[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

لما خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم ، جعل لكل نفس ما يميزها عن غيرها من الأنفس الأخرى ، و جعل لكل مرحلة من مراحل نموها صفاتٍ و مزايا تختص بها النفسُ في تلك المرحلة بحسب ظروفها و طبيعة تكوينها و بيئتها .

و من هنا أصبح للطفل في سنيِّ عمره الأولى نمط يتميز به عن غيره ، و إذا تقدم به العمر و جاوز سن الطفولة ثم انتقل إلى ما يسمى بالمراهقة ، كانت هذه المرحلة أيضاً موجبة لحدوث تغيرات في السلوك و طرق التفكير و التعامل و ما إلى ذلك ، و هكذا تتقدم الأيام بهذه النفس فتتغير طبائعها مع تغيرات الأيام و تقلبات الأحوال .

و من هنا كان من الطبيعي وجود فجوة نفسية بين فئة و فئة أخرى ، و شخص و شخص آخر عند اختلاف أعمارهم ، و هذا واقع مشاهد أشهر من أن يُذكر و أعظم من أن يُنكر ، و لكن السؤال الذي ينبغي طرحه عند معرفة هذه الحقيقة : هل يمكن التقريب بين فئاتٍ عمرية متفاوتة ..؟ أو بالمثال : هل يمكن تقريب الفجوة الحادثة جراء اختلاف الأعمار و البيئات ..؟

في نظري أن الإجابة هي : نعم . و تحقيق هذا إنما هو مهارة تستدعي الدربة و المران ، و اكتساب قدر من المعارف و الانفتاح على بيئات مختلفة ليسهل بذلك التقارب و نبذ الفجوة الناشئة من هذا التفاوت . و المرء الذي يسد هذه الفجوة التي أشرتُ إليها يعتبر إنساناً ناجحاً في مجال العلاقات و بهذا النجاح يحقق من الغنائم و الفوائد الكثيرة التي يمكن من خلالها أن ينفذ إلى الكل ، و يتحقق قبول الناس له ، باختلاف شرائحهم و طباعهم و أنماطهم و أعمارهم ، ثم بعد ذلك يستفيد منهم ليس في المجال الدنيوي فحسب ، بل حتى في المجال الأخروي ( الدعوة ) إذا استغل القبول الذي يلقاه من الناس .

هذه المهارة ( مهارة تنوع النفس ) و تعددها ، تدعوك أن تكون ذكياً في استغلال المواقف ، بل و استدعاء المواقف التي تقربك من غيرك ممن لا يطابق تفكيره تفكيرك ، و يلزم من هذا أن تكون نفسك نفسُ ( شيخ طاعن في السن ) ، ثم بمهارةٍ و خفة ، تنتقل لتكون ( طفلاً سطحياً ) في حديثك و في لعبك و مرحك ، ثم تنتقل ، بعفوية إلى ( الجدية و التدبير ) ، و هكذا تتنوع روحك ، و تتجدد لتكون ناجحاً مع الكل ، و مفيداً للكل ، و مستفيداً بالكل .

كم مرة أُجبرتَ على الجلوس مع جَدِ صديقكَ ، أو مع أبيه ، ثم بعد السلام في أول اللقاء دب الملل لنفوس الجميع و خيم الصمت على المجلس ، حتى تمنى كل منهما أن يكون بينه و بين جليسه بُعد المشرقين ، و دعوا الله أن ينفض هذا المجلسُ عاجلاً غير آجل ؛ و كل هذا بسبب التنافر الذي نشأ من اختلاف الأنفس ، و لكن هناك من يوطن نفسه و يربيها على أن تكون نفسه ( أكثر من واحدة و روحه متنوعة ليست واحدة ) بل هي أرواح و أنفس ينتقي منها كيفما يشاء .

لا مانع أيها القارئ الكريم أن تسارع من الآن في التعرف على ما يتجاذبه كبار السن في مجالسهم ، و تتعلمه لتكون في أحد الأيام واحداً منهم بطبعك كي تأنس بهم و يأنسوا بك ، و كذلك لا مانع من تعلم ما يشد المراهقين مما يستهوونه و يرغبونه ، حتى يكون مدخلاً لك عليهم كي لا تملهم و لا يملوك ، و كذا الحال مع الأطفال ، و مع النساء من قريباتك ..

فجدد روحك ، و نوعها ، فهذا دليل نجاحك .. إن أردت أن تكون صديقاً للكل ..

أترككم في رعاية الله ..

أخوكم / عبدالله

[نبوغ الفكر]

.

جميل ورائع هذا الطرح ..


ولا ننسى أيضاً مع جميع هذه الفئات أن نتمكن من فن الاستماع إليهم مع معرفة اهتماماتهم .. كما ذكرت ..!


سأكون سعيداً جداً إذا امتلكتُ مهارة [ تنوع النفس ] ..!


موفق بإذن الله

.

[هايين]

مدهش

ان تفهم نفسيه من حولك وتتحول لتتفاهم معهم

(تنوع النفس )

شكرا لك

[الـصـمـصـام]

نبوغ الفكر /
فنون عديدة ، و كثيرة تندرج تحت العنوان الكبير : فنون التعامل مع الناس
وهو عند التحقيق سير على منهاج نبوي ، و قد فاتني أن أشير إلى هذا في ثنايا الموضوع ، و لكن حسبي أن هذا الأمر مستقر دون إشارة ..
أشكرك حبيبي أبو البراء على هذه الإطلالة و المبادرة ..

[غـــلـــوز]

..
..
..


فجدد روحك ، و نوعها ، فهذا دليل نجاحك .. إن أردت أن تكون صديقاً للكل ..

