بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وقفات في آيات الحج ,,, حلقات متجددة .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-10-2011, 05:31 PM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
وقفات في آيات الحج ,,, حلقات متجددة .

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد

فهذه وقفات لغوية وبيانية في بعض آيات الحج أجعلها على حلقات هنا , لتسهل قراءتها , سائلا الله تعالى أن ينفع بها , وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .

الحلقة الأولى :


قال الله تعالى : " {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} (197) سورة البقرة



وقفات حول هذه الآية الكريمة :

الوقفة الأولى : تكرار لفظ الحج ثلاث مرات , وهو في كل موضوع يختلف دلالته عن الموضع الذي قبله .

فالحج في الموضع الأول : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) المراد به : زَمَن الحج , وبين سبحانه أنه : أشهر معلومات , تبدأ من عيد الفطر المبارك , وتنتهي بآخر يوم من ذي الحجة , وقيل , تنتهي في اليوم الرابع عشر من ذي الحجة , وهو آخر أيام التشريق .

والحج في الموضع الثاني : ( فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) المراد به : الإحرام بالحج , أي من دخل في النسك , والدخول في نسك الحج يكون بالإحرام .

والحج في الموضع الثالث : ( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) المراد به : أعمال الحج , أي لا رفث ولا فسوق ولا جدال أثناء أداء الفريضة .

ومع تكرار لفظ الحج ثلاث مرات إلا أن القارئ لا يحس بأثر هذا التكرار , فلا تلحقه السآمة ولا الضجر , لما يُلْقَى في رُوعِه من جلال اللفظ , وتغاير المعنى .

الوقفة الثانية : الحج ليس واجباً على الجميع كل عام , بل هو مرة واحدة على المستطيع , بدليل قوله : " فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ " والمعنى : أن مَن دَخَلَ في النُّسُكِ فَعَلَيْهِ الابتعادُ عن كذا وكذا , ويُفْهَمُ منه : أن هُناك أُنَاسٌ لن يدخلوا في النسك , ولن يفرضوا الحج .

الوقفة الثالثة : الحج تربية وتهذيب للنفس من أدران السيئات , والأخلاق الفاسدة : ( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) .

وجاء النفي هنا بلا النافية للجنس ( لا رفثَ , لا فسوقَ , لا جدالَ ) ليكون النفي أعم وأشمل لجميع الأنواع التي يمكن أن تدخل تحت أي صنف من الأصناف الثلاثة المذكورة في الآية , والنفي يستلزم النهي , ولكن جاء التعبير بالنفي بدلا عن النهي – والله أعلم - لتكون الآية تصويراً مثاليا لما يسير عليه الحجاج , فهي تنفي وجود ما يمكن أن يخلّ بحجِّهم , لتبين أن الأصل في حج المسلمين كمالُ الأخلاق , وتمامُ النسك .

الوقفة الرابعة : على كثرة عدد الحجاج إلا أنهم لن يعجزوا الله تعالى حفظا وعلما , فكل تحركاتهم وأقوالهم وأعمالهم يعلمها الله تعالى : " وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ " , فتأكد أنك مهما فعلت من الخير ولو كان يسيراً في الحج فإن الله يعلمه وسيجازيك عليه , ولن تختلط عليه الألسنة واللغات .. سبحانه وتعالى .

الوقفة الخامسة : التقوى أساس الحج .

ختم الله هذه الآية بالأمر بالتقوى , لأن الحج سبب للتقوى , فهو الطاعة العظيمة التي يطيع الإنسان فيها ربه , ولو كان فيه مشقة على نفسه .

والتقوى ارتبطت بالعبادات كلها : الصلاة والزكاة والصوم والحج .

ففي الصلاة والزكاة يقول تعالى : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ , الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (3) سورة البقرة .

وفي الصوم يقول سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة

وفي الحج هذه الآية الكريمة .

وقد بين سبحانه أن التقوى خير زاد للمسلم الذي يرجو ثواب الله , وهي خير دليل على كمال عقل المسلم ( يا أولى الألباب ) .أي : يا أولى العقول .



والله تعالى أعلم .

ملاحظة : يسعدني قراءة أي نقد أو إضافة .

