بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أنينُ أمَّةٍ مِنْ وَقعِ الخِيَانة !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-03-2009, 03:14 AM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
أنينُ أمَّةٍ مِنْ وَقعِ الخِيَانة !!

.
.





أنينُ أمَّةٍ مِنْ وَقعِ الخِيَانة !!


إنَّ للأُمَّةِ مَركَبَاً عَظيمَاً تُلاطِمُهُ أمواَجٌ مُختَلِفَةٍ مِنْ كلا الجِهَاتْ ، وَلا شَكَّ أنَّ الأمَّةَ الإسلاميَّةَ هي الأمَّةُ الوَحيدَةُ التي وُجِّهَتْ إليهَا السِّهَام ، فَكَمْ مِنْ سِهَامٍ كَافِرَة ، وَأخرَى خَائِنَةٌ مُنَافِقَة ، لا تُريدُ لِمَركَبَ هَذهـِ الأمَّةِ أنْ يَعيشَ بِسَلامٍ وَأمَانْ ، وَلنْ تَهدَأ تِلكَ الأمواجِ التي تُلاحِقُهُ لأنَّهَا تُؤمِنُ بِقَالَ الله وَ قَالَ رَسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم .

وَالأمَّةُ الإسلاميَّةُ لَهَا قُوَّادٌ يَقودُونَهَا ، عُلمَاءٌ وَمَشَايخٌ أمسَكوا بِزِمَامِهَا ، وَمُجتَمَعٌ مُتَمَسِّكٌ بِثوَابِتِهِ وَتَعَاليمِ دينِهِ .

وَمَازَالَ مَركَبُ الأمَّةِ واقِفَاً صَاِمِدَاً أمَامَ كُلَّ هَذهـِ التَّحديات ، غَيرَ أنَّ السِّهَامَ التي بَدأت تَأكُلُ أشرِعَتَهُ جَرَّاءَ الخِيَانةِ التي يَتَلقَاهَا جرحَاً عَميقَاً في فُؤادِهَا .

إنَّ العُلمَاءَ الأجِلاءَ ، وَرثَةُ الأنبيَاء ، وَحُمَاةُ الدينِ ، والمُتَكَلِّمونَ عنِ اللهِ سُبحَانهُ وَتَعالى ، لَكِنْ وَللأسَفِ بُليَتْ أُمَّتُنَا ، بِدُخلاءَ عَليهَا ، اعتلوا مَنَابِرهَا ، وَآخرينَ مَحسوبونَ عَليهَا ، حَسِبوا المَشيخَةَ تُشرى بِلبسِ بشت وَسِواك ، أخَذوا يُزَعزعونَ مَبَادِئَ صَنَعَها عُلمَاءَ رَبَّانيينَ ، لِيأخُذوا مُجتَمَعَ الأمَّةِ بَعيدَاً عنْ الشُّبهَاتِ والجِدَالاتِ وَغَيرِهَا ، لِكنَّ هَؤلاءِ لَمْ تَرضَ نُفوسَهُم بِأن يَجدوا الأمَّةَ تَنَامُ قَريرَةَ العَينِ هَادِئَةَ البَالْ ، فَأشعَلوا لَهيبَ الشُّبهَاتْ في وجهِ الأمَّة وَإظهَارِ الخِلافَات ، وَ بدأوا يتَكَلَّمونَ وَيُحَرِّمونَ وكَأنَّهم وَحَدَهُم أُنزِلتْ عَليهِمُ الآيَات .

إنَّنَا لَنسمَعُ الملامَةَ دَائِمَاً تُضرَبُ على مُجتمَعِنَا المسكينُ ، الذي لا حَولَ لهُ ولا قُوَّة ، غَيرَ أنْنَا مَازِلنَا ننْتَظِرُ مَنْ يَتَشَجَّعُ وَيَنفُضَ عنَّا غِبَارُ الإتِّهَام .
نَعم نَحنُ مُجتَمَعٌ غَالبيَّةُ مَنْ يَعيشونَ فيهِ طَبَقةٌ عَامَّية ، أوكَلوا أمورَ دِينِهم لِعُلمَاءَ يُوجِهونَهم وَينصَحونَهُم وَيُفتوهم ، ومَا تَغيَّرَ لَيسَ فِعلاً خَاطِئَاً إقتَرَفَهُ هَذا المُجتَمَعُ بِنفسِهِ ، إنَّمَا هُم مَشَايخٌ سَلكوا طُرقَاً وَعِرَةً بِهَذا المُجتَمَعِ المسكينْ ، واللهُ سُبحَاَنهُ يَقول : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الآيَة .

قَدْ حَدَا بِكَثيرٍ مِنْ هَؤلاءِ أنْ يَجعلوا مِنْ أنفُسِهم نُقطَةَ عُبورٍ لِمَا يُسمى بِعصرِ الإنفِتَاح ، بِتَهميشِ مَا كَانَ مُحرَّمَاً في السَّابِقِ عَلى أنَّهُ حَلال ، بِأقبَحَ عُذرٍ وَأبسطَ كلام ، وَكأنَّ عُلمَائَنَا الرَّبانيينَ الذينَ كُنَّا نَعيشُ في أكنَافِهم يُحرِّمونَ مَا أحلَّ الله نَسَألَ الله السلامَةَ والعَافية .
إنَّي وَاللهِ لأعجَبُ حَولَ دَندَنةِ الكَثيرَ مِنْ هؤلاءِ حَولَ أُمورٍ لا عِلمَ ليْ إلى أينَ سَيوصِلوا أنفُسَهم بِها [ عَبَاءَةٌ ، بنطَال ، مرأة بدون محرم ، إباحةُ الأعيَادِ المُحرَّمة ] ، وَبأيِّ حَقٍّ أُحِلَّ ذَلك مِنْ بَعدِ تَحريمِهِ مِمن هُم أعَلمُ مِنهُم وَأفقَه !!