أســلــوب رائــع : )



أشــكـرك أخــي عـبـدالله عــلــى حسن الطرح , واعجبني الموضوع أذا تسمح لي بالنقل إلى منتدى آخر ...



..
..


دمت بود

[بدر بن عبدالله]

أشكرك يا أبا عبد العزيز على هذا الموضوع الأكثر من رائع وكذلك الطرح،

كثير من الناس يفتقد إلى هذه المهارة، فتجده على نمط واحد في جميع تعاملاته
مع الناس، سواءً كان مع الصغير أو المراهق أو الكبير، ولذلك تجد الناس تحب
الشخص الذي يكون قريباً من تفكيرهم مع أنه شخص متعدد الشخصيات، ولذلك
تجد الناس تحب الشيخ سليمان الجبيلان لأنه شخص مرح وقريب لفئة الشباب
وينزل إلى تفكيرهم، ويصنع جو الإمتاع في موضع الجد، فتجده في محاضرة
توجيهية ولكن محاضرته لا تخلو من الدعابة، وهذا الأمر ينبغي أن يتنبه إليه
الدعاة ( وهو اتقان هذه المهارة ) لأنهم يقابلون فئات عمرية مختلفة ولكل فئة
تفكيرها الخاص، فعلى الداعية أن يحسن التعامل مع هذه الفئات المتنوعة ولا
يكون هذا الشيء إلا بإتقان هذه المهارة.

أشكرك يا أبا عبد العزيز مرة أخرى على هذا الموضوع الجميل.

وتقبل مروري.

* ودمت بود.

[الـصـمـصـام]

هايين /
أشكر لك هذه المتابعة ، و أسأل الله أن تؤتي ثمارها لكاتبها و قارئها ..
وفقك الله .

[| يحيــى فقيـــه |]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام لا مانع أيها القارئ الكريم أن تسارع من الآن في التعرف على ما يتجاذبه كبار السن في مجالسهم ، و تتعلمه لتكون في أحد الأيام واحداً منهم بطبعك كي تأنس بهم و يأنسوا بك ، و كذلك لا مانع من تعلم ما يشد المراهقين مما يستهوونه و يرغبونه ، حتى يكون مدخلاً لك عليهم كي لا تملهم و لا يملوك ، و كذا الحال مع الأطفال ، و مع النساء من قريباتك .. فجدد روحك ، و نوعها ، فهذا دليل نجاحك .. إن أردت أن تكون صديقاً للكل ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
صدقت أخي عبد الله أن هذا الأسلوب فن ولا يستطيعه أي أحد ، فمن وفق له فقد وجد خيرأ كثيرأ .
غير أن لي إضافة وهي من وجهت نظري أن التعددية في هذه النفس وهي فن من فنون التعامل مع الآخرين ، قد يظن القارئ أن الشباب الكبار يحق لهم الجلوس مع ( المردان ) الصغار وأخذهم في سياراتهم والتجول بهم والخلوة بهم بحجة التعددية في النفس ، وهذا الأمر يلتبس على كثير من الشباب وفيه محاذير شرعية وقد حذر العلماء من الخلوة بالأمرد ، وأحسنت فيما كتبت وخاصة فيما ذكرت أعلاه .
هذا ما أحببت الإشارة إليه . أتمنى أن لا أكون خرجت عن الموضوع الخروج الذي يُذهب روعته .
فلك مني كل التحايا والتقدير ، على موضوعك الذي يستحق أن يقرأ .
لك مني أجمل تحية .

[الـصـمـصـام]

غـــلـــوز /
حيّاك الله أيها العزيز الحبيب ، و لك الحرية في نقل ما تشاء حيث تشاء ..
وفقك الله لكل خير ..

[الـصـمـصـام]

كربة النخلة /
بعضهم يعتقد هذا الثبات رسوخاً في الشخصية ، و لكنه في نظري إلى الضعف أقرب ، فما أجمل التجديد و التنويع
و أما ثبات الشخصية على نمط واحد ، فهو مدعاة للمل ، و مجلبة للسآمة ..
شكراً أبا فيصل .

[كيمياوي]

طرح جميل أخي عبد الله ولا شك أن أول من يحتاج لهذه المهارات هو الاب مع أبنائه والابن مع والديه وجده وجدته والمعلم مع طلابه والعكس إنه أسلوب حياه وترابط ليس بغريب على ديننا و مجتمعنا لكننا صرنا نحن الغرباءشكرا لك وفي انتظار المزيد


مـع كامل ووافر الحــب والتقدير لمن يمتـلك وعياً كافياً ؛
يـجـبر قلمي على الاحترام..

[سوالف]

لا مكن أن يعيش الناس بهذه الحياة بغير تجديد منضبط بأحكام الشرع . .
عن أبي هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها » . قال أبو أحمد : قال محمد بن علي بن الحسين ، سمعت أصحابنا يقولون : كان من المائة الأولى عمر بن عبد العزيز . وفي المائة الثانية محمد بن إدريس الشافعي . قال الشيخ أحمد : وروينا عن أحمد بن حنبل أنه قال : فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة . وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى

[الـصـمـصـام]

أبو معاذ والبراء /
النجاح في العلاقات يعني بناؤها على أسس سليمة ، لا على أهداف و مقاصد تحول بين الإنسان و كرامته ، و بهذا يكون النجاح ، كما أن العاقل الحصيف ينأى بنفسه عن وضعها لقمة يلوكها الواشون و الشامتون و ميسؤوا الظنون ، إذا تقرر هذا علمنا أن ما أشرتَ إليه بالنبيه ليس من النجاح الذي نرومه في شي ، أشكرك على البيان و التنويه ..

مرورك جميل لا أستغني عنه دائمًا..

[[ لــمّــآح ]]

كــــلام رائع ..


أقف إجلالاً لقلمك المبدع .


شكراً لـك