أخي الكريم المنخرش :
الكلام عن الأبراج له وجهان :
وجه حقيقي , ووجه غير حقيقي .
أما الوجه الحقيقي , فهو فيما يخص وجودها وحقيقتها ,,
فالأبراج السماوية موجودة وتعرفها العرب قديما , وهي اثنا عشر برجاً , وتسمى أبراج الشمس , وبعضهم يسميها أبراج المجموعة الشمسية ..
وقد ذكر بعض أهل العلم أنها مذكورة في القرآن :
قال تعالى : {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا} (61) سورة الفرقان
فقد روى عطاء عن ابن عباس أنها البروج الاثنا عشر وهي : الحمل , والثور , والجوزاء , والسرطان , والأسد , والسنبلة , والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت .. " انظر تفسير البغوي عند هذه الآية .
وقال تعالى : " والسماء ذات البروج " نقل ابن كثير أن ابن جرير رجح أن المراد بالبروج هي بروج الشمس الاثنا عشر ...
فالبروج حقيقية وموجودة , وجهلنا بها لا يلغيها ..
ثم إن لهذه البروج أوصافا وخواصاً قد توثر في الأجواء والبرودة والحروارة والأنواء وغيرها مما يعرفه أهل الشأن , وكل ذلك بأمر الله تعالى كما نقله عطاء عن ابن عباس , راجع تفسير البغوي السابق .
ونقل السبكي عن الشافعي رحمه الله قوله : " إن كان المنجم يقول ويعتقد ألا يؤثر إلا الله , لكن أجرى الله تعالى العادة بأن يقع كذا عند كذا , والمؤثر هو الله , فهذا عندي لا بأس به , وحيث جاء الذم ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم وغيرها من المخلوقات .. " طبقات الشافعية الكبرى 2/102 .
مع اختلافهم في حكم تعلم النجوم والكواكب , وليس هذا مجال سرد الخلاف وحقيقته ...
الوجه الآخر : أن يعتقد الناس أن النظر في هذه الأبراج يجلب علم الطالع والحظ والسعد وينظرون فيها للمستقبل والغيب .. فكل ذلك من التنجيم المنهي عنه , ولا يجوز أبداً ولا خلاف بين أهل العلم في ذلك ...
والله الموفق ...
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]