[الهُمــام]

الحمد لله وبعد:

يفرح المرء كثيراً بجذوَة الغيرة على دين الله مشتعلة في قلوب المؤمنين، والحرص الشديد على حفظ حرماته، والدفاع المستميت ضدَّ من تُسول له نفسه المساس بشئ من أصول هذا الشرع ومسلماته، ونبذهم سواه من الشرائع التي يرون فسادها وضلالها وأن يُتغافل المسلمون بدس شئ من مظاهر تلك الديانات..
وهذا الغالب مع وجود خلافه..
لكن في كل شئ طرفان ووسط، مفْرِط ومفَرِّط ومعتدل..

وهنا أحب أن أُلمح إلى أمرٍ بات يتجاذبه ما ذكرتُ من غلو وتفريط؛ ألا وهو مسألة مشاهدة الصليب في كل محل وموضع !!
منهم من جعله غولاً ووحشاً كاد لنا به أعدائنا وأرادوا جعله في كل مكان..
بل ربما ظن بعضهم أن في جسمه بعض أماراته..
يحدث بعضهم قائلاً: جلُّ منارات المساجد صلبان!!
لديهم هوس الصليب أينما حلّوا وحيثما ارتحلوا يجدونه في أعمدة إضاءة الشوارع, والبِنايات، والسكك، وفي حياتهم كلها..


بينما طرف آخر تغافل عن كلِّ هذا، مع جلاءِه في بعض الأحايين، وتعاموا عن صريحه وواضِحِه، بل تهكموا وجعلوا كل ذاك من العبث واللهو !


لكنما-في ظني- الأفضل والأسدّ، هو الاعتدال والتوسط فلا يُنكر وجوده، وعند وجوده يُتعامل معه بالأصلح، وكذلك لا يُعظم ويهولّ، حتى ترتسم عيني المرء بالصليب كي ما يراه في كل محل!


خاطرة عجلى أحببت بثّها لكم، فما ترون فيما أرى ؟!
أتمنى طرح رؤاكم في هذه الصفحة، بكل موضوعية وحياد..

فدونَكموها
.

25 / 5 / 32 هـ