مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 26-07-2006, 11:36 PM   #2
جروان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 100
( 2 )

كان لابد ـ إذن ـ لهذا المشروع الصفوي من غطاءٍ مقبولٍ لدى شعوب المنطقة المسلمة ، ولابد من تسريع خطاه وتمكينه من اللعب بعواطف الجماهير والشعوب العربية والإسلامية .. وليس هناك أفضل من قضية فلسطين واللعب بها وعليها وفيها .. من غطاءٍ تتوارى تحته النوايا الحقيقية لأصحاب هذا المشروع الشعوبي الخطير ..

ولم يتأخّر عُتاة هذا المشروع في لعب لعبتهم بقضية المسلمين الأولى ، التي ـ للأسف ـ انخدع بها أول مَن انخدع ، بعض الحركات الإسلامية ، التي انخرطت من حيث تدري أو لا تدري في تنفيذ هذا المشروع الشعوبي الاستيطاني الخطير ، تحت شعاراتٍ زائفةٍ لم تنطلِ حتى على كثيرٍ من بسطاء الرأي العام العربي والإسلامي .. فتحوّلت تلك الحركات إلى ورقةٍ بيد أصحاب المشروع الأصليين ، يحرّكونها حيثما أرادوا ، وكيفما شاؤوا ، وفي الوقت الذي يحدّدونه حسبما تقتضيه مصلحة مشروعهم !

إذن ، كانت هناك حاجة إلى اللعب بورقة القضية الفلسطينية الأقدس عند العرب والمسلمين ، وفي نفس الوقت ، مَدّ اليد البيضاء إلى العدوّ الصهيوني ، ما استوجب على أركان المشروع الصفوي الفارسي اتباع الوسائل التالية :

1 ــ إطلاق الرئيس الإيراني أكثر من مرةٍ شعاراً تجارياً فارغاً متهافتاً ، بالدعوة إلى إزالة إسرائيل !

2 ــ الإعلان عن تحالفٍ إيرانيٍ سوريٍ مع بعض المنظمات الفلسطينية ذات السمعة العطرة بين الشعوب العربية والإسلامية ، والإعلان عن تقديم مساعداتٍ ماليةٍ إليها في محنتها ، هذه المساعدات التي هي كالعادة غير موجودةٍ إلا في أذهان المتاجرين ، وهي مساعدات لم تصل إلى أصحابها حتى الآن ، ولن تصل في أي يومٍ من الأيام ، لأنها ستبقى في إطار المتاجرة :

[ يقول وزير الخارجية الإيراني ( منوشهر متقي ) في مؤتمر صحافي في طهران أمس : إنّ إجراءات المساهمة بخمسين مليون دولار لا تزال في مرحلة صنع القرار ( بعد أربعة أشهر من الوعد ) .. ولم يتم سداد المبلغ الذي تحدثت عنه ] ! .. ( نشرة المختصر في 11 / 7 / 2006 ، نقلاً عن البيان )

فالمساعدات الإيرانية المزعومة ، ليست إلا شعاراتٍ ووعوداً زائفة ، لأن ما يحرّك الصفويين الفرس هي النـزعة الشعوبية الطائفية ، التي تقضي بعدم تقديم أي عونٍ للحركات الإسلامية الفلسطينية السنيّة مهما كانت الظروف !