أبو سليمان 1/12/1432هـ

__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  


قديم(ـة) 28-10-2011, 08:13 PM   #2
غدا أجمل*
عـضـو
 
صورة غدا أجمل* الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: الريــــــــــــــــاض
المشاركات: 271
وقفات مفيده
جزاك الله خير
__________________
عندما اقرا قوله تعالى
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وأقـــــــــــــــول: من أنا حتى يذكرني صاحب العظمـــه...
فأذكر الله"!
سبحان الله والحمدلله والله اكبر
لاالاه الاالله
سبحان الله وبحمده
لاحولا ولا قوه الا بالله
غدا أجمل* غير متصل  
قديم(ـة) 28-10-2011, 08:27 PM   #3
قــراقــوش
Guest
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
البلد: في كل مكان
المشاركات: 35
جزاك الله خير أولا أخوي بل والدي كبير المحايدين

وجهدك واضح والله يوفقك لما يحبه ويرضاه.

عندي استفسار

اقتباس
( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )

أنت فسرتها ووضحتها بعدها على طول وقلت :

اقتباس
لا رفث ولا فسوق ولا جدال


فمثل الي جالسين عند البحر وحولهم خضره وأشجار قالوا لبعض واحد يصف لنا مانحن فيه ..

فقام أحدهم فقال .

كأننا والماء حولنا .. قوم جلوس وحولهم ماء


دعابه بسيطه سيدي


لكن استفساري

أنا أسمع دايم العبارات هذا

رفث وفسوق وجدال

فما معناهن عربيا؟؟

ولك جزيل الشكر على مجهوداتك الواضحه





قــراقــوش غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 01:40 AM   #4
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها غدا أجمل*
وقفات مفيده
جزاك الله خير

شكرا أختي الكريمة أجمل ...

وفقك الله .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 01:50 AM   #5
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

شكرا لك أخي قراقوش على إطلالتك فقد شرفتني ..

وأحترم نقدك عزيزي , ولكن ربما لو أعدت قراءة الموضوع لاكتشفت أنه لا يوجد تكرار ولا إعادة ,,,

أما الرفث : فقيل هو الجماع لأن الحاج ممنوع من قرب النساء , وتفسير الرفث هنا بالجماع موافق لقوله تعالى : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم "

وقيل : هو الكلام الفاحش , وأشده ما كان في النساء ودواعيه .

والفسوق : هي المعاصي بشكل عام وهو قول مجاهد وعطاء وطاوس وعكرمة وسعيد بن جبير وخلق كثير من المفسرين .

وقال آخرون : الفسوق هو السباب , قال به ابن عباس وابن عمر وابن الزبير والحسن والنخعي ,, ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : " سباب المسلم فسوق "

ويرى ابن جرير بأن الفسوق هو ارتكاب محظورات الإحرام خاصة .

ورجح ابن كثير القول الأول , ولعلك تراجعه لتستفيد من كلام ابن كثير , ففيه كلام نفيس .

أما الجدال فهو معروف , وهو المراء ... لأن الجدال غالبا ينتهي بالخصومة ...

تحية لك أخي العزيز .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 02:42 AM   #6
قــراقــوش
Guest
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
البلد: في كل مكان
المشاركات: 35
مشكور على التوضيح أخوي كبير المحايدين

وبارك الله بعلمك وعملك أنت انسان مفيد والانسان المفيد يستحق ان يسمى انسانا

مشكووووور.
قــراقــوش غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 03:48 AM   #7
صاحبة الامتياز
عـضـو
 
صورة صاحبة الامتياز الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
البلد: |~ للـتـميـــز عـنــــوان ~|
المشاركات: 5,000







~ جزاك الله خير

وجعله الله في موازين حسناتك ~





***
__________________



إلهِي أظلّنِي بـ بُذورِ الأَمل وَ حثيثِ الدّعاءْ .!
صاحبة الامتياز غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 07:32 AM   #8
اِنْزِواء ،
عـضـو
 
صورة اِنْزِواء ، الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
البلد: بريدة.
المشاركات: 1,910
جزآكـ الله خيــر . .
زآد روحي ممتع
__________________
[FLASH="http://up.7cc.com/upfiles/Ey096011.swf"]width=480 height=320 t=1[/FLASH]
اِنْزِواء ، غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 07:39 AM   #9
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

قراقوش : شكرا لعودتك , وحياك الإله .

صاحبة الامتياز : شكرا لك .

راما : شكرا لك أيضا .


__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 07:40 AM   #10
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

الحلقة الثانية :

قال تعالى : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ , فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (97) سورة آل عمران

التعبير بالبيت هنا : فيه دلالة على ما يضيفه البيت لساكنيه أو زائريه من الأمن والأمان وطمأنينة النفس والاستقرار , فهو أول بيت تهوِي إليه القلوب { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ } (37) سورة إبراهيم .

ومن المعلوم أن بيوت الناس لها حُرْمَةٌ وفيها الطمأنينة والسكن والأمن{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } (80) سورة النحل , فهذا حال البيوت التي يصنعها الناس وتضاف إليهم , فكيف بالبيت الذي وضعه الله وأضيف إليه حين يقال : بيت الله ؟؟

وقوله سبحانه : " أول بيت " اختلف العلماء على قولين :

فقال بعضهم : إنه أول بيت على الإطلاق وجد على الأرض قال به عبد الله بن عمر ومجاهد والسُّدِّي .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والضحاك : إنه أول بيت وضع للناس مباركاً , فالأوليّة في قوله ( أول ) متعلقة بالحال ( مباركاً ) تعلقا معنويا وليس إعرابياً .

ورجح ذلك ابن كثير .

وقوله " للناس " اللام فيه للتعليل أي لهداية الناس جميعاً , فالبيت وضع من أجلهم .

وإما أن تكون لشبه الملك أي أن البيت لهم يتعبدون فيه .



" للذي ببكة " : اللام الداخلة على الاسم الموصول تفيد التوكيد , ويؤتى بها بعد ( إنَّ ) زيادة في توكيد الخبر , وتسمى المزحلقة .

ببكة : البكُّ هو الزحام والضيق , وسميت بذلك لازدحام الناس فيها , وقد سمى الله مكة في القرآن بعدة أسماء : " مكة , وأم القرى , والبلد الأمين , البلدة " ولكن التعبير هنا جاء بفلظ ( بكّة ) لأن الحديث سيكون عن الحج وفرضيته على الناس , وهو موسم الزحام والضنك , فناسبَ اللفظُ الحال والسياق .

" مبارَكاً " حال من الاسم الموصول " الذي " , وقد بارك الله في البيت الحرام من جميع النواحي , فجعله قبلة للمسلمين حتى قيام الساعة , وجعله مكانا لنزول وحيه , ومبعث خير أنبيائه , ومبنى خليله .

والبركة في هذا البيت باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , بركة في الدين والمال والنفس والصحة والوقت .

" وهدى للعالمين " هدى : معطوفة على مباركاً , ولعله من عطف الخاص على العام , لأن الهداية جزء من البركة , من بركة البيت الحرام أن جعله الله هداية للناس , يصلون إليه , وينبع منه نور الوحي , ويأوي إليه سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .

وقدم البركة على الهداية لأن البركة في البيت الحرام من عند الله تعالى ولهذا عبر عنها باسم المفعول , أي أن الله تعالى جعله مباركاً , وأما هدى فهو مصدر أسند إلى البيت نفسه , أي وهدىً هو للعالمين , وتقديم ما كان من عند الله أولى وأجل .

وكلاهما من عند الله ولاشك , ولكن المسألة هنا مسألة لغوية , فالمبارك اسم مفعول أسند لما لم يسم فاعله , وأصل فاعله لو سمي هو الله تعالى , فوجب تقديمه .

وأما هدى , فمصدر مبني للمعلوم , وفاعله ضمير يعود على البيت , فوجب تأخيره

والله تعالى أعلم بالصواب .

قوله تعالى : " فيه آيات بينات "

الضمير في كلمة ( فيه ) يعود إلى البيت , والآيات البينات : هي العلامات الظاهرات على شرف هذا البيت وقدسيته , ومنها : مقام إبراهيم , والحجر الأسود , والحطيم , وزمزم , والمشاعر كلها .. [ تفسير البغوي ]

قوله سبحانه : " مقام إبراهيم " للعلماء في إعرابها أربعة أقوال :

الأول : أنه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير : " منها مقامُ إبراهيم " .

الثاني : أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : " بعضها مقام إبراهيم " .

الثالث : أنه بدل بعض من كل من كلمة ( آيات ) .

وهذه الأعاريب الثلاثة ترجع إلى معنى واحد , وهو أن المقام بعض الآيات وليس كلها .

الرابع : أنه عطف بيان ,, وهذا إعراب الزمخشري . ومعناه حينئذ إن الآيات هي المقام نفسه . لأن عطف البيان يأتي بيان لما قبله فيكون هو هو .

وضعف العلماء القول الرابع لاعتبارات معنوية بأن المقام جزء من الآيات وليس هو الآيات كلها , ولاعتبارات نحوية بحتة مذكورة في كتب النحويين .

" ومن دخله كان آمناً " الضمير في " ومن دخله " يعود إلى البيت , وليس إلى المقام , فالمراد أن من دخل البيت فهو آمن , وهذا استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا } (126) سورة البقرة , وكما قال عليه الصلاة والسلام عام الفتح : " من دخل البيت فهو آمن " .

والتعبير بقوله : " كان " وهي تفيد الكينونة المطلقة التي لا ترتبط بزمن معين , وقوله ( آمناً ) جاءت بصيغة اسم الفاعل , وصيغة الاسم تدل أيضا على الثبوت والاستمرارية , وهي صفة ثابتة في الحرم بإذن الله تعالى , ولهذا من أراد أن يخرق هذه الصفة الثابتة فإن الله تعالى يصب عليه العذاب الأليم : " { وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (25) سورة الحـج



ثم لما ذكر الله تعالى ميزات هذا البيت العتيق ( أول بيت وضع للناس , مبارك , هدى , فيه آيات بينات , فيه مقام إبراهيم , من دخله كان آمنا ) أنزل الله تعالى فرضية الحج إليه والزيارة لهذا البيت العتيق الذي هذه صفاته , فصارت صفة سابعة له .

ومعنى قوله : " ولله على الناس " أي ولله فرض واجب على الناس .

وهذا الأسلوب من أقوى أدلة الوجوب والفرضية , كما تقول : لله عليّ أن أفعل كذا , فهذا أسلوب نذر عظيم .

حج البيت : الحج هو الزيارة في اللغة .

والبيت : ( ال ) هنا للعهد الذكري : أي البيت المذكور آنفاً .

ولأن زيارة البيت لن تكون بميسور الناس كلهم جاءت رحمة الله هنا بالتخصيص بعد العموم " من استطاع إليه سبيلا " أي أن الحج لا يجب إلى من وجد الاستطاعة , ووجد السبيل الموصل إلى البيت العتيق .

و( مَنْ ) هنا من قوله : " من استطاع " بدل بعض من كل من كلمة " الناس "

والتعبير بالناس هنا , والحج واجب على المسلمين فقط , ولا يجوز إلا من المسلمين فقط دليل على أن المسلمين هم الناس الحقيقيون وحدهم كما قال الشاعر :

وإن الذي حانت بفَلْجٍ دماؤهم ,,, هم القوم كل القوم يا أم خالدِ



( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) :

أي ومن كفر بالبيت العتيق كُفْراً بأهميته , وكُفْراً بوجوب الحج إليه , وكفراً بعظمته , فإن الله تعالى غني عنه , كما قال سبحانه : {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } (7) سورة الزمر .

وناسب أن يذكر غنى الله تعالى عن الكافرين هنا بأن الله تعالى لم يوجب الحج على العباد لأنه محتاج إليهم سبحانه , بل ليعبدوه ويوحدوه , والحاجة في النهاية عائدة إليهم , فهم الفقراء إليه , وإلا فهو الغني جل جلاله , ولو اجتمع الناس قاطبة على عبادته فلن ينفعوه بشيء , ولو اجتمعوا كلهم على الكفر به لم يضروه بشيء .



والله تعالى أعلم .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 02:23 PM   #11
مـغـتـرب
.. فُــرٍجَـــتْ ..
 
صورة مـغـتـرب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
البلد: خارج الخدمة مؤقتا-أعتذر
المشاركات: 3,091
فوائد جميلة ووقفات مباركة
نفع الله بك
وجزاك الله خيراً
__________________
سبحان الله وبحمدهـ
مـغـتـرب غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 08:05 PM   #12
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

شكرا لك أخي مغترب على إطلالتك وتشريفك .


__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
قديم(ـة) 30-10-2011, 10:44 PM   #13
أبورامي
عـضـو
 
صورة أبورامي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
البلد: بريدة
المشاركات: 8,223
جزاك الله خير
أبورامي غير متصل  
قديم(ـة) 02-11-2011, 02:04 AM   #14
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
شكرا لك أخي أبا رامي .



