بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كيف تتعامل مع والديك عند كبرهما ؟؟؟؟؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-02-2007, 12:45 AM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
كيف تتعامل مع والديك عند كبرهما ؟؟؟؟؟

.
.
.
.
.

لاشك أن كل إنسان منا أنعم الله عليه بإدراك أبويه على الكبر أحدهما أو كليهما يود لو يعرف الطريق السريع إلى قلوبهما ؛ كي يكون ابناً باراً بوالديه , وقد وجدت الطريق السريع بحمد الله مفصلاً في كتاب الله العزيز لمن كان له قلب أو ألقى السمع .
يقول تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً{23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) الإسراء [ 23-24 ]
فقد بين سبحانه ثلاث طرق لبر الأبوين عند الكبر مرتبة حسب الأولية والأهمية :
الطريق الأول : تليين الكلام وترقيقه لهما , والبعد عن أساليب الغلظة والجفاء , وتجنب رفع الصوت عليهما ولو بغير قصد ؛ لأن ذلك يجرحهما كثيراً .
وهذا الأمر له أهمية كبرى يغفُل عنها كثير من الناس في تعامله مع والديه , فتجده سميعاً مطيعاً لهما في كل شيء , ولكن لديه جفاء في لغته معهما , وخاصة الأم , فلا يرقق لها اللسان , ولا يحاول أن يعطيها من كلمات الرحمة واللين ما يجلب به قلبها .
ولهذا أجد أن بعض الشباب يشتكي من تفضيل والديه أخاه الآخر عليه مع انه أكثر طاعة لهما وقياماً بخدمتهما منه , والسر يكمن أن أخاه له لسان عذب رقيق مع والديه , يتودد لهما بالكلام , ويخفض صوته لهما , وحينئذ يرونه أكثر براً بهما من ذلك السميع المطيع .
وهذا المعنى نجده في الآية الكريمة : ( فلا تقل لهما أف ) أي البعد عن الكلمات الجارحة القاسية ولو كانت يسيرة مثل كلمة ( أفّ ) , ( ولا تنهرهما ) بكلام فيه فوقية عليهما فيجرحهما جرحاً لا يندمل بسهولة , ( وقل لهما قولاً كريما ) ليناً سهلاً تجلب به قلبهما .
فنلحظ أن الآية الكريمة جعلت لموقف الابن من والديه من حيث التعامل اللساني جانبين اثنين :
الجانب الأول : الابتعاد عن الألفاظ الجارحة ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) .
الجانب الثاني : مخاطبتهما بأرق العبارات وأعذبها ( وقل لهما قولاً كريماً ) , وبدأ بالجانب الأول ؛ لأن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
الطريق الثاني : القيام بخدمتهما , ومراعاة حاجاتهما , وشراء الحوائج لهما ولو لم يأمران به , وهذا من كمال البر والإحسان .
وهذا الطريق أشارت له الآية الكريمة بأسلوب مجازي جميل ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) فكأن الأبوين على كبرهما فرخان صغيران وابنهما يظلل عليهما بجناحه ليقيهما عاديات الزمن وغوائله .
وجناح الذل : أي التذلل لهما بالطاعة والخدمة .
الطريق الثالث : الدعاء لهما غيباً أو حضوراً , أي أن يدعو لهما بظهر الغيب في صلاته ومواطن دعائه , أو يدعو لهما في حضرتها لكي يرقق قلوبهما له كأن يقول لوالدته حين تأمره أو تنهره ( الله يغفر لك ) ( جعلك الله في جنات النعيم ) , وكم كان لمثل هذه الأدعية عمل السحر في نفوس الوالدين ورضاهما عن ولدهما ( وخاصة الأم ) .
وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) ففيها تعليم لكيفية الدعاء لوالديك , وتذكير بسابق حقهما عليك حينما كنت صغيراَ , حيث كانا يرققان لك الكلام , ويقومان بخدمتك ليلاً ونهاراً , ويدعوان لك بأن يحفظك الله من غوائل الدنيا وشرورهما . فالآن جاء وقت رد الدين و ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .
وهكذا نلحظ أن الآيتين الكريمتين رتبت لنا طرقة التعامل مع الأبوين عند كبرهما فبدأت بالأهم فالأهم . فنسأل الله أن يعيننا على بر والدينا أحياء وأمواتاً إنه سميع مجيب .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]

آخر من قام بالتعديل أبو محمد النجدي; بتاريخ 09-02-2007 الساعة 02:33 AM. السبب: إضافة الختم
أبو سليمان الحامد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)