3 ـ عَقْد لقاءاتٍ مشبوهةٍ للنظام السوري مع الصهاينة ، التي بدأت بالمصافحة العار بين بشار الأسد ورئيس الكيان الصهيوني ( كاتساف ) أثناء جنازة بابا الفاتيكان ، ثم تلتها التصريحات الصهيونية المتكرِّرة بأن النظام السوري هو خيار صهيوني ينبغي دعمه ، والتصريحات الكثيرة لأركان النظام السوري بالرغبة في التفاوض مع الصهاينة .. مع قيام النظام نفسه بأشد حملات التطهير الوطني في تاريخه ، ضد المواطنين السوريين من مختلف الاتجاهات الوطنية ، والتآمر على التعليم الشرعي الإسلامي السني مع تشجيع أوكار التعليم الديني الشيعي الصفوي ومَدّها بكل الاحتياجات المعنوية والمادية ، وبدء نسج علاقاتٍ مشبوهةٍ واضحة المعالم مع الصهاينة ، كان آخرها اجتماع السفير السوري في لندن مع ( استيل غيلستون ) رئيسة الاتحاد الصهيوني في بريطانية ( أخبار الشرق بتاريخ 12 / 7 / 2006 م ) ، واستقدام حاخامٍ صهيونيٍ أميركيٍ ليلقي خطبةً في أحد أكبر جوامع حلب ( الخليج الإماراتية بتاريخ 11 / 7 / 2006 م ) .

4 ـ تغلغل الموساد الصهيوني في العراق ، بدعمٍ من الحكومة العراقية العميلة للاحتلال ، وبتنسيقٍ مع ما يُسمى بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات الصفوية الشيعية في العراق .. للقيام بعمليات اغتيالٍ للعلماء والضباط العراقيين السابقين والشخصيات الإسلامية السنيّة المؤثرة ، وللقيام بأعمالٍ إرهابيةٍ إجراميةٍ شنيعةٍ بحق أهل السنّة في العراق ، من اختطافٍ وتصفياتٍ وتعذيبٍ وقتلٍ على الهوية !

لقد اتحد الطائفيون لتنفيذ مخطّطهم الخاص ، وأعلنوا عن هذا الاتحاد بتحالفٍ استراتيجيّ ، وتقاسموا الساحات والأدوار ، لإنجاز مخطَّطٍ واحدٍ متكاملٍ في الساحات الثلاث : العراق ، وسورية ، ولبنان ، لذلك أصبحت ممارسات أي جهةٍ من جهات هذا التحالف ، لا تندرج إلا ضمن المشروع الكلي المتكامل ، لتحقيق الأهداف الصفوية الشعوبية الخطيرة ، في المنطقة الممتدة بدايةً ، من إيران إلى لبنان ، بما فيها العراق وسورية !

لذلك، وبناءً على وحدة الحال والمخطّط والأهداف وتكامل الأدوار بين النظام الإيراني الشعوبي الفارسي ، والنظام الأسدي السوري ، والحركات الشيعية اللبنانية ... بناءً على ذلك فحسب ، يمكن محاكمة الممارسات ، ودراسة اتجاهها ، وهل هي تصبّ في مصلحة الأمة العربية والإسلامية ؟ أم في مصلحة تنفيذ المخطط الصفوي الفارسي الشعوبي ؟ للسيطرة على أوطاننا ومنطقتنا وشعوبنا وثرواتنا ، وللقيام بحملات التطهير العرقي والطائفي ضد أهل السنّة في هذه المنطقة ، ثم الانطلاق منها إلى منطقتي الخليج العربي وشمال إفريقية ، للإطباق عليهما تماماً ، ضمن أهدافٍ توسّعيةٍ خطيرة ، تعيد أمجاد الصفويين والفاطميين ، للسيطرة على بلاد العرب والمسلمين .


ما معنى أن يزعل بشار الأسد في دمشق من الحكومة اللبنانية ، فينسحب من تلك الحكومة خمسة وزراء شيعيون من حزب الله وحركة أمل .. ينسحبون من الحكومة ويجمّدون نشاطهم فيها ؟!

وما معنى أن يهتف الهتّافون في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي انعقد في دمشق قبل أشهرٍ عدة، يهتفون لحزب الله ، ويرفعون عَلَمَه الحزبيّ الخاص في المؤتمر ، ولا يكون للبنان الدولة ظهور واضح ولا لحكومته ولا لِعَلَمِهِ الوطني ؟!

ولماذا يرفع ( حسن نصر الله ) صورة الفارسي ( الخميني ) فوق رأسه في مقرّ مكتبه ؟!