الحلقة الثالثة :
قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ , وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (26-27) سورة الحـج .
( وإذْ ) إذْ : هنا ظرف لما مضى من الزمان وهو معمول لفعل محذوف تقديره : " واذكرْ إذْ بوأنا " وهذا العامل يقدر في مثل هذه الآيات , والدليل على هذا التقدير قوله تعالى : {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ } (26) سورة الأنفال .
( بَوَّأْنا ) أي هيّأْنا , وجَعَلْنا ووطَّأْنا , والمراد : سهَّلْنا لإبراهيم تحديد مكان البيت , وهيّأنا له العثور على مكانه بعد أن رفع بعد الطوفان ( كما يقول أهل التفسير )
( مكان البيت ) أي مكان الكعبة , والبيت المراد به هو الكعبة كما قال تعالى : {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ } (97) سورة المائدة .
( أنْ لا تشرك بي شيئاً ) أنْ هنا تفسيرية لعلة التّبْوِئَة وتحديد مكان البيت , والمراد أن تيسير الله لإبراهيم مكان البيت يراد به الإخلاص لله تعالى ونبذ الشرك .
وقوله ( شيئاً ) نكرة في سياق النهي فتكون عامة لكل ما يمكن أن يُشْرَكَ به مع الله تعالى , فالآية تنهى عن كل الشرك صغيره وكبيره , ظاهره وباطنه .
قوله تعالى : " وطهِّرْ بيتي .. ) المراد تطهيرها من الأوثان والأصنام , وقيل من كل دَنَسٍ , وفي إضافة البيت إلى ضمير المتكلم العائد إلى الله تعالى تشريف لهذا البيت , وبيان علة التطهير من الشرك , وأنه بيت الله تعالى , المنَزَّهِ عن الشرك سبحانه .
( للطائفين ) للذين يطوفون بالبيت .
( والقائمين ) أي القائمين في للصلاة والعبادة .
( والركع السجود ) جمع : راكع وساجد , والمراد المصلِّين .
فهذه ثلاثة أوصاف للمصلين : " القائمين , الركع , السجود "
وهذا دليل عظيم على فضل الصلاة بشكل عام , وفضلها قرب البيت العتيق بشكل خاص .
والتعبير باسم الفاعل هنا " الطائفين , والقائمين , والركع السجود " دال على ثبوت الصفة في هذا البيت , لأن اسم الفاعل يدل على الدوام , وهذا دليلٌ على أن البيت لا يخلو من طائف أو قائم أو راكع أو ساجد .
وهل الطواف بالبيت أفضل أم الصلاة عنده ؟
خلاف بين أهل العلم .
فالذين قالوا بأفضلية الطواف استدلوا بتقديم الله له هنا وفي سورة البقرة " { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (125) سورة البقرة .
ولأن الطواف لا يمكن أن يكون إلا بالبيت , فمن كان قرب البيت فالطواف به أولى لأنه لن يتمكن من الطواف في غير هذا الموضِع , في حين أن الصلاة تتم في أي مكان في الدنيا .
والقائلون بأفضلية الصلاة بأن الله تعالى خصها بثلاثة أوصاف " القائمين , والركع السجود " .
وما كان مذكورا بثلاثة أوصاف أفضل مما ذكر في وصف واحد .
وتوسط بعضهم : فقال إن كان من أهل الأمصار فالطواف له أفضل , وإن كان من أهل مكة فالصلاة له أفضل .
والخلاف مذكور في كتب الفقه والتفسير كما أشار إليه ابن كثير في تفسيره عند آية البقرة .
والآية ردٌّ على قريش الذين ملؤوا البيت أصناماً وأوثاناً , بأن الله تعالى أمر إبراهيم وهو الذي بنى البيت بأن يطهرها من كل رجس , وأن يطهرها من الأصنام والأوثان , فكيف تدنِّسُونَه بها , وأنتم الذين تزعمون تعظيمَهُ وسدانتَه ؟
فلما تجهز البيت بناءً وتطهيراً لقاصديه جاء دور العبادة العظمى التي يحتضنها البيت العتيق , إنه الحج الأكبر , والزيارة العظمى لهذا البيت الكريم لأداء الأنساك تعبدا لله وتقربا إليه , وحيئنذٍ أمر الله تعالى نبيّه إبراهيم أن ينادي الناس بالحج .
( وأذِّنْ ) أمرٌ بالأذان , وهو في اللغة الإعلام , أي قُمْ بدور الإعلام الصوتي لجميع الناس بأن الله تعالى شَرَعَ لَهُمْ الحجّ فليحجوا .
ومن إكرام الله تعالى لخليله إبراهيم أن جعل الناس يستجيبون لهذا النداء العظيم , الذي بلَّغه الله الآفاق , فأصبحوا يأتون أفواجا من كل مكان .
ولذلك قال : " يأتوك " أي إذا أذَّنْتَ فإن المحصلة لهذا العمل أنهم سيأتونك على الحال التي وصفتها الآية .
