|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
اللـيـبـرالـيـون الجـدد والـديـن
لو نظرنا إلى مرحلة التغيير الأوروبي في ما يعرف بعصر التنوير ، لوجدنا أن الناس انقسموا إلى ثلاثة أقسام :- - من تمسك بالكنيسة وبالنظريات اللاهوتية ، ورفض كل حديث عن تحكيم العقل أو إعماله - من حكم العقل بشكل منفرد وبطريقة متطرفة ، مع إهمال كامل للدين وتنكر للكنيسة ومبادئها - القسم الثالث ، هو الذي آمن بفكرة التقدم وفي نفس الوقت تمسك بمفهوم الاستمرارية في النظم التقليدية ، وكان نشوء هذا الفكر نتيجة لثورة العلوم التطبيقية وظهور الثورة الصناعية في انجلترا ، ونتيجة كذلك لحركة النقد الاجتماعي التي قادها فلاسفة عصر التنوير " والتي ركزت على التطور الاجتماعي والثقافي " مما تمخض عنه ثورة سياسية في باريس ولم ترفض فكرة التطور كلياً بل رفضت أجزاء منه ، واشترطت أن يكون التقدم مع المحافظة على النظام الاجتماعي ، وهؤلاء " الليبراليون " الذي حاولوا الجمع بين العقل والنظريات اللاهوتية والكنسية ، أملاً في احتواء الصراع بين العلم والكنيسة ومع التغير الاجتماعي الحاصل ، ظهر لدينا الفكر الليبرالي على استحياء ، إلى أن أصبح اليوم " موضة " لدى بعض الكتاب والمحسوبين على الفكر التقدمي ! لاشك أننا كمجتمع مسلم " معتز بدينه " يرفض أخذ الأفكار كقالب جاهز غير قابل للنظر أو التمحيص ، إلا أن رفض الكل خطأ ، فيجب علينا أخذ المعان الايجابية في الأفكار الأخرى وكل فكر لا يخلو من معان ايجابية ، وفي الليبرالية معان ايجابية كثيرة ، يسوغ للمسلم أن يؤمن بها ويتعامل بمقتضاها ، لأنها لا تخالف المنهج التشريعي للدين الإسلامي ، ولذا فلا عجب " مثلاً " إن قال المفكر فهمي هويدي أو عبدالوهاب المسيري أنه ليبرالي بمفهومها الجزئي ، خلافاً لما ذهب إليه " الليبراليون الجدد " الذين أرادوا أخذ الفكر باعتباره كتلة واحدة لا يمكن انفكاك بعضها عن الآخر لذا فالغلط الحاصل لدى الليبراليون الجدد هذه الأيام " والذي تعبر عنه كتاباتهم وآرائهم " ، أنهم أخذوا تلك الليبرالية بمفهومها الغربي الذي نظر إلى الدين على أنه قابل للتطور ، كأي شيء يتطور من الأدنى إلى الأعلى ، وهذا يتناقض مع كمال الدين " اليوم أكملت لكم دينكم " كما أنهم نظروا إلى النصوص الشرعية على أنها ذات أبعاد تاريخية ، فهي بهذا قابلة للتطور والتغير بشكل نسبي ، وهذا ما يعبر عنه الكاتب الصحفي محمد المحمود حينما يقول : ( لا يمكن أن آخذ مفردة نصية وهذه المفردة النصية تتعارض مع الواقع ثم أتجاهل الواقع ، ثم يتناول الكاتب حديث "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" فيقول: هذا الحديث يؤخذ دائماً في سياق منع المرأة من الولاية العامة ، بينما في التجربة الواقعية نظرنا إلى تجارب ناجحة، من مارغريت تاتشر إلى ملكة سبأ وطبعاً تجارب كثيرة، هذه التجارب أثبتت أن المرأة نجحت أكثر من الرجل السياسي ، فأحياناً نأخذ مفردات نصية من الماضي ، وهذه بوقتها وتطبيقها وتنزيلها على الواقع ممكن تمشي، يعني بمعنى مثل النص : "ولو عليهم" الولاية هنا ما صيغتها، يعني بمعنى في الماضي كان القرار هو للرئيس يتخذه بشكل مفرد بشكل غير استشاري ) وهذا بلا شك تأويل متكلف أدى إلى لوي عنق الواقع والنص معاً فليس صحيحاً أن الحكم قديماً بشكل منفرد ، واليوم هو بشكل استشاري ! ولو كان كذلك فهل ملكة سبأ التي استشهد بها من المعاصرين ! إذاً فالعقل الصريح لا يمكن أن يخالف أو يناقض النقل الصحيح دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
![]() |
![]() |
#2 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
...
