|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
البَكَّاؤونَ .. وَالمَلاحِمُ الرُّومَانسيَّة ..!
![]() البَكَّاؤونَ .. وَالمَلاحِمُ الرُّومَانسيَّة ..! *** شَيءٌ مِنْ بِكُاءٍ مَمْزُوجٌ بِآهَات ، يَصْحبُهَا مَشْهَدٌ لِورُودٍ مُتَسَاقِطٍ تَطَؤهَا الأقْدَامُ ، نِهَايَتَهُ رَجُلٌ يخْرُجُ مُسْرِعَاً مِن بَيْتِهِ يَجُرُّهـُ لِجَامُ غَضَبِهِ بـ " صَبْخَة " قَويَّةٍ عِنْدَ إغلاقِ بَاب بَيْتِهِ ، يَتَخَلَّلَهُ لَقْطَةً لِفِتَاةٍ تُكَفْكِفُ دُموعَهَا وَقَدْ وَضَعَتْ " حَرَّتَهَا " بِعَضِّهَا لإصْبَعِهَا الصَّغير ..! البَكَّاؤُونَ حَالُهم مُزْرِيَة ، وَحُرُوفهم تَتَسَتَّرُ خَلْفَ قِنَاعِ الرِّقةِ والبُكَاءِ في المَلاحِمِ الرُّومَانسيَّة ، وَكَأنَّهم كَائِنَاتٌ خُلِقُوا لِيقْرَعوا الأبْوابَ وَيبْكوا عِنْدَ كُلِّ عَتَبَة ..! حَالُهم حَالُ الذيْ يَتَعَطَّرُ وَثِيَابُهُ مُتَّسِخَة ، أَو كَالطَّبيبِ الذيْ يُشَخِّصُ أَمْرَاضَ النَّاسِ وَهو عَاجِزٌ عَنْ تَشْخيصِ مَرَض نَفْسِهِ ، لَمْ أَجِدَ في حَيَاتِيَ أَتْفَهَ مِنْ عُقولِهِم ، إِذْ أَنَّهُم يُصَوِّرونَ لِحَالِهِم مَا قَدْ فَقَدوهِـ في حَيَاتِهِم ، وَيَتَباكَوْنَ لِيَجْلِبوا النَّاسَ بِعَواطِفِهم وَقُلوبِهِم التي بِغَالبيَّتهَا مُرَمَّمَةٌ بِالأخْشَابِ والحِجَارة ..! إِنَّا لَو نَظَرْنَا إِلى مَيْدَانِ الملاحِمِ الرَّومَانسيَّةِ لَوجَدْنَاهَا تَعَجُّ بِالمُرَاهِقين وَ تَمْتَلئُ بِالنِّسَاءِ ، وَلا عَجَبْ ، إِذْ أَنَّهُنَّ بِخِلْقَتِهِنَّ التيْ خَلَقَهُنَّ اللهُ بِهَا يَمْلئْنَ كِفَّةَ العَاطِفَةِ على العَقْلِ في مِيزاَنِ الحُكْم ، وَ لا مَلامَةَ عَليْهِنَّ بَلْ عَلى عَديمي الضَّمَائِرِ الذينَ يَتَسَلَّقونَ عَلى أَكْتَافِهِن ..! كُلُّهم بِـ مُمَثِّليهِم وَكُتَّابِهِم وَقَطيعِهم الذي يَمْلئُ حَظَائِرَهُمْ ، لَمْ يَكُونوا إِلا مُزَيِّفي عَوَاطِفَ وَقُلوبْ ، وَإلا فَحَقيقَةً قُلوبِهِم مَا هِيَ إلا كَبِِيُوت مَهْجورَة بِالظَّلامِ مَكْسُوَّة ..! إِنَّ البَكَّاؤُونَ بِمَلاحِمِهم الرَّومَانسيَّةُ التي لَطَالَمَا أَظْهَرُوا أَنْفُسَهُم بِهَا بِالمَوْقِفِ المِسْكينِ الضَّعيفِ المَليءِ بِالدُّموعِ وَلو شَاهَدهُم جُمْهورُهم خَلْفَ كَوَاليِسِهِم لَعَلِمُوا كَيْفَ تُسْتَعْمَلُ جِرِاحُهم وَيُتَرَاقَصَ عَليْهَا وَمَصَائِبُ قَوْمٌ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ ..! قَالَ أَحَدُ الغَربيينَ : [ الإعْلامِيُّ يَكْسَبُ شُهْرَتَهُ مِنْ مَآسي النَّاسِ ] وَأنَا أَقُول بِأنَّ البَكَّاؤونَ بِملاحِمِهم الرُّومَانسيَّة يَكْسبونَ شُهْرَتَهُم بِالبُكَاءِ والمُزَيَّفِ على عَواطِفِ النَّاسِ والتَّسَلُّقِ عَلى جِرَاحِهم وَخَاصَّةً مُجْتمَعُ النِّسَاءِ ، وَكُلُّهَا تَصُبُّ في مَجْرى وَاحِدْ . إِنَّ قَنَاعَتي بِأفْعَال هَؤلاءِ مَع قَضَايَا النَّاسْ بِكِتَابَاتِهِمْ وَتَمْثيلِهِم وَحَتَّى قِصَارَ تَعْليقَاتِهِم ، وَبُكَاءِهِم وَعَويلهم مَعَ النَّاسِ ، وَبِوجُوهِهم الأخْرَى يَضْحَكونَ عَليْهَا وَيَتَرَاقَصُونَ وَيَتَشَمَّتونَ بِهَا لَهُو حَالُ القَومِ الذينَ إذَا كَانُوا مَعَ أَقْوَامَاً فَعَلوا أَفْعَالَهُم وَإذا انْصَرَفُوا مِنْهَا بَدَّلوا حَالَهُم كَذِكْرِ اللهِ عَنْهُم : [وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىَ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوَاْ إِنّا مَعَكْمْ إِنّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ] ..! فِي إِحْدَى المُجْتمَعَاتِ العَفِنَةُ مِنْ هَذهِـ المَلاحِم ، والتي لَطَالَمَا امْتَلأَتْ وَتزاَحَمَتْ مَعَارِضُهم في نَشْْرِ غَسيلِ مُجْتَمَعَهِم ، لَيْسَ لِمَصْلَحةِ مُجْتَمَعَاتِهم إِنَّمَا لِمَصَالِحِ أَنْفُسِهِم ، كَشَفَتْ إِحَدى المُشَارِكَاتْ بَعْدََ أَنَّ تَرَكَتْ دَوْرَهَا في المَلْحَمَةِ أَنَّ سَبَبِ تَرْكِهَا لَدَوْرَهَا هُو رَئيسُ فَريقِهِم الذيْ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ دَوْرَهَا مَعَهُ وَهِيَ عَاريَة ..! " وَكُلُّ هَذَا فَيْضٌ مِنْ غَيْض " أَلا تَرَوْنَ أنَّ الذينَ يُعَالِجُونَ القَضَايَا الاجْتِمَاعِيَّةُ هُم مِنْ سُقَّطِ المُجْتَمَعَاتِ تَحْت مُسَمَّى عَالَمُ الفَنَّ وَمَا اَحْتَواهـ هُم بِحَاجَةٍ لِمَنْ يُعَالِجُهم ..! إِنَّ كَلامَنَا لا يَعْني َأبَدَاً بِأنْ نَتْركَ ثَغَرَات في مَجْتَمَعَاتِنَا تَنزفُ مِنْ غَيْرِ إصْلاح ، وَأنْ لا نُعَالِجَ أَخْطَائَنَا ، أَبَدَاً وَلِكْن يَجِبُ أَن يَكُونَ الإْصلاحُ مِنْ أهِل الدِّينِ والذِّمَمِ الآمِنَةِ لا مِنْ سُقَّطِ المُجْتَمَعَاتِ الذيْ تَسَلَّموا الأدْوَارَ بِلِبَاسِهَا وَبيئَتِهَا الفَاسِدَة السَّاقِطَةْ ، وَإلا فَإنَّ المُجتْمَعَاتَ المُسْلِمَةُ مِنْ عَهْدِ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلَمَّ وَهِي تُبْنى سَواءً بِتَصحيحِ خَطأ فيهَا أَو تَجْديدِ عَهْدٍ لَهَا بِأيَادٍ كَريمَة يَمْلئُهَا العِفَّةُ والطَّهَارَة وَالفَضِيلَة ..! *** أَخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطَأ فمِنْ نَفسي وَالشَّيطَانْ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايتِهِ
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|