المقامة الإبراهيمية
[المقامة الإبراهيمية
إبراهيم وما أدراك ما إبراهيم ... تعجز عن وصفه المقامة ، لأنه كالنعامة ، في ضخامة الهامة.
كبرت (علابيه) من شرب البايسن وأكل الحرّاق .. وقد تراه عند ثلاجة البايسن كمروج المخدرات ، وهو ينظر إليه بالتفات. وعندما تطورت العلبة إلى زجاجة ، أغلقت على الشراء فجاجه ، وجعلت إبراهيم لاهثاً، لأنها زادت ريالاً ثالثاً .
إبراهيم كثير الذهاب ، لكي الثياب . لأنه يحب الكشخة ويكره الموضة ... فتخيلته وقد لبس الجنز ، ودخل الشبك ليحلب العنز . يا له من منظر يليق بمثله ، يوم داست النعاج على رجله.
ولو تمحصت أفكاره ، وبلوت أخباره .. لرأيت أنه يحب الشيخ ممدوح الحربي ، ويمدحه عند الشرقي والغربي . وما ذاك إلا أن ممدوح ، يخاطب الروح. فيصف الشهيد ، والشيطان والعبيد ، والقبوريين وأهل التوحيد ... دعنا من ممدوح ؛ ولنعد إلى إبراهيم ، فهو لا ينام بعد الفجر ، انتظاراً للقهوة والتمر . مع ذلك اللبناني المزيون ، صاحب الزعتر والزيتون .
أما في الشتاء ، وقد لبس الفروة الزرقاء ، ذات الطقطق الغريب ، والمظهر العجيب.
ولو ذكرت عنده القرموشي والفول ، لصرخ مثل المهبول ، وقال بلسان عربي فصيح : ( يا بعد قلبي ).
يا له من إبراهيم ... علمته يكره السباحة ، ويحب السياحة .. السياحة في الوطن ، والتزلج على جبل في قطن .. فلو رأيته وقد فصخ الثوب وميّل الطاقيّة ، وانطلق كالسهم من الرميّة .. على سفح ذلك الجبل ، حتى نزل السهل . فلم يظهر عليه ارتباك ، ولم يهتم بحرارة الاحتكاك.
تفانى في الحراسة فانفكت يده فجبرها بحلاوة المدح والتشجيع ، وعزف عن القيادة فغمر السيارة بين الرمث والنفود بعد أن أشغل الجميع ، في ذلك السهل البديع ، والمنظر الفظيع.
والعجب العجاب ، أنه يقع دائماً في إحراج بين الشيبان والشباب . فقد حصل له الكثير من الإحراج ، بينما كان بين الحجاج . عند حلق الشعرات ، وعند رمي الجمرات. كذلك عندما نقصت عنه قسيمة وزعها المنظمون ، في مخيم العقلة الميمون ، ويوم عاش رعباً عند رقمه ألف وستمائة وواحد وخمسون.
ومع ذلك فهو يمسك الشواية وهي حارّة ، لأنه يرغب الخدمة في المناسبات السارّة. كما أنه مثقف يفوز بالمسابقات ، وصبور على شدة التعب في المباريات.
ولأن إبراهيم من طلاب العلم ، فقد أحب بلوغ المرام ، لعلمه بأهمية معرفة الأحكام. فحرص على باب الطهارة ، لأن النجاسة تحتاج إلى طهارة.
هكذا إبراهيم ... يستغرب من الحاسد ، ويكثر من قوله : أنتْ فاسد. لا يعجبه في الليل السهر ، ويردد دائماً : (أبو بدر .. أبو بدر ). وقد قال عنه أبو عمر ، في كلام كالدرر : أنه بعير أبله ، وبرميل فارغ.
حذفت الأحوال من اسمه ألفاً ، لأنه ناقص سلفاً. وهذا من حسن تصرف الأحوال ، فالحمد لله على كل حال.
وأخيراً يا إبراهيم ... وقد أبحرنا معك على رمل وطين ، وأسمعناك من الوصف المشين ، ما هو حق ويقين.
فاعذرنا على شدة الخطاب ، وثقل الجواب .. كما نشكرك على تحملك وحسن تعاملك ، وإكرامك ضيوف الفجر، بغير ضجر ، فلك من الله الأجر.
ثم اقبل سلاماً كالبَرَد ، من ( أبو ..... ) . صاحب الخلق الكريم ، والفهـم السليـم ، وسلامٌ على إبراهيم ، والحمد لله رب العالمين. [/font]

__________________
أليل أم ظلام أم غروب
أم اجتمعت على نفسي الكروب
|