أخي الكريم ، إننا حين ننظر بعقولنا و أعيننا إلى واقعنا ثم ننظر إلى ديننا متمثلاً بالنصوص ، فإننا نجد أن البونَ شاسعاً بيننا و بين الليبراليين ( الغربيين ) ، فهم لا يُلامون حينما انتهجوا هذا المسلك ، و ذلك لسببٍ ، و هو أن دينهم - بالشكل الذي قررته الكنسية - لا يُمكن أن يتوائم مع المجتمع و لا العالم الخارجي ، إضافة إلى أنه يفتقد المرونة في تعاطي الأحداث و المستجدات ، و هذا منتفٍ في الإسلام . و إذا نُخضع الليبرالية إلى نصوص ديننا ، فإننا سنُخضع النصوص إلى بروتوكلات الليبرالية .. و أمّا كلام المحمود فأظنه من قبيل الكلام ( الإنشائي ) خصوصاً : بينما في التجربة الواقعية نظرنا إلى تجارب ناجحة، من مارغريت تاتشر إلى ملكة سبأ وطبعاً تجارب كثيرة، هذه التجارب أثبتت أن المرأة نجحت أكثر من الرجل السياسي . و على التسليم بصحته فإنه يُردّ بمثل ما أتيت به جزاكـ الله خيراً .. بارك الله فيك أستاذنا الفاضل ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
![]() |
![]() |
#3 |
هوية صامتة
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
|
مقال رائع جداً ينم عن فكرٍ واعٍ وعن إنسان فاهم .
ولكن لو نظرنا إلى ماحدث في الماضي عند الأوربيون لوجدنا أن الهدف من هذا كله هو إبعاد هيمنة الكنيسة عن الناس ، لأن الكنيسة كانت مهيمنة على كل أمور وشؤون الناس في ذلك الوقت ، فلا يستطيع الفرد العمل أو فعل أي شيء إلا بالرجوع إلى الكنسية ، أدى ذلك إلى نشوء كره لدى كثير من شرائح المجتمع الأوروبي ، ونشوء أفكار ونظريات تحارب الكنسية ، وظهرت التيارات الجديدة في صورتها الحالية . ولكن لو نظرنا إلى المجتمع الإسلامي لوجدنا التوافق والتناغم بين الدين والناس ، ولوجدنا التوافق والتناغم بين الدين والسياسية وبين الدين والحياة وبين الدين وفي كل شيء ، وبهذا عندما ينادي بعض الكتاب ببعض الأفكار أو التيارات مستشهداً بما حصل في أوروبا فإنا نرد كلامه إلى نفسه ، لأن ماحصل في أوروبا لم يحصل لدينا والحمدلله ![]() أشكرك أخي الكريم .
__________________
|
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
الصمصام العزيز المشكلة الحقيقة عند هؤلاء الليبراليين وعند الغلاة " على حد سواء " ، أنهم عجزوا عن انزال النصوص بشكل صحيح على المستجدات والنوازل ، فباتوا يتحسسون تجارب فكرية أو ثورية " زعموا فيها النجاح " فراحوا ينضوون تحت راياتها بتسليم وانقياد ، وهذا ماجعل المتطرفين في أقصى اليمين ، يقابلهم الليبراليون والعلمانيون في أقصى الشمال ، و" الحسنة بين السيئيتين " كما يقول مطرف بن عبدالله أما كلام المحمود الذي وصفته بـ" الانشائي " ، فيصفه هو بـالتأويل ، وأياً يكن فالمشكلة أن مثل المحمود محسوب على الحركة الثقافية ، وله مقالات ينثر عبرها هذه " الانشاءات " ! زادني حضورك ابتهاجا الأخ الصباخ لاتنسى أن الجهل والتخلف والاقتتال كان ينخر في الجسد الاوروبي خلال العصور الظلامية للقارة ، وهذا ماجعل الكنيسة مرجعاً للفكر والثقافة أما التوافق والتناغم الذي قلت أنه حاصل في المجتمع الاسلامي ، فتلك " بزعمي " مثالية زائدة لامحل لها من الواقع ، فالواقع يؤكد وجود انفصام شديد بين الفرد المسلم ودينه ، أو حتى على المستوى الجمعي في السياسة والثقافة ، وحال الأمة المزري في هذا الزمن يقر ذلك ويصدقه التناغم والتوافق موجود في الدين الاسلامي ومصادر التشريع ،،، هذا أمر مسلم به أما تطبيق ذلك على أرض الواقع ، فالمجتمع الاسلامي للأسف لم يأخذ من الدين إلا كثير من الشكليات ، وأحيانا العبادات العملية ، أما المسائل الجوهرية فحدث عن الحسد والغش والحقد والتباغض ولاحرج ، مع أن سلامة الصدر مقصدر عظيم من مقاصد هذا الدين أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا امة ضحكت من جهلها الأمم فهذا الرجل الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " تتبعه عبدالله بن عمروعاشره ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل : "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه" قال عبد الله : هذه التي بلغت بك ( ونزعنا مافي صدروهم من غل ) شرفني تواصل دمتم بود
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 712
|
صدقت أخي الناقد رعاك المولى
فهم كما قلت [ أخذوا تلك الليبرالية بمفهومها الغربي ] وقاموا بالمقارنه ـ إن صح التعبير ـ بين تلك الديانه و الإسلام فقد شابه التحريف و التبديل و أصبحت شرائعهم تستمد من القساوسة و الحخامات إلى أن جاء الإسلام و أشرق بنوره و نشر عدله وأتى كاملاً مستمداً من وحي من الله سبحانه لا من البشر وهم الآن يريدون تطبيق نظريتهم البائسة على الإسلام جزاك الله خيراً أخي
__________________
جاهدتَ نفسكَ والنفوسُ جهادها ** إن لا يهون بعزمها الأصرارُ
. . قال السماء كـئيبة و تجهمـــا ** قلت : ابتسم يكفي التجهم في السماء |
![]() |
![]() |
#6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
أخي ard
شرفني حضورك دمت بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
![]() |
![]() |
#7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|