بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ليس هناك فشل ، إنما تجارب موصلة إلى الهدف ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-11-2010, 09:39 AM   #1
معاذ الدخيل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 44
ليس هناك فشل ، إنما تجارب موصلة إلى الهدف ..

هذه العبارة نُسبت إلى مخترع الكهرباء ( توماس أديسون ) ، فيقال : إن أديسون حاول ما يزيد على 900 محاولة لإتمام طموحه في اختراع الكهرباء ، وكل تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح ، ولكنه بعبقريته وتعامله الصحيح مع الأحداث سمى هذه المحاولات غير الناجحة تجاربًا ، ولم يسمها فشلاً .
يقول أديسون : مع كل هذه التجارب أكتشف أن أكثر من 900 طريق لا تؤدي إلى طموحي وهدفي ، فأسلك طريقًا غيره ؛ لأنال ما أريد .
وحقق توماس أديسون ما يريد فاخترع الكهرباء ، وأضاء الكون رغم أنه في وقته لاقى السخرية من كثير من معاصريه ، واعتُبر طموحه وهدفه سذاجة في ذلك الوقت .

جميلٌ أن نقرأ سير المبدعين ونستفيد من تجاربهم ، فهذه الرؤية الإيجابية للأحداث لها دور كبير في إبراز القدرات ، وزرع الثقة بالنفس .
أبدًا .. ليس هناك شخص لا يمتلك القدرات الكافية للإبداع ، ففارق القدرات بين شخص وآخر لا تتجاوز 5% أو لنقل 10% . هذه نسبة متواضعة جدًا في فارق الإمكانيات لا تكاد تشكل فرقًا يدعو لوجود شخصين أحدهما ناجح والآخر فاشل رغم قلة فارق القدرات بينهما .
السبب الوحيد أن أحدهما وجد بيئة زرعت الثقة في نفسه ، وتعاملت مع قدراته بشكل واعٍ صحيح ، والآخر عكس ذلك تمامًا .
تستوقفني كثيرًا طريقة تعامل كل شخص مع الصغار ؛ لأن ذلك هو اللبنة الأولى في صنع شخصيته في كافة النواحي ، ولكن مع الأسف قلَّ أن نجد تعاملاً صحيحًا معهم في المجتمع .
مع أول خطأ يرتكبه ذلك الصغير المسكين يفاجأ بسيل من الكلمات المحبطة الكفيلة بزعزعة ثقة شخص في الثلاثين من عمره فضلا عن هذا الصغير المسكين ، فيسمع مثلاً : ( أنا داري أنك ما تعرف ، أنت ما عمرك سويت شيء صح ، فلان أحسن منك .... إلخ من جرعات الإحباط ذات المفعول الهائل ) ، المشكلة أن البعض يتعامل مع الصغير ذي السبع أو العشر أو الخمس عشرة سنة وكأنه يتعامل مع شخص في الثلاثين من عمره ، فلا يمكن أن يغفر له خطأه .
بعد هذا الموقف تتواصل جرعات الإحباط لتبيد ما بقي من ثقة ذلك المسكين وتقضي عليه تمامًا ، فلا توكل لذلك الصغير مهام كتلك المحاولة الأولى التي لم يكتب لها الكمال ، فيسمع مثلا : ( هين أنت منتب عارف تسوي هالشيء !! ) ، وينشأ ذلك الصغير فاقدًا الثقة بنفسه وإمكانياته ، مُحِسًّا بأنه ذو قدرات متواضعة ، بينما غيره من الناس يمتلكون قدراتٍ عالية ؛ فينعكس ذلك سلبًا على شخصيته ، وعلى مستواه الدراسي ، وعلى علاقاته الاجتماعية .
نهاية السيناريو وجود شخص فاشل في دراسته ، ذي شخصية مرتبكة غير واثقة بإمكانياتها . ثم يأتي الأب أو الأم أو أحد الذين نسجوا خيوط فشل ذلك المسكين فيشكو سوء حال ذلك الشخص ، وقد ترمى الاتهامات على أطراف لا ناقة لها ولا جمل في صناعة فشله !!! وهذا هو الواقع المشاهد فنحن لا نجيد إلا فنًّا واحدًا وهو رمي فشلنا وإخفاقاتنا على الآخرين ، فليس لدينا شجاعة لنواجه أخطاءنا .

رسالتي هذه أوجهها للجميع وأخص منهم الآباء والأمهات وكل من لديه احتكاك مباشر بالصغار سواء كانوا معلمين أو غير ذلك .

تحياتي ،،
معاذ الدخيل غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)