[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

سبل الخير متعددة ، و ميادين الجهود - على خُلوّها - متكاثرة ، و سهام البر تنادي من يلتقطها ليرمي بها في مراميها ، و في كل يوم جديد تتزايد حاجة الأمة إلى البررة من أبنائها لكي يساهموا في رفع الغشاوة التي تحول بين أمتهم و بين نصرها ، و لا طريق للنصر إلى بعمل دؤوب ، و قيام على ميادينٍ تحتاج إلى الأوقات و الأموال و قبل ذلك تحتاج إلى عقول و مبادئ.

كم هم الذين نعرفهم لم يبخلوا حينًا على أمتهم و جيلهم و مجتمعاتهم بالجود و العطاء حتى أضحوا منارات بذلك قمم وفاء و مُثُلَ عطاء ، و احتلوا مكانة عرفوا بها ، و هذا ليس إلا شيئا يسيراً من رد الجميل الذي أسداه هذا الدين العظيم إليهم ..

و بعد ذلك تزايدت حاجة الأمة إلى عدد أكبر ، و تعقدت المشاكل ، و تعقدت حلولها ، و كان من الحتمي أن يتضاعف عدد العاملين ، و تتزايد وفود المتطوعين الباذلين ، من أجل القيام في الثغور ، و تلبية الاحتياجات التي بسدها تتقدم الأمة إلى الأمام خطوة فخطوة .

في هذا الظرف نبحث عن أولئك الذين عرفناهم منذ زمن ، و أدركانهم في ذروة تألقهم و شعلة حماسهم ، فلا تكاد تجد منهم من يلقي البال لأمته .. أمته .. و مجتمعه .. الذين كانوا يستندون عليه هو و إخوانه ، لأنه بكل بساطة ركن إلى تلبيته حاجاته الخاصة ، و ترك خلفه ثغراً لم يجد من يقوم عليه ، فياترى ما هذا التوقف و لماذا ؟ و كيف ساغ له أن يتسلل من الصف كمن يتولى يوم الزحف ..؟!


صحيح ان الحياة فيها ما فيها من المطالب المشغلة ، و لكن لا تعارض بينها و بين الاستمرار على ما كنت عليه من أعمال دعوية أو برامج تطوعية خيرية ، فالموازنة حل لما تره من تعارض قد يبدو في عينيك .. فإن كنت تبحث عن السعادة في إقامة شانك الخاص ماديًا و الحرص على الرفاهية ، فاعلم أن رفاهية الروح في العطاء و البذل ، و إسداء الخير للناس ، و تعليمهم ما ينفعهم و يرفعهم .. و لك في هذا سلف من أنبياء الله عز وجل ممن لبث في قومه سنين و سنين عليهم الصلاة و السلام .

فيامن بذر بذور الخير ، و تولى عنها ليتركها بلا رعي ، اعلم أنها هي حصادك ..
و ما أجمل الحصاد الطيب في ذلك اليوم العصيب ..
فاستمر على ما أنت عليه من عطاء
و لا تساهم في إنهاء تاريخ صلاحيتك .



أخوكم / عبدالله