وقبل ذلك ما معنى جواب أحد قيادات حزب الله على سؤالٍ صحفيٍ في عام 1987 م : [ هل أنتم جزء من إيران ] ؟! الجواب : [ بل نحن إيران في لبنان ، ولبنان في إيران ] ! ( النهار اللبنانية بتاريخ 5 / 3 / 1987 م ) .

على هذا الأساس إذن ، وعلى هذه القراءة للواقع الذي يجري على الأرض حقيقةً دامغة .. ينبغي أن تُحَاكَمَ الأمور والأحداث الأخيرة التي فجّرها حزبُ الله ومَن وراءه من أركان الحلف الاستراتيجيّ الصفويّ الشعوبيّ .. ضد الكيان الصهيوني !

إنّ هدف المشروع الصفوي الفارسي الشعوبي ، هو السيطرة على العالَمَيْن العربي والإسلامي بَدءاً من إخضاع منطقة الهلال الخصيب ( بلاد الشام والعراق ) ، وذلك باجتياحها ديموغرافياً ومذهبياً وتبشيرياً صفوياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً واستيطانياً ويقوم هذا المشروع المشبوه على أركانٍ خمسة ، هي :

1 ـ التواطؤ والتآمر مع القوى الغربية بزعامة أميركا إلى أبعد مدىً ممكن ، لاجتياح بلادنا واحتلالها ، وإفساح المجال لها ومساعدتها في السيطرة على أوطان المسلمين ، والقيام بدورٍ لا يقل خطورةً عن دور ( ابن العلقمي ) حين تواطأ مع هولاكو لاجتياح بلاد المسلمين وكل العالَم يعرف أنّ إيران كان لها الدور الأعظم في التواطؤ مع أميركا لاحتلال أفغانستان ، ثم العراق ، والمسؤولون الإيرانيون صرّحوا بذلك بوضوح ، بل افتخروا بذلك : ( تصريح إيراني رسمي : لولا إيران لما احتلت أميركا العراق ، ولولا إيران لما احتلت أميركا أفغانستان ) وذلك لإضعاف أهل السنّة ، ثم الانقضاض عليهم تحت مظلة المحتل الأميركي !

2 ـ اللعب بالورقة المذهبية الشيعية وإشعال فتيل الحرب الطائفية ، والقيام بعمليات التطهير العرقي والطائفي ، والعمل على تجزئة بلادنا ، وتهجير أهل السنّة العراقيين من المحافظات التي يتداخلون فيها مع أبناء الشيعة ، مع قيام المرجعيات الشيعية بدورٍ مُفسِد ، بالتحريض على أهل السنّة وعلى مؤسساتهم التعليمية والدينية ( الشيرازي يدعو خلال خطبةٍ مفتوحةٍ إلى تدمير مساجد أهل السنة ، وقد قاموا فعلاً بتدمير مئات المساجد أو احتلالها وتحويلها إلى حسينياتٍ ومراكز شيعيةٍ صفوية ) .

3 ـ اغتيال الكفاءات السنيّة العلمية والعسكرية والدينية ، وممارسة كل الجرائم بحقهم ، لترويعهم وتهجيرهم والتشفي منهم !

4 ـ الاجتياح الديموغرافي الشيعي الصفوي ، كما يحصل في سورية بشكلٍ خاص ، تحت تغطيةٍ كاملةٍ يقدّمها النظام الأسدي الحاكم ، وكما يحصل بشكلٍ أو بآخر في لبنان والأردن ، فضلاً عن العراق إضافةً إلى حملات التبشير الشيعي في صفوف أهل السنة !

5 ـ افتعال الصدامات الكاذبة مع العدو الصهيوني ، واستفزازه ليقوم بتدمير بلادنا ، ثم لتخلو لهم الأجواء للّعب بأوراقهم الصفوية ، وتسهيل تحقيق أهدافهم الشرّيرة ، تماماً كما فعلوا ويفعلون في أفغانستان والعراق حاليا !ً
جروان غير متصل