[محمد الرشودي]

"تأنيب ضمير، أو استفاقة ضمير، واناس بلا ضمائر! وآخرون ضحايا ضمائر مجردة من الرحمة والعطف ، كانت ضحية ضمير أنعدم فيه الاحساس وأضمحلت منه الرحمه ، تقشفت عواطفه وذابت منه المشاعر!

ضمير مظلم! لا قبس من نور ولا شعاع إيمان أو خلق يجلي غسقه وضلمته، ساكن موحش أبكم، فلا صوت يبعث فيه قليل من شفقه! ضمير بقلب تشرب القسوة وتشبع بالحقد الدفين"

أسلمت روحها الطاهرة! لم يتجاوز عمرها الخمسة أعوام! "بابا" لا تزال رقراقة على شفتيها! وقطرات من نبع الأمومة ندية في قلبها الغض!

رحلت لمى الصغيرة بعد أن أغتال روحها وبراءتها بعد أن أنتزعت منه كل مقومات الاخلاق والقيم! لا لذنب إقترفته! ولا لجرم ارتكبته! غير أنها ضحية ضمير .. أنغمس في الانانية وأشتعلت في جوفه نار الحقد والضغينه! بسبب رحلة حياة لم يكتب له أن تكتمل! وأنتهت فصول قصتها على نهاية حزينة بفراق وطلاق تبرأت منه حتى شريعة الغاب!

ولأن أمها تجرعت ألوانا من الضيم والقهر تحت يد ذلك المجرم السفاح! أختارت أن تنجو بما تبقى من أيام عمرها وتبحث عن حياة أكثر أمانا وأستقرار مع "أب" لبنتها وشريك لروحها وحياتها ، بعد أن ضحت بأملها وطموحها وخرجت تجر ثوب الندم بقلب منكسر ملؤه الضيم والقهر!بعد أن سلبها لب قلبها وسكب على حياتها حمم الهم، وألبسها ثوب العزاء بقلبها مرتين! على حياتها وجنة فؤادها .. !

لمى رحمك الله ، وأحسن الله عزاء والدتك ..


وقفه:

ظاهرة تعذيب الابناء وقتلهم أنتشرت في مجتمعنا "المسلم" ولعل من الدوافع التي تقف وراء مثل هذه الافعال الشنيعة هي التبعات التي تنشأ عن افتراق زوجين بالطلاق.. ورغبة طرف بالانتقام من الآخر والضحية فلذات الأكباد! فما هي الوسيلة للقضاء على مثل هذه الجرائم؟ وهل يتحمل المجتمع جزء من المسؤولية ؟ وهل القضاء لدينا عاجز الى حد أنه بات غير قادر على أنتزاع أحكام التعزير وفق الاجتهاد للردع والتأديب ؟!



تحياتي للجميع //