مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-05-2007, 09:44 PM   #10
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
يتبــع . . أبو بكر يتحدث . .






( 4 )




والـحـــلّ ؟ ؟






نـعـم . .


لقــد نفــدت . . هـكـــذا وبلا مـقـــدمات . . ! !

ولكمـ أن تتصوروا مـدى الإحبــاط الذي أصــابنــا . . !



موســى . . وأمــام هـذا الوضع . . رأى العــودة إلى " السنغـــال " ، فالــرّحـلــة في نظره قـد فشلت

ولمّـا نجتز بعض عشرات من الكيلومترات . .

بينمــا أمامنا قرابة الخمسة آلاف كيلو متر إضافية . . ! !





موســى قال لي :

- يبدو أنه لا مـفــرّ من العـــودة ، نفدت النفقة ولمّـا نجتز بعض عشرات من الكيلومترات . .

- هــذا مـسـتـحـيـل ! !

- إننــا نـغـــامــر . .

- لن نــرجــع بلا حج . . !

- لكننـا معذوران بنص القرآن .

- اسمعني جيّــداً يا موسى . . لقــد خـرجــنا من قريتنــا والكــلّ يعـلـم أننــا ذاهبــان إلى الحجّ ،

فلن نرجــع إليهم إلا وقد حلقنــا رؤوسنا . . أو نمـــوت !



- ولكن . .

- الأمــر محسوم بالنسبة لي ، إذا كنت سترجع أنت فشأنكـ بنفســكـ ،

أما أنــا فلا ، ماذا سيكــون موقفــنا حين نعــود إليهمـ ننفـض غبــار الفشــل ،

لنقول لهمـ : إننــا لم نحج !






وافــق موسى على الاستمـرار بعد إصــرار شديد مني ،

ولا أكتمكمـ . . فقد كـنــت أنــا شخصيّــاً حـائــراً ، لا أدري ما يتوجّــبُ عليَّ فعله بالضبط مع نفــاد النفقـة .



ويـقــدّر الله عز وجـل أن يعرف بعض الأهــالي بأننّــا نجيد اللغة العربيّــة وقـراءة القــرآن ، فطلبـوا منا

تعليمـ أبنـائهمـ بمقــابـل .


وافـقــنــا على الـفــور . . وكــان لـهـمـ ذلكـ . .



فــاتـنــا موسمـ الحـجّ لذلكـ العــام . . ولم نتمكن في تلكـ السنة من أداء الحـجّ . .


لم نيــأس . . حتى صاحبي موسـى لم يفـاتحني بموضــوع العــودة ، فقـد أدركـ أن ذلكـ الأمر مستحـيـل

تطبيقـه قبل أداء الحجّ . .

ولــذا . . فإنني وإيــاه وضعنــاهــا نصب أعيننــا واضحــةً تمــاماً . . [ الحــجّ ] .




أمضينــا في " غينيـا " سنة ونصـف ، أو تـزيــد قليلاً ، نعلم فيهـا القــرآن ، وحصلنـــا خلالهــا على

مبلــغ منـــاسب استطعنـــا توفيـره خلال هذه المــدّة ، يؤهلنــا لمواصلــة المسيــر .


هـذا المبلغ يعـــادل تقريبـــاً ست مئـة ريــالٍ سعـــودي ! !



عزمنـــا أمــرنــا . . وأخبرنــا أهالي الأولاد بـنـيَّـتـنــا . .



لكنّـهـمـ . .


رفضــــوا . .


نعـمـ . . رفضــوا . .

حـاولنــا إقنــاعهمـ . .

فطلبــوا إمهــالهـمـ بعــض الــوقــت لـيـتـدارســوا أمـرهـمـ . .


لم نـكـن واثقين من ردّهـمـ . .

لذا . . وفـي إحــدى الليالي . . لملمنا أمتعتنــا . .


و . . وهـربــنـــا . . !



مـضـيـنــا باتجــاه الجنـوب الشرقــيّ ،

وبالتحديـد ، إلى " سـاحــل الـعـــاج " !


ولـم نـكــد نـلـتــقــط أنــفــاســنــا هــنـــاكـ . . فقد واصلنا المسيرة إلى " بوركينا فاسو " . .


ومن " بوركينا فاسو " توجهنـا مـبــاشــرة إلى " الـنّـيـجـر " !




لا أكـتـمـكـمـ . .

لقــد أحسسنـا بشيء من الأمـــل ، فقـد قطعنـــا مســافــة جـيِّــدة . .




لـكــن الـمـخــيِّــب للآمــال . . هـو أنَّ الـنَّـفـقـة كـانـت عـلـى وشـكـ الـنَّــفـــاد ! !


وللمـرَّة الثَّــــانيــة . .



ولم يتبقَّ إلا القليل . . والقليلُ جـــدّاً . .


.


.



.




* * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل