بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » .. ( قنبلة في مطبخ ) ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-10-2008, 07:07 PM   #11
حَنْظَلَة
عـضـو
 
صورة حَنْظَلَة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: وهل غيرُ بريدة ! ؟
المشاركات: 141
كانت الأم متخوفة لكون بعض الأواني غالية الثمن وخفيفة الوزن ولكنهم تفاجئوا أن الذي سُرق أغلى من ذلك كله ، فقد كان المسروق طعاماً معلباً و بعض الخضار والفواكه التي قد بدا على بعضها الإهتراء من طول تركها في الثلاجة وكانت الأم تنوي رميها للبهائم ، إنصدمت العائلة مما رأت ولم يقدموا بلاغاً في ذلك خشية عدم تصديقهم ومن ثم اتهامهم بإزعاج السلطات هذا أولاً وثانياً أن يكونوا محل سخرية من إعلامنا الطاهر والبرئ والخالي من التخلف والتبعية لمن هادوا وغيرهم ، في الغد تناقل سكان الحي بعض الأخبار التي تفيد أن التموينات التي في طرف الحي قد سُطي عليها وسرق منها بعض الأموال والمأكولات الأساسية من أرز وسكر وزيت و أجبان و بيض وخبز وغيرها من المعلبات و لم يقف الأمر عند محل التموينات بل تعداه إلى بعض البيوت أيضاً ، كان من أسباب السطو والسرقة كما ارجع سكان الحي ( الجوع وقلة الأمن وقبل ذلك كله غلاء الأسعار وقلة المرتبات والبطالة ) هذه الأسباب التي تسببت غالباً في ثوران ضحاياها من الدهماء ضد الواقع الذي يعيشون فيه فيأتون بما لم يفكروا به وهو مكتفين من نعم الله التي منّ الله على أولياءهم بها من واسع فضله ، وقد يكون هؤلاء عجينة سهلة التشكيل في يد الأعداء فيغرر بهم إما بالمال أو بغيره وقد يكونون عملاء لأعداء الأوطان من أجل لقمة عيش هانئة ، ومجتمع يمقت الواسطة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
في هذه الأثناء داعب النومُ عيني مروان الذي كان قد وضع الرواية على صدره وقد سبح بعيداً في الأفكار والهواجس بعد أن أشعل الشموع وقد بدا يتخيل كيف سيكون الوضع العام لو استمر على ما هو عليه وهو يقرأ ويرى ويسمع ماذا يحدث في بلده من غلاء للأسعار و دخول الكثير من أهل بلده قريباً من خط الفقر إن لم يكن دخلوه من أوسع أبوابه و إنعدام الوظائف وهو يسبحون في بحار من الذهب الأسود الذي أغرقهم ولم ينجيهم كما كانوا يُأمِلون ويفرحون ويستبشرون بل أغرقت حيتان هذا البحر زوارق هؤلاء المساكين...

* كان أحد طلبة العلم من السلف يبيت في المسجد لفقره وعدم وجود بيت يؤويه فكان يطلب العلم ويبيت في المسجد فاتاه وقتٌ لم يذق طعاماً لمدة ثلاثة أيام فكان يجلس في حلقة العلم وهو لا يعي ما يدور من شدة الجوع وعندما جنّ الليل حدثته نفسه الأمارة بالسوء أن يسرق للحاجة وعندما قفز على تلك البيوتات الصغيرة من سطح إلى سطح وصل إلى بيتٍ فيه قدر على النار وداخل القدر باذنجان ففتح القدر واخذ باذنجانة ولم يحس بحرارة الطبخ من شدة الجوع فقضم منها قضمة وأحس بالحرارة ولكنها ليست حرارة الطبخ وإنما حرارة المعصية فلفظ اللقمة التي في فمه وأعاد الباذنجانة للقدر ورجع للمسجد و الأكل المسروق تركه من أجل الله ، وفي الغد وبعد أن إنتهت حلقة العلم قام هذا الرجل و استلقى بإحدى زوايا المسجد رابطاً لباساً على بطنه من شدة الجوع ، فأتت امرأة عجوز للشيخ الذي يلقي الدروس في المسجد وقالت إن عندي فتاة يتيمة و أريد تزويجها فهل تدلنا على زوجٍ صالحٍ لها ؟ فقال الشيخ : إذهبي لذلك الرجل المستلقي فذهبت إليه وقالت له ما عندها . فقال لها : أنه لم يأكل من عدة أيام من فقره فكيف يتزوج ؟. فقالت : أريد منك علمك وصلاحك لا مالك و عندما شاور شيخه اشار عليه بالقبول فتوكل على الله وتزوج بالفتاة ولما دخل بها وجد أنها تبكي فقال : ما يبكيكِ ؟ قالت : أنها طبخت البارحة قدراً من الباذنجان وأنها تريد تقديمه لزوجها ولكن هناك من أكل منه . فقال لها : أنا من أكل منه ووالله أنني تركت اللقمة لله فعوضني الله اللقمة والقدر وصاحبة القدر .


قال عليه الصلاة والسلام : ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه )
فليتنا نعمل بشكل أكثر بهذه القاعدة الربانية العظيمة
تمت
يَراع أخوكم
__________________
حَنْظَلَة غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)