المَسَائِلُ فيهَا خِلافْ وَشُبهَة ، أليسَ هَؤلاءِ أعلمَ مِنَّا بِقولِهِ صَلى اللهُ عَليه وَسلم : { الحَلالُ بين والحرام بين وبينَهُمَا مُتَشَابِهَات ... } الحديث
فَلِمَاذا لَمْ يُبطنوا عَنَّا الشَّبَهاتْ ، لأنَّهَا أقربُ للحرَامِ مِنْ الحلالْ ، والبُعدُ عَنَهَا أسلمُ للفُؤادِ و أأمن !!
وَلوْ سَألتَهُم عَنِ الجِهَادِ وَذروَةِ سَنَامِ الإسلامِ ، الذيْ أنزَلَ اللهُ فِيهِ آيَاتٌ مُحكْمَاتٌ ، رَأيتَهُمْ خَلفَ أكتَافِ وُلاةِ الأمرِ يَتَوارونْ .

قَومٌ مِنهُم نَسَألَ اللهَ السَّلامَةَ وَالعَافيَة مَنْ بَاعوا ألسِنَتَهُمْ للسَّلآطينْ ، وَ عَكفوا على أبوابِ قُصورِهمْ يَشحَذونْ ، وَبِفَتاويِهْم يَتَبَارزونْ ، وَكَأنَّ الدينَ دِينُهم لا دِينُ اللهْ .
سِهَامٌ تُرمَى .. فَهؤلاءِ شَابَتْ لِحَاهُمْ في العِلمْ ، وَكَأنَّ أحَدُهمْ قَدْ عُصِمَ مِنْ الفِتنَةِ .


بِأقوالِهمْ وَفَتاويِهمْ زَرَعوا الفِتنَةَ في أرضِ الأمَّةِ الطَّاهِرَة ، وَسَعيَاً لِطَمسِ مَعَالِمِ السَّلَفيَّةِ النزيهَةْ ، وَخَنْقَاً للصَّحوةِ وَإكمَالِ المَسيرَةْ .
إنَّهمْ مُفَكِّرونَ وَمُثَقَّفونْ وَليسوا بِمَشَائِخْ ، لِيبقى مُصطَلَحُ المَشيخَةِ نَزيهٌ طَاهِرٌ بَعيدَاً عَمَّنْ يَضَعهُ في غَيرِ مَحَلِّهِ .

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَ سَلَّمَ : ( إِنَّهَا سَتَكُونُ سُنونَ خَدَّاعَاتٌ .. يُخَوَّنُ فِيهَا الأمينُ وَيُؤتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ .. وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ .. وَيُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ .. وَيَنطِقُ فِيهَا الرُّوَيبِضَةُ .. قَالوا وَمَا الرُّويْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِيْ أمرِ العَامَّة ).

وَ عَنْ حُذَيْفَةُ بِنْ اليَمَان ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالْ: كَانَ النَّاسُ يَسْألونَ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – عَنِ الخَيْرِ، وَكُنتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِ، مَخَافَةَ أنْ يُدْركَنِيْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا فِيْ جَاهِلِيَّةٍ وَشَر فَجَاءََنَا اللهُ بِهَذَا الخَيْرِ، وَهْل بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ فَقَالْ: " نَعَمْ "، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرُ مِنْ خَيْرٍ، قَالَ: " نَعَمْ ، وَفِيهِ دُخنْ" قًلْتُ: وَمَا دُخُنهُ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يَسْتَنونَ بِغَيرِ سُنَّتِي، وَيَهتَدون بِغَيرِ هَدْيي ، تَعْرِفُ مِنْهُم وَتُنْكِـــرُ" .
فَقُلتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيرَ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ : دُعَاةٌ عَلَى أبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُم إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لنَا، قَالَ: " نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلسِنَتِنَا" أخرجه البخاري ومسلم

قَالَ الصَّحَابِيُّ الجَلِيل عَبدُالله بِن مَسْعود " لاَ يَأتِيَ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا وَهُوَ شَرٌّ مِمَّا كَانَ قَبْلَهُ أما إِني لا أعنيَ أمِيرَاً خَيراً مِنْ أمِيرْ ، وَلا عَاماً خَيْراً مِنْ عَامٍ وَلَكِنْ عُلَمَاؤُكُمْ وَفُقَهَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ ثُمَّ لا تَجِدُونَ مِنْهُم خُلفَاءَ وَيَجِيء قَوْمٌ يُفْتُونَ بِرَأيِهِمْ "

قَالَ أنَسٌ رَضيَ اللهُ عَنهُ : " إنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مِنْ المُوبِقَاتْ " ، فَمَاذَا سَيقولُ أنَسٌ لو كَانَ بَينَنَا وَيرىَ صَنيعَ مَنْ يَدفَعونَنَا إلى الشُّبُهَاتِ كَأنَّهَا أنقى الحَلالْ .

اللَّهُمْ أرِنَا الحَقَّ حَقَّاً وَارزُقنَا اتِّبَاعَهُ ، وَأرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً وَارزُقنَا اجتِنَابَهُ ، وَلا تَجعَلْهُ مُلتَبِسَاً عَلينَا فَنَظِلْ
اللَّهُم إنْ أرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتنَةً فَاقبِضنَا إليكَ غَيرَ مَفتونين


أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَاَنَ مِنْ خَطَأ فَمِنْ نَفسيْ وَالشَّيطَانْ
عُذرَا .. فَعُذراً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ وَرَكَاكَةِ الأسلُوب
دُمتم بِحِفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايَتِهِ


.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)