|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-03-2009, 11:06 PM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
جدد روحك في [ التعددية النفسية ] دعوة للنجاح .. كي تكون صديقاً للكل .
بسم الله الرحمن الرحيم لما خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم ، جعل لكل نفس ما يميزها عن غيرها من الأنفس الأخرى ، و جعل لكل مرحلة من مراحل نموها صفاتٍ و مزايا تختص بها النفسُ في تلك المرحلة بحسب ظروفها و طبيعة تكوينها و بيئتها . و من هنا أصبح للطفل في سنيِّ عمره الأولى نمط يتميز به عن غيره ، و إذا تقدم به العمر و جاوز سن الطفولة ثم انتقل إلى ما يسمى بالمراهقة ، كانت هذه المرحلة أيضاً موجبة لحدوث تغيرات في السلوك و طرق التفكير و التعامل و ما إلى ذلك ، و هكذا تتقدم الأيام بهذه النفس فتتغير طبائعها مع تغيرات الأيام و تقلبات الأحوال . و من هنا كان من الطبيعي وجود فجوة نفسية بين فئة و فئة أخرى ، و شخص و شخص آخر عند اختلاف أعمارهم ، و هذا واقع مشاهد أشهر من أن يُذكر و أعظم من أن يُنكر ، و لكن السؤال الذي ينبغي طرحه عند معرفة هذه الحقيقة : هل يمكن التقريب بين فئاتٍ عمرية متفاوتة ..؟ أو بالمثال : هل يمكن تقريب الفجوة الحادثة جراء اختلاف الأعمار و البيئات ..؟ في نظري أن الإجابة هي : نعم . و تحقيق هذا إنما هو مهارة تستدعي الدربة و المران ، و اكتساب قدر من المعارف و الانفتاح على بيئات مختلفة ليسهل بذلك التقارب و نبذ الفجوة الناشئة من هذا التفاوت . و المرء الذي يسد هذه الفجوة التي أشرتُ إليها يعتبر إنساناً ناجحاً في مجال العلاقات و بهذا النجاح يحقق من الغنائم و الفوائد الكثيرة التي يمكن من خلالها أن ينفذ إلى الكل ، و يتحقق قبول الناس له ، باختلاف شرائحهم و طباعهم و أنماطهم و أعمارهم ، ثم بعد ذلك يستفيد منهم ليس في المجال الدنيوي فحسب ، بل حتى في المجال الأخروي ( الدعوة ) إذا استغل القبول الذي يلقاه من الناس . هذه المهارة ( مهارة تنوع النفس ) و تعددها ، تدعوك أن تكون ذكياً في استغلال المواقف ، بل و استدعاء المواقف التي تقربك من غيرك ممن لا يطابق تفكيره تفكيرك ، و يلزم من هذا أن تكون نفسك نفسُ ( شيخ طاعن في السن ) ، ثم بمهارةٍ و خفة ، تنتقل لتكون ( طفلاً سطحياً ) في حديثك و في لعبك و مرحك ، ثم تنتقل ، بعفوية إلى ( الجدية و التدبير ) ، و هكذا تتنوع روحك ، و تتجدد لتكون ناجحاً مع الكل ، و مفيداً للكل ، و مستفيداً بالكل . كم مرة أُجبرتَ على الجلوس مع جَدِ صديقكَ ، أو مع أبيه ، ثم بعد السلام في أول اللقاء دب الملل لنفوس الجميع و خيم الصمت على المجلس ، حتى تمنى كل منهما أن يكون بينه و بين جليسه بُعد المشرقين ، و دعوا الله أن ينفض هذا المجلسُ عاجلاً غير آجل ؛ و كل هذا بسبب التنافر الذي نشأ من اختلاف الأنفس ، و لكن هناك من يوطن نفسه و يربيها على أن تكون نفسه ( أكثر من واحدة و روحه متنوعة ليست واحدة ) بل هي أرواح و أنفس ينتقي منها كيفما يشاء . لا مانع أيها القارئ الكريم أن تسارع من الآن في التعرف على ما يتجاذبه كبار السن في مجالسهم ، و تتعلمه لتكون في أحد الأيام واحداً منهم بطبعك كي تأنس بهم و يأنسوا بك ، و كذلك لا مانع من تعلم ما يشد المراهقين مما يستهوونه و يرغبونه ، حتى يكون مدخلاً لك عليهم كي لا تملهم و لا يملوك ، و كذا الحال مع الأطفال ، و مع النساء من قريباتك .. فجدد روحك ، و نوعها ، فهذا دليل نجاحك .. إن أردت أن تكون صديقاً للكل .. أترككم في رعاية الله ..
أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 13-03-2009 الساعة 02:08 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|