بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حين يقول الموت كلمته..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-10-2007, 11:50 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
حين يقول الموت كلمته..!

سليمان بن عبدالملك: يا أبا حازم! مالنا نكره الموت؟
أبو حازم: لأنكم عمرتم دنياكم، وخربتم آخرتكم؛ فكرهتم الانتقال من دار العمار إلى دار الخراب.

* * * * * *

قف عند موضوع الموت طويلا.. طويلا، وتأمله كثيرًا.. كثيرا، هو اليقين حقا، وهو القادم لا محالة، وهو الذي سنعايش لحظاته، ونعالج سكراته.

لا.. لست أعظ هنا؛ بل أتحدث مذهولا وأعترف: الموت مخيف. أن أرى بعيني الملائكة تنزل إلي لتقبض روحي، هذا أمرٌ يستحق الوقوف دائمًا لتأمله، فكيف إذا استحضرت أن ملائكة الموت هم ملائكة رحمة.. وملائكة عذاب، ربنا! رحمتك نرجو؛ فارحمنا بتخفيف السكرة، وحسن الخاتمة، والبشرى برؤية ملائكة الرحمة.آمين

قدم يقين المسارعة للطاعة، ويقين الانقطاع عن المعصية.. ستسرُّ –بإذن الله تعالى- عند يقين الموت، وقدم المنة في طاعتك، والتغافل والتعامي حين معصيتك سـ.. فكروا بخاتمتكم.

قفوا معي، وتجرّدوا من آثار الدنيا، ومخالطة الخلق.. قفوا وانفردوا بأنفسكم.. وفكروا: حقا.. لا ندري متى نموت، وكيف نموت، وأين نموت.. لكننا –لا محالة- سنموت، لنقف ونلتفت إلى كل من نحب ونُعْمِل فكرنا؛ لنتخيل حالهم وقت الموت، وهم يعانون من سكراته.

" إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإن أمسيت فلا تنتظر الصباح" لأننا لا نعلم متى يصل منادي الموت، فيا لله! كيف نقترف المعصية، ونستأنس باللهو الفاسق.. وأمر الله يطرق كل لحظة، ولا ندري أبدًا هل ملائكة الموت في الطريق إلينا عن قريب، والعمر -مهما طال- لن يبعد الموت أبدًا، وحين سكرة الموت تفيق من سكرة الغفلة وتتيقن أنك لم تلبث إلا يومًا أو بعض يوم؛ بل ساعة من نهار، وتذكر ماضيك.. كم لبثت فيه، وكم لبث معك؟

الناس تتخطف من حولنا، فمن ميّت وهو ساجد، ومن ميت وهو يزني، ومن ميت بيسر، ومن منتفض أمام الحرام.

من أكبر العظات والعبر أن قصص الموت، وحال الناس مع السكرات، لم تعد أحاديث تسمع، ولا كتابات تقرأ؛ بل وصلت الحال إلى أن نبصر بأعيننا، ونسمع بآذاننا حال خلق الله تعالى وهم يعالجون سكرات الموت، وكلكم رأى ذلك المقطع للرجل الذي توفي ساجدًا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. والمقطع الآخر لشيخ مصري مسن كان مستغرقا في تفسير كتاب الله –تعالى- فسقط ميتا وهو يصلي ويسلم على أحد الأنبياء، وكلنا شاهد من مات وهو يغني.

لنرحم أنفسنا يا قوم بالابتعاد عن المعاصي، والفرار إلى الله –تعالى- فلا ملجأ في الدنيا إلا إليه.

رب ارحمنا برحمتك، ويسّر علينا الموت وسكراته، واجعل لنا ما لعبادك الصالحين عند الموت وفي القبر ويوم الحشر.
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 31-10-2007 الساعة 12:22 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)