشك هو الطريق للوصول الى الحقيقه ،(ومنهج ديكارت مؤخرا). ))

حسنا هذا يعتمد على نوع الحقيقة .. فهناك حقائق لا تنال كاملة بهذا المنهج .. وهناك حقائق يعتبر هذا المنهج الأفشل في تحصيلها .. وهذا ما نستخدمه نحن في دراستنا - أنا ادرس هندسة - نأخذ النظرية ونشك فيها .. ونقوم بتجربتها حتى نتيقن بصحتها ... بل ان بعضنا يطبقه في حياتنا اليوميه دون ان يعلم .. مثلا حين تصادف مشكله وتريد الحل تقوم بعرض الاحتمالات وتاخذ باحدها ولكن لا تتيقن به بل تظل متشككا حتى تطبقه فتتيقن .. لعله مثال بسيط ولكن يعطي تصور ..

.................................................. .........................

5- مسألة الإطلاع ..

نعم لعله جانبني الصواب هنا أيضا ..

ولكن انت تنطلق من اساس وهو ان القارئ قد لا يكون متعلما فيطلع فيعتنق ..

هذا اساس لا اعارضك عليه ولكن وضع الاساس هذه مهمتنا من الاولى سواء لاجل الاطلاع او لمواجهة الحياة .. وجود شباب بلا اساس ذنب ولاتهم ..

ولكن مع زرع هذه الاساس يكون الاطلاع لازما .. خصوصا اننا لسنا كما في السابق ..

أي نحن لسنا رواد الحضارة .. فلابد من الإطلاع على رواد الحضارة اليوم .. لكن بوجود الاساس ..

.................................................. .................................................. .......

6- أحادية الفكر ..

أنا لم أتعرض الى ذات العقيدة ولكن تعرضت لكيفية غرسها وتجديد تلقينها .. فالطريقة القديمة لا تجدي نفعا الان .. ودعوتي لإيجاد الاخر .. لكي يتحرك المسئولين لهذا التجديد ..

صدق مالك بن نبي حين قال الطريقة التعليمية هي ذاتها ولكن زاد وجود الكراسي والطاولات ..

أخيرا أشكرك على تواصلك .... واسف على الاطاله ...
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل