مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-08-2011, 03:09 PM   #37
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537



أعتقد أن قول سبحانك في القنوت أمر لا بأس به من حيث الدلالة اللغوية , لأن الإمام يقول : فإنك تقضي ولا يقضى عليك , إنه لا يذل من واليتَ ولا يعز من عاديت ..

فحين يقول المأموم سبحانك : فإن معناه : تنزيها لله أن يثبت له ما نفي عنه في الدعاء , وكان من دعاء المؤمنين : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران

فقوله : سبحانك , جاء بعد النفي , أي سبحانك أن يثبت لك ما نفيناه عنك .


ثم إن كلمة سبحانك قد ترد في مقام الثناء على الله تعالى للمبالغة في التعظيم والتنزيه كما قال سبحانه :
{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} (13) سورة الزخرف

وقال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء

بل إنها ترد في مقام الدعاء كما قال سبحانه وتعالى : {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (10) سورة يونس

فهذا دعاء أهل الجنة التسبيح , لأن معنى ( دعواهم ) أي : دعاؤهم , كما في تفسير الزجاج والبغوي وغيرهما .

إذن , فالتسبيح في مقام الدعاء وفي مقام الثناء وارد في القرآن العظيم , ولا معنى لدفعه وإنكاره .

نعم , قد يكون النهي عن قول سبحانك من باب أنه غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف الصالح , فهذا شأن آخر ..

والله تعالى أعلم .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل