بارك الله فيكما على هذه الفوائد القيّمة .
وعندي بعض الإضافات لعل فيها ما يفيد :
بالنسبة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فالذي يرى الوجوب فإنه يستدل بحديث الذي فيه أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم : علِمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : (( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .. )) والحديث في الصحيح وفيه أمر والأمر للوجوب ، فإن قيل : الأمر للإرشاد والتعليم ؛ لأن الأمر جاء بعد سؤال يجاب : بأن من الإرشاد والتعليم ما هو من أوجب الواجبات كما في قصة جبريل ، ونعلم أن كثيراً من المشروعات والأوامر لم تبين إلا بعد السؤال كما في قصة المسيء في صلاته عندما قال : لا أعلم غير هذا فعلمني ؟ فعلمه الواجبات والله أعلم .
وهناك حديث آخر فيه الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود وصححه الحاكم ولم أراجعه .
والخلاف في هذه المسألة محتمل وقوي .
بالنسبة للأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سلم تسليمة واحدة فلا يصح منها شيء ، وقد قال ذلك الشيخ المحدث عبدالله السعد في كثير من دروسه والشيخ عبدالعزيز الطريفي في كتابه ( صفة الصلاة ) ص 147 قال : " إلا أنه لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سلم بواحدة ، وإنما كان يسلم مرتين ، وقوله عليه الصلاة والسلام (( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم )) و( ال ) هنا للعهد ، والمعهود من سلامه تسليمتان . " انتهى
وقد قرر استحباب التسليمة الثانية لثبوت ذلك عن جماعة من الصحابة ، ولكني أحببت التنبيه على أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التسليمة الواحدة وضعف أحاديث التسليمة الواحدة أيضاً الشيخ سلمان العودة كما في هذا الرابط :
http://www.islamtoday.net/pen/show_q...--.cfm?id=2038
بل أعل هذه الأحاديث قبلهم وبقوة العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في إعلام الموقعين ( 2/ 272) ط : دار الكتب العلمية .
وكما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن الإحتياط أن يُسلم تسليمتين ؛ لأنه إذا سلم مرَّتين لم يقل أحد من أهل العلم إن صلاتك باطلة، ولو سلَّمَ مرَّةً واحدة لقال له بعض أهل العلم : إن صلاتك باطلة ، خاصة وأن فعله عليه الصلاة والسلام الثابت عنه باستمرار هو التسليمين والله أعلم ، وإن ثبت إجماع الصحابة على استحباب الثانية فالقول قولهم .
نفع الله بك .
ما الدليل على الاقتصار على (( السلام عليكم )) علماً بأن الصيغة المعروفة في السنة والأحاديث (( السلام عليكم ورحمة الله )) وفي الصحيح مرفوعاً (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) وأما ما ورد من بعض الأحاديث وفيه الاقتصار على (( السلام عليكم )) في حديث ابن عمر فإن الراوي اختصر الصيغة والذي يدل على أنه اختصرها أنه جاء في نفس الحديث في طرق أخرى إتمام التسليم وانظر كتاب الطريفي ص 148 والله أعلم .
ولعل ما أوردته فيه فائدة وهو للمناقشة والمذاكرة فقط .