الموضوع: خواطر وافكار
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 08-01-2014, 01:20 PM   #9
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



6 - اول شرط للاستقامه اليقضه .. اول شرط لضبط النفس اليقضه .. اول شرط

للصحه النفسيه والهدؤ اليقضه



نعم هذه حقيقه


اليقضه هي الانتباه للنفس في خمسة امور


الاول رغباتها وحاجاتها

الثاني قدراتها

الثالث خواطرها

الرابع مشاعرها

الخامس نقاط ضعفها وقوتها


وبهذه الخمس نحصل على معرفة انفسنا وهي اول مراحل النجاح والتدين الحقيق


لانني ازعم

ان التدين الحقيقي هو معرفة ان تعرفك ربك ودينه .. وتعرف نفسك .. وتعرف واقعك


وهذه الثلاثيه مما تنقطع فيها الاعمار ولا يصل اليها الا قلة من الناس


وكم ترى

من فقيه لا يعرف نفسه ولا واقعه

ومن مثقف يعرف واقعه ولا يعرف ربه

ومن متعلم يعرف شي من الشرع ولا يعرف ربه


ولن اتحدث عن معرفة الرب ولا معرفة الواقع ..

سوف اتحدث عن الاصل والمنبع معرفه النفس

ومع ذالك


لن اتحدث عن الرغبات والحاجات .. ولن اتحدث عن القدرات


ولكني اشير الى المعني الكلي

فالرغبه هي ما تحبه النفس .. والحاجه هو ما تحتاجه النفس

والفرق بين الرغبه والحاجه

في امرين (( الدرجه .. المده ))

على حسب قوة الضيق والقلق ومدته ..

فاذا كنت تضيق وتقلق اذا فقدت شي مدة طويله فأنت تحتاج اليه

واذا كنت ترغب بالشي وتصاب بقلق يسير او ضيق يسير في مدة يسيره فأنت ترغبه


القدره هي ما تتميز به عن غيرك من القدارت الاجتماعيه والعقليه واللغويه والوجدانيه

والادائيه ..

تلاحظ انني ازعم

ان لكل انسان قدره او قدرات يتفوق بها على غيره

وقد يعرفها وقد لا يعرفها



الان دعني اوضح لك معني اليقضه في الخواطر


لابد ان تعرف ان هناك ثلاثة يتحدثون في داخلك فلست وحدك مع نفسك


وهذه حقيقه يغفل عنها اكثر الناس


واكثر الناس يعرفها ولكن لا يميزها من نفسه


من هم هولاء الثلاثه ؟؟


الاول هو الشيطان

الثاني هوالملك

الثالث هي النفس


اولا نحتاج الى اثبات ذالك

من المعروف لكل مسلم ان الشيطان يوسوس في صدر الانسان

وقد امرنا بالاستعاذه من شر وسوسته بل نزلت سوره خاصه للاستعاذه

من وسوسه الشيطان وهي سورة الناس


اما الملك فقد اخبر النبي عليه السلام عن لمة الملك ولمة الشيطان

والحديث في سنن ابي دوود والترمذي

واخبر عن القرين من الملائكه والشياطين والحديث في صحيح مسلم


النتيجه

ان معنا قرين ملائكي يلم بالقلب اي يتحدث في قلبك


اما حديث النفس فهو واضح ولا يحتاج الى اثبات فكل انسان يتحدث الى نفسه

وربنا اضاف الوسواس الى النفس في قوله (( ونعلم ما توسوس به نفسه ))


اذا صدقت ان هناك ثلاثة يتحدثون في داخلك

لابد ان تعرف امرين

ان تميز كل واحد عن الاخر

الثاني ان تتعامل مع كل واحد من هولاء الثلاثه

والنتيجه

ان تصل الى ضبط خواطرك التى هي منبع الافعال والاقوال

كما قال ابن القيم ان من صحت خطراته صحت افكاره ومن صحت

افكاره صح عزمه ومن صح عزمه صح قوله وفعله


كيف تميز بين خواطر الشيطان والملك والنفس ؟؟

خواطر الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق وتحزين وتخويف

خواطر الملك ايعاد بالخير وتكذيب بالحق وتبشير وتثبيت

خواطر النفس هي طلب الشهوه والغضب واللذه والرفعه

تلاحظ

اننا ذكرنا اربع صفات لكل واحد

ودليلنا في ذالك الوحي

فرسولنا اخبر عن لمة الملك انها ايعاد بالخير وتصديق بالحق

ولمة الشيطان انها ايعاد بالشر وتكذيب بالحق

ودليل التحزين قوله (( انما النجوي من الشيطان ليحزن الذين امنوا ))

ودليل التخويف قوله (( انما ذالكم الشيطان يخوف اوليائه )) قال المفسرون

أي يخوفكم بأوليائه

ودليل التثبت قوله تعالي (( اذا يوحي ربك للملائكه اني معكم فثبتوا اللذين امنوا ))

ودليل التبشير قوله تعالي (( تتنزل عليهم الملائكه ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنه ..الايه ))


اما خواطر النفس فقول ربنا (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ))

والهوي هو ميل الطبع لما يلائمه كما قال ابن القيم في روضه المحبين

والملائم هو المنكح والمشرب والمأكل والغضب والرفعه .. الخ



يأتي الان السؤال الثاني

كيف تتعامل مع هذه الخواطر ؟؟



الخواطر الشيطانيه


ان تستعيذ من الشيطان وتتفل عن يسارك وتعرض عنها وتراغم الشيطان

وتقهره وتضحك عليه وتغضب عليه في وسوسته


فالاستعاذه لكي تقوي عليه

والتفل لكي تحتقره

والاعراض عنه حتى لا يشغلك عن مصالحك

ومراغمته لكي ترضي ربك لان من اصدق علامات الحب ان ترغم عدو محبوبك

كما قال ابن القيم

وكل هذه الثلاثه امر بها الشارع


اما الخواطر الرحمانيه

فانت تفرح بها وتطيعها وتؤهل نفسك لكل تكون محلها ومنها الرؤيا الصالحه


اما الخواطر النفسيه

فأنت تعرضها على ثلاثة محكمات

الاول محكم الدين طلب النافع في الاخره وترك الضار فيها

الثاني محكم العقل طلب النافع في الدنيا وترك الضار فيها

الثالث محكم المرؤه وهي طلب النافع عند الناس وترك الضار عندهم

قال الشافعي لو علمت ان الماء يذهب مرؤتي لما شربته


فاذا كانت هذه الخواطر ضاره في الاخره او في الدنيا او عند الناس

فأنت تتركها وتعرض عنها لانها من اللغو


واذا كانت نافعه او غير ضاره في هذه الثلاث فتوكل على الله واستمتع بها
الزنقب غير متصل