بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » .. ( قنبلة في مطبخ ) ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-10-2008, 08:53 PM   #1
حَنْظَلَة
عـضـو
 
صورة حَنْظَلَة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: وهل غيرُ بريدة ! ؟
المشاركات: 141
.. ( قنبلة في مطبخ ) ..




بعد منتصف ليلة من ليالي الصيف المقمرة بدت هناك بعض الرياح الموسمية مشتدة في بعض الأحيان ومتلطفة احياناً أخرى ، كان مروان مستلقياً على سريره بعد تعبه من الجلوس على الكرسي وكان مستغرقاً في قراءة تلك الرواية الطويلة والتي حصل عليها مؤخراً بعد وصية أحد الأصحاب وقد غطى نصف جسمه في لحاف خفيف من برودة جو الغرفة بفعل مكيف الهواء قد نصب رجله اليسرى ووضع ساق رجله اليمنى على فخذه الأيسر بمحاذاة الركبة ، وعندما كان يَهِمُّ في فتح أحدى الصفحات بيده اليسرى ، وما هي إلا لحظات حتى إنقطع التيار الكهربائي وعم الهدوء فجأة أرجاء المكان (أوووف وش هالحر ، وبعدين مع شركة هالكهرب اللي ما يعرفون يمدون الكيابل ، الفواتير غالية ولا فيه بنية تحتية مناسبة) تأفف مروان وهو يقول هذه العبارة ، كان جواله مصدر الضوء في تلك اللحظة والذي بواسطته تناول بعض الشموع الموجودة في درج من ادراج مكتبه ليشعلها وبما أنه قد بدأ في قراءة هذه الرواية فقد عاش مع أحداثها لدرجة أنه لم يحاول أن يعرف ما جرى في البيت بعد انقطاع الكهرباء أو حتى أن يشعر بارتفاع درجة حرارة الغرفة فهو لا يستطيع فتح النافدة لوجود الرياح حاملة معها بعض الأتربة إضافة لوجود الشموع بالقرب منه بل إنه قرر استئناف قراءة ما يستطيع من الرواية على ضوء الشموع ؛ سمع صوتاً في الدور السفلي للمنزل فركز نظره في الظلام الدامس نحو الباب محاولاً التأكد من مصدر الصوت والتعرف عليه و لكن ما لبث أن سمع صوت والده ( الله يستر وش هالصوت ) لم يكن من طبع الإبن أن يأتي مبكراً للبيت ولذا فلم يحاول الأب الإستعانة بابنه والنزول للأسفل بل نزل الوالد وحده للدور السفلي بهدوء ، في هذه الأثناء ترك الإبن الكتاب من يده مقلوباً فوق السرير ، وفتح باب الغرفة بحركة سريعة حتى لا يحدث الباب أي صرير ثم أخرج نصف جسده و أخذ يتمعن فيمن حوله مستغلاً ضوء القمر الداخل مع زجاج النوافذ ليرى شبح والده على الدرج المؤدي للدور السفلي نازلاً ويرى أمه واقفة على باب الغرفة ملتحفة بـ جْلاَل الصلاة التي كانت ترتديه أثناء قيامها لصلاة الليل وتدعو الله بـ اللطف والستر و التيسيير ، وبسرعة لحق بأبيه للدور السفلي مع حرصه على عدم إصدار أي صوت ، كان مصدر الصوت يأتي من المطبخ ، أصوات لا تكاد تُميز من صوت فحيح الرياح الداخل من فتحات النوافذ والأبواب الصغيرة ، حاول الأب المشي على رؤوس أصابعه لمعرفة مصدر الصوت ، كانت الأصوات أصوات فتح لأبواب ديكور المطبخ وسحب للأدرج مع إغلاق بشكل خفيف وسريع مع صوت ضرب الملاعق والسكاكين والأشواك بعضها ببعض داخل تلك الأدراج ، لم تكن هذه الأصوات وحدها التي سمعها الأب بل سمع أيضاً ذلك الصوت الذي تسمر الأب في مكانه حينما سمعه للوهلة الأولى حاول الإنصات و الإستماع لعله يكون واهماً ولكن كان الصوت كما سمعه وتوقعه ...


لعلي لا أطيلُ خشية الملل
__________________
حَنْظَلَة غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)