سؤال جميل أختي مرور ,,
وهذه مسألة تعرف في اللغة بتحوّل دلالة الخطاب ,
فيتحول الخطاب مثلا من المتكلم إلى الغائب , ومن المخاطب إلى المتكلم
ويتحول المضارع إلى ماضي , والماضي إلى مضارع لأغراض يراد بها أثناء الكلام
وهذه كلها موجودة في اللغة العربية الفصحى , واستمرت حتى وصلت إلينا في لهجتنا في نجد , وتوسع الناس فيها
فمثلا : ( ونفخ في الصور ) الفعل ( نفخ ) فعل ماضٍ , ولكن هل حصل فعلا ؟
الجواب : كلا , ولكن جاء التعبير بالماضي للدلالة على أنه حاصل لا محالة فكأنه قد حصل وانتهى .
وقال تعالى : " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "
الحديث عن أهل الكهف , وهي قصة ماضية وقديمة , ومع ذلك جاء بالمضارع , ولم يأت بالمضي وهو : وقلبناهم , لأنه أراد تصوير القصة وكأنها واقعة الآن .
وفي لهجتنا نقول : راح محمد مع ولد خالته صالح للرياض , وجيت أنت يا صالح واصرخ ذيك الصرخة .... الخ
فقولنا : جيت أنت يا صالح تحول من الغائب إلى المخاطب
وقولنا : اصرخ , ومثلها اجدعي الشنطة
له وجهان :
إما أن يكون فعل أمر , وعبر به عن الماضي لأنه أراد تأكيد الفعل , فكأنه يأمره أن يفعله ..
وإما أن يكون فعلا ماضيا لكن بلهجة أهل سدير يزيدون ألفا قبل الماضي , , فيقولون : اطلّع , واجلَس , بمعنى : طلع وجلس , وقد سمعتها منهم مشافهة ...
فربما تكون هذه من هذه اللهجة وانتقلت بشكل محدود إلى لهجة القصيم .
هذا ما لدي والله أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]