مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-02-2013, 01:07 AM   #31
معاني17
كاتب مميّز
 
صورة معاني17 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
*

مَلَاكِيْ , مَرِّرِيْكِ إِلَيَّ

تُطِلُّ مِنْ نَافِذَتِهَا وَتُخَاتِلُهُ النَّظَرَاتِ ..
تَرْقُبُهُ , تَرْصُدُ , حَيْرَتَهُ , ..
هِيَ لا تُرِيْدُ مِنْهُ إِجَابَاتٍ , عَلَى أسْئِلَتِهَا الغَضَّةِ ..
فَبَيَاضُهَا النَّاصِعُ يَأْبَى سَوَادَ إجَابَاتِهِ الغَامِضَةِ..
تَخْشَى الاجَابَاتِ , تَخْشَى ارْتِطَامَاتِ كَذِبِ الكِبَارِ ..
فَالْحَقَائِقُ بَشِعَةٌ وَقَاسِيَةٌ لأنَّهَا بِبَسَاطَةٍ أشْيَاءُ عَارِيَةٌ ..
تَجَرَّدَتْ مِمَّا نُلْبِسُهُ إِيَّاهَا مِنْ زَيْفٍ ..

أَكْبَرُ أَمَانِيْهَا أنْ يَعُودَ ..
فَقَطْ يَعُوْدُ كَمَا كَانَ , تُرِيْدُ بَسْمَتَهُ المَسْلُوْبَةَ ..
وَإِنْ هُوَ حَاوَلَ اسْتِرْدَادَهَا بـِ افْتِعَالَاتِهِ المَفْضُوْحَةِ ..
فـَ لَطَالَمَا اسْتَجْدَى آهَاتِهِ وَدُمُوْعَهُ أنْ تَصْمُدَ أَمَامَهَا ..
وَعِنْدَمَا تَخْلُوْ بِهِ لـِ تَفْتِكْ وَتُدَمِّرْ كَمَا تَشَاءُ ..

تَوَقَّفَ عِنْدَ بَابٍ طَالَمَا وَلَجَتْ مِنْهُ وَحْدَهَا وَعَيْنَاهُ تُشَيَّعُهَا ..
هَذِهِ المَرَّةَ تَبَاطَأَتْ بِالنِّزُوْلِ , فَقَدْ أدْرَكَتْ بِفِطْرَتِهَا المَلَائِكِيَّةِ ..
أنَّهَا لَيْسَتْ اللحْظَةَ المُوَاتِيَةَ للنِّزُوْلِ ..
لِوَدَاعَاتِ الحٌبِّ الّتِي عَوَّدَهَا إِيَّاهَا ,
سَبَّابَتُهُ تَرْبِتُ بِهِدُوْءٍ عَلَى المِقْوَدِ ..
هِيَ مُطْرِقَةٌ تَرْنُوْ إِلَى مَوْضِعِ قَدَمَيْهَا ..
صَمْتٌ يُمَزِّقُهُ نَبَضَاتُهَا , وَيُمَزِّقُ نَبَضَاتِهَا أَنْفَاسُهُ الثّاثِرَةُ ..
تِلْكَ الَّتِي تَعُوْدُهُ عِنْدَ صُعُوْدُ الدَّرَجِ ..
يَصْحَبُهَا إِشْفَاقُ زُمَلَائِهِ ( سَلَامَاتْ يَا بُو.... )

أَدَارَ مُحَرِّكَ سَيَّارَتَه وَتَوَجَّهَ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ ..
مَا يُرِيْدُهُ الآنَ فَقَطْ المَزِيْدَ مِنْ الوَقْتِ مَعَهَا ..
المَزِيْدَ مِنْ عِنَاقِ النَّبَضَاتِ ..
المَزِيْدَ مِنْ الارْتِمَاءِ فِيْ أحْضَانِ المُعَانَاةِ ..
فَهْوَ السَّبِيْلُ لِلْخُرُوْجِ مِنْ شَرْنَقَتِهَا ..

ذَهَبَ حَيْثُ أَمَاكِنَ تَعْشَقُهَا ..
أَسْمَعَهَا وَأغْدَقَهَا أشْيَاءَ تَطْرَبُ لَهَا , تُحِبُّهَا..
وَهُوَ عَلَى يَقِيْنٍ أنَّهَا كَعَادَتِهَا سَتَغْفِرُ لَهُ
فَـ الذِيْنَ نَتَرَبَّعُ فِيْ قُلُوْبِهِمُ دَائِمًا مَا يَتَوَعَّدُوْنَنَا ..
يُهَدِّدُوْنَنَا بِالرَّحِيْلِ , لَكِنَّهَمْ لَا يَفْعَلوْنَ ..
لِأَنَّ مِثْلِ هَذِهِ القَرَارَاتِ خَارِجَ سَيْطَرَتِهِم ..

بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ سَاعَةٍ عَادَ لِذَاتِ المَكَانِ ..
مُبَاشَرَةً نَزَلَتْ , كَانَ البَابُ مَفْتُوْحًا وَمُكْتَظّا بِأَتْرَابِهَا ..
وَحَالَمَا اقْتَحَمَتْ جَمْعَهُمْ حَانَتْ مِنْهَا الْتِفَاتَةٌ ..
وَدُوْنَ أَنْ تُعِيْرَهُمُ أيَّ اهْتِمَامٍ , فَكَأنَّهَا لِوَحْدِهَا ..
هَتَفَتْ لَهُ :
( يُبَاااااه ,, أنَا أَحِبِّكْ )


*
__________________
.

. . ما أقربك يا الله !

.
معاني17 غير متصل   الرد باقتباس