|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
مَوْضَة السَّفَر للخَارِجْ !!
![]() مَوْضَة السَّفَر للخَارِجْ !! *** مَعْشَرَ الأحْبَابْ .. كَانَ السَّفَرُ وَلا زَالَ مَطيَّةُ عَالِمٍ يَبْحَثُ فيهِ رُقيّ أُمَّتِهِ ، وَ مَسَافَاتُ بُعْد مُرَّةٍ يَحْتَسِبُهَا المُسَافِرُ في غُرْبَتِهِ ، وَ دَرَجَاتٌ تَرْفَعُ المُؤمِنَ القَويُّ وَتُثَبِّتُهُ ، وَتُظْهِرُ المَرءَ بِمَعْدَنِ أَخْلاقِهِ ، وَخَطَواتٌ تُرْكِزُ فيِ القَلْبِ صَلابَتِه وَمُوَاجَهتِهِ لِشَوَائِبَ تَدُورُ حَوْله ..! اليَوْمَ تَبَدَلَّ الحَال ، وَاخْتَلَفَتِ الأهْدَافُ لِشَدِّ الرِّحَالْ ، وَضَاعَتْ الوُجهَاتُ وَالمَقْصَدُ والمَآلْ ، فَبَدا السَّفَرُ للخَارِجِ مَوْضَةً جُلُّ الهَدَف مِنْهَا أَنْ يُقَالَ فُلانٌ وَصَلَ ذَاكَ المَكَانْ ، وَهِيَ واللهِ مَا كَانَتْ في السَّنَوَاتِ الأخَيرةِ إلا أَوْضَاعٌ مُؤسِفَة تَحْكي مَدَى حَجْمِ العُقولِ التيْ تَنْسَاقُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً خَلْفَ سَرَابِ هَذهـِ المَوْضَة التَّافِهَة ..! فِي الأَمْس كَانَ السَّفَرُ شَاهِدَاً عَلى صَاحِبِهِ بِعِلْمٍ يَأتي بِهِ ، وَ تَضْحيَة بِحِيَاة يُخَاطِرُ بِهَا وَاليَوْمَ قَدْ بَدَا السَّفَرُ للخَارِجِ مَوْضَةً يَمُوتُ فيهَا الضَّمير وَ تُثَارُ فيهَا الفِتَنُ والشُّبهَاتِ ، وَتَضيعُ فيهَا المَبَادِئُ وَتَتحَلَلُّ الأخْلاقْ ، وَ تَحْتَضِرُ التَّربيَةُ الصَّالِحَةُ في كَثيرٍ مِنْ أَحْوَالِهَا ، حَتَّى أَصْبَح وَجْهُ السَّفَرِ يَقْطُرُ مِنْ عَلى جَبينِهِ قَطَرَاتُ عَارٍ وَ سُوء طَليعَةْ ، وَ لَيْسَ الشَّاهِدُ عَابِرُ سَبيلٍ مَرَّ مِنْ هُنَاك ، إِنَّمَا أَمَاكِنٌ شَهِدَتْ بِبِؤْسِ الحَال وَ ضَيَاع الأحْوَالْ ، فَهُنَاكَ الأسْوَاقُ والمَلاهي الليليَّةِ والقُرَى المَائِيَّة وَالحَفَلاتُ الغِنَائِيَّة والصَّالاَتُ السِّينَمَائِيَّة ..! وَلَيْتَ الوَضْعُ كَانَ عَلى فِئَةٍ رَضِيَت بِالخَرَابِ عَلى نَفْسِهَا تَارِكَةً لأُسُسِ بَيْتِهَا يَعيشُ بِسَلامْ ، غَيْرَ أنَّ هُنَاكَ مَنْ لم يَرْضَى فَقط بِالخَرَابِ عَلى نَفْسِهِ فَأرغَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فيمَا يُفْسِدُهُـ ..! وَ السَّفرُ للبُلدَانِ التيْ خَلَّفَ الاسْتِعِمَارُ فيهَا أَخْلاقُهُ وَأَفْكَارُهـُ، أَو لأخْرَى لا تَعْرِفُ مِنْ الإسْلامِ إلا اسْمُه لَهِيَ لَبِنَةٌ تُزَعْزِعُ ثَبَاتَ القُلوبِ ، وَ تُليِّنُهَا في الفِتَنِ والمُنْكَرَاتْ مِنْ مَنَاظِرِ تَخْدِشُ الحَيَاَ وَتَنْزَعُهُ مِنْ مَشَاهِدَ فَاتِنَةٍ وَمَنَاظِرِ مُخَلَّةٍ وَحَيَاةٍ بَهيميَّة ، حَتَّى تَسْتَهويهَا الأنْفُسُ وَتَعْتَادُهَا ، وَ الشَّريَعَة الإسْلاميَّةُ قَدْ أَعْطَتِ المُسْلِمَ حَقَّ التَّرويحِ عَلى النَّفْسِ وَ في المُقَابِلِ تُحَرِّمُ مَا يُبْنى بِهِ عَلى بَاطِلْ وَلِذَلِكَ شَدَّدَ العُلَمَاء عَلى ضَرُوريَّاتِ السَّفَر وَمَا يَتَرتَّبُ عَليْهِ ، وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ صَالح الفُوزَانِ حَفِظَهُ الله : " وَعَلَى الزَّوْجَة أَنْ لا تُطِيعَ زَوْجُهَا في ذَلِكَ السَّفَر - زواج النزهة والترفيه للخارج - لأَنَّهُ لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِيْ مَعْصِيَةِ الخَالِقْ " أ.هـ يَوْمَ أَنْ كُنْتُ مُقيمَاً في إِحْدَى الدَّولِ القَريبَةِ لِظَرْفٍ مَا ، كَانَ جَدْولُنَا في الخُروجِ لِقَضَاءِ حَاجَيَّاتِنَا مِنْ السُّوقِ صَبَاحَاً فَهُو الوَقْتُ الذيْ يَخْتلي فيهِ السُّوقِ مِمَّا يُغْضِبُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ عَلانِيَة ، وَتَسْكُنُ المَدينَةُ فيهِ ، فَتفَاجَئْنَا لَحْظَةَ دُخولِنَا بِمَنَصَّةٍ مُوسيقيَّةٍ وُضِعَت في وَسْطِ السُّوقِ لإحْدَى القَنَواتِ الفَضَائِيَّة ، وَالذيْ آلَمَنَا أَنَّ أَبَاً مَعَ زَوجَتِهِ بِظَاهِرٍ مُلْتَزِمٍ وَفَتَيَاتٍ مُحَجَّبَاتٍ يُصَفِّقْنَ على صَوْتِ الأغْنيَاتِ ..! أَهَذا كَرَمُ الحِجَابِ والإلْتِزَامِ والاسْتِقَامَة ؟! مِثْلُهَا مِثْلُ ذَلِكَ الذيْ حَضَرَ وَمَعَه زَوْجَتُهُ لإحْدَى الصَّالاتِ السِّينمَائيَّةِ ، وَلَمَّا جَلَسَ بِجَانِبِ زَوْجَتِهِ شَابٌّ أَخَذ يَطْلبُ مِنْهُ الجُلوسَ بَعيدَاً عَنْ زَوْجَتِهِ ، غَيْرَ أنَّ الجَواَب مِنْ الشَّابِ كَانَ مُوجِعَاً لِهَذا الزَّوجِ حِينمَا قَالَ لَه : " لا أَظُنُّ أَنَّ غَيُورَاً سَيُدْخِلُ أَهْلَهُ في هَذهـِ الأمَاكِنْ " !! نَاهِيُكُم عَمَّا تَجُرُّهـُ هُذهـ المَوْضَةُ مِنْ كَشْفٍ للوَجْهِ وَتَصْويرٍ للنِّسَاءِ الذيْ قَدْ أَمَرَهُنَّ الإسلامُ بِعَدَمِ كَشْفِ وُجوهَهُنَّ إلا لِمَحَارِمِهِنَّ ، بِـ غَيْرِ ضَرورَةً كَعِلاجٍ لا يُوجَدُ في بُلدَانِ المُسلمينْ ..! *** نَسْأل اللهَ أَنْ يَرْزُقَنَا الهُدَى والتُّقَى وَ الطُّهْر وَالعَفَافَ والغِنَى
أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|