14-01-2014, 09:50 AM
|
#3
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
13 - الربانيه ان ترى الله في كل شي
من المعروف ان الفكره اذا سيطرت على النفس رأها صاحبها في كل من حوله
ولم تكذب الخنساء في قولها
يذكرني طلوع الشمس صخرا .. وابكيه لكل غروب شمس
ولو سألت نفسك
ما علاقة طلوع الشمس وغروبها بصخر ؟؟
صخر انسان لا يمثل من الكره الارضيه شي .. ولا يمثل من البشر شي
هو اقل من الذره من ناحية حجمه وعمره بالنسبه للارض فكيف يكون
وضعه بالنسبه للشمس
الحقيقه ان العلاقه قامت في نفس الخنساء
والشاعر يلون الكون كله بمشاعره الخاصه ويرسم العالم برشة
طفل صغير يحاول ان يجعل الكون طوع بنانه وحسب عواطفه وأفكاره
اما الربانيه فهو حق وليست شعر
الربانيه ان ترى يد القدره الالهيه في كل من حولك .. في نفسك وبين جماعتك
وفي مجتمعك في العالم كله صغيره وكبيره ..
لقد قال بعض العباد
ان التوحيد ان تغاب عن المتحرك بالمحرك وتغاب عن السبب بالمسبب
فلا ترى ان لغيرك حول ولا قوة وأن اعجز من ان يتحرك بدون اذن الله
ومشئته وتقديره
ثم اذا ايقنت ان الله هو النافع وحده والضار وحده وأن ما تره من نفع
او ضرر بيد بعض خلقه انما هو تسليط او تسخير
تعلقت به وحده وتوكلت عليه وفوضت امرك اليه وكنت ربانيا
واعظم ما يبلور فكرة الربانيه في القلب هي ان توقن بالتسليط الالهي والتسخير الالهي
فربنا يسلط ويسخر وله جنود السموات والارض والخلق خلقه
وما أحلي قول المؤمن في صباح كل يوم
اللهم لا تسلط علينا جند من جندك ولا خلقا من خلقك
اللهم سخر لنا جنودك وخلقك
ان هذا الدعاء يحوي على حقيقتين عظيمتين
الاولي ان الله يسخر ويسلط
الثانيه ان الله يظهر تسخيره وتسليطه بجنوده وخلقه
وجنود الله هو ما لا تراه من خلقه (( لا تشاهده وهو موجود ))
وخلقه هو ما تراه من خلقه (( تشاهده وهو موجود ))
فالخوف من جنود الله والملائكه من جنود الله والشياطين من جنود الله
والراحه من جنود الله والضيق من جنود الله وحب الناس من جنود الله
وكره الناس من جنود لله ومثله الوهم والهم والغم .. الخ ..
تلاحظ ان كل هذه الاشياء لا ترى بالعين لانها مختفيه عن الانظار او معنويه
اما خلقه
فالبشر كلهم من خلقه والحديد من خلقه والشجر والدواب والحشرات
كالنحل والذباب والفأر .. الخ الخ
وما اعجب قول العابد
ان اعصى الله فأري ذالك في خلق زوجتي ودابتي وفأر بيتي
وهذه الثلاثه (( الزوجه والدابه والفأر )) من جنود الله
المقصد من هذا
اننا نرى الله في كل من حولنا .. نراه في النعم وفي النقم
نرى نسخيره اذا اقبلت الينا الدنيا
ونرى تسلطيه اذا كشرت الدنيا عن انيابها
ونرى لطفه اذا نجونا من خطر عظيم
فلا ننشغل بالناس والاشياء عن الله تعالي .. بل نشاهد اليد المحركه
والقدره الكامنه خلف الاحداث والاشياء والاسباب
|
|
|