والفعل ( يأتوك ) مجزوم بحذف النون لأنه جواب الطلب ( أذِن ) , وجاء الجواب مضارعاً للدلالة على تجدد هذا الإتيان , وأنهم سيأتون ويأتون في كل وقتٍ وآن , وأنه سيذهب أناس ويأتي آخرون حتى يرث الله الأرضَ ومن عليها .
وفي التفسير أن إبراهيم عليه السلام سأل ربه : كيف يؤذن في الناس كلهم وصوته لا يبلغهم , فأخبره الله تعالى أن عليه الأذان وعلى الله البلاغ .. رواه ابن جرير عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما .
وهذا فيه دليل عظيم على فعل الأسباب , وأن الله تعالى يجري على عباده أسباب الأعمال , حتى ولو كانوا أضعف من القيام بها كلها , ولكنه سبحانه يعلمهم العمل والدأب وعدم الاتكال , وإنما بالتوكل على الله والقيام بما نيط بهم من عمل ولو كان يسيراً .
ومثل هذا قوله تعالى لمريم : {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (25) سورة مريم
فالله تعالى قادر على أن يساقِطَ الرطبَ على مريم ولو لم تهز النخلة , ولكنه أراد لمريم أن تفعل السبب فتهز النخلة ولو باللمس , لأنه كيف بامرأة فيها المخاض وآلام الطلق والولادة أن تهز جذع نخلة , ومن المعلوم أن جذع النخلة من أقوى جذوع الأشجار الموجودة على وجه الأرض .
ومع ذلك أمرها بأن تهز قدر استطاعتها , لما ذكرنا , وهو ما فسره الفاروق بقوله لمن بات في المسجد لا يعمل ولا يسعى في الرزق : أما علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ؟
( رجالاً ) أي يمشون على أرجُلِهم , فهي جمع ( راجِل ) وهو الماشي , وليس جمع ( رجل ) كما يتوهم بعض العامة . وإعرابها ( حال منصوبة ) .
( وعلى كل ضامر ) الضامر هي الناقة الهزيلة ,, من ضمور البطن أي هزاله , وقد تكلق الضامر أيضا على الفرس , والمراد به هنا أنهم راكبون .
وقوله ( على كل ضامر ) حال بعد حال , فكأنه قال : يأتوك ماشين وراكبين .
( يأتين ) الجمع هنا يراد به النوق أو الخيول الضامرة , لأنه جمعَ فقال " كلّ ضامر " .
من كل فج : الفج : هو السبيل والطريق , وجمعُه : فِجاج كما قال تعالى : {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} (31) سورة الأنبياء .
عميق : أي بعيد .
وهذه النتيجة ( مجيء الحجاج راكبين وماشين من أقطار بعيدة ) استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام حين قال : " {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (37) سورة إبراهيم .
وفي الآية دليل على فضل عبادة الحج , وأن الله تعالى أوجبها على الأنبياء من قبل محمد صلى الله عليه وسلم , فهذا إبراهيم أبو الأنبياء وسيد الحنفاء يأمره بالله بالحج وأن يأمر الناس به , وأولى الناس باستجابة دعوته هم الأنبياء من بعده ومن ذريته .
وفيه دليل على فضل السير إلى الحج إما ركوبا وإما مشيا , لأنه استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام حين أمره ربه بذلك , وإجابة نداء إبراهيم الذي نادى بأمر الله تعالى هو استجابة لأمر الله تعالى أولا وأخيرا , ولهذا شُرعَ للحاج أن يقول ملبيا الدعوة : " لبَّيْكَ اللهم لَبَّيْكَ "
أي إجابة لك بعد إجابة .
فالمسلم حين يلبي لله تعالى عليه أن يستشعر نداء إبراهيم عليه السلام في هذه الآية , ونداء محمد صلى الله عليه وسلم " أيها الناس إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا " رواه مسلم .
والتلبية لنداء الحج هنا مشابهة لتلبية نداء الصلاة حين يقول المنادي : حَيَّ على الصلاة , حَيَّ على الفلاح , فيقول السامع : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فالحج والصلاة وشعائر الإسلام كلها قائمة على توحيد الله تعالى وطاعته والانقياد لأوامره , ونبذ الشرك والكفر .

نسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم , وأن يرزقنا الفقه في دينه , إنه قريب مجيب .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه الفقير إلى عفو ربه : علي بن سليمان الحامد .
5/12/1432هـ

__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)