الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه الكرام إلى يوم الدين وبعد:
فقد منيت الساحة الدعوية وجل مصابها في مصر،بل في العالم الإسلامي أجمع ظهر يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب لعام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة بأرض مكة المكرمة،برحيل علم من أعلام الدعوة إلى الكتاب والسنَّة على منهج السلف الصالح جملة وتفصيلاً،ألا وهو الشيخ المجـــاهد السلفي القدوة،ناشر السنَّة،أبو عبدالرحمن محمد صفوت نور الدين رئيس عام جماعة أنصار السنَّة المحمدية بمصر،ولا يسعنا في مثل هذا المقام إلا أن نقول {إنا لله وإنا إليه راجعون}[البقرة:156]،اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها،وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا هو حسبنا ونعم الوكيل.
وجماعة أنصار السنَّة المحمدية التي كان يرأسها الشيخ-رحمه الله- غنية عن التعريف فهي منذ أسسها العلاَّمة الشيخ محمد حامد الفقي-أسكنه فسيح جناته-كانت ومازالت-زادها الله قوة ومنعه-الركن الحصين والسد المنيع للذَّب عن سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومحاربة الشرك والبدع ونبذ الشعوذة والخرفات حتى عظم نفعها،والشيخ-رحمه الله-منذ أن أخذ على عاتقه همّض الدعوة صابراً محتسباً يبغي مرضاة ربه عاملاً بقوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}[النحل:125]،محباً لعلماء الأمة،معظماً لجهودهم،مقتدياً بأعلامهم العاملين بالكتاب والسنَّة بفهم سلف الأمة،مشاركاً في توعية المسلمين ومحذّراً من المؤامرات والخطط التي تحاك ضدهم،غيوراً على دين الله عزّ وجل،مظهراً ومقتدياً بسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم،ناطقاً بالحق في مرضاة الله ذاباً بقلمه ولسانه عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،نابذاً للتقليد والتعصب حريصاً على توجيه الشباب إلى العلم الشرعي وتعليمه ونشره مع الرؤية الدقية لأثر هذا العلم في مواجهة التعصب والطيش والعجلة والحماس الذي قد يضر بعموم الأمة ومستقبلها الدعوي،كثير التأكيد على أن معالجة الغلو في الدين أو ما يسمى اليوم بالتطرف،أو الإرهاب لا يمكن مواجهته إلا بنشر العلم الشرعي هكذا عرفناه -رحمه الله-.
وإن كان مما يهوَّن علينا وعلى الأمة المصيبة،هو تذكرنا لمصيبتنا العظمى،ألا وهي مصيبتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم،حيث قال: ((إذا أصيب أحدكم بمصيبة،فليذكر مصيبته بي،فإنها أعظم المصائب)) .
اللهم تقبل عمله،وأسبغ عليه الواسع من فضلك،والمأمول من إحسانك،اللهم أتم عليه نعمتك بالرضا،وآنس وحشته في قبره بالرحمة،واجعل جودك بلالاً ن ظمأ البلى،ورضوانك نوراً له في ظلام الثرى،والله-وحده-الهادي إلى سواء السبيل.
بقلم الشيخ د/سعد البريك-حفظه الله-.
المدرس بكلية المعلمين والداعية المعروف.
|