|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
13-03-2009, 05:55 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
لن يغلب عُسْرٌ يُسرين
قال الله تعالى في سورة الشرح : {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (5) {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (6) سورة الشرح فما فائدة تكرار العسر واليسر في الآيتين ؟ الجواب : علينا أن نتأمل أولاً أن ( العُسر ) في الآيتين معرفة ( أي محلى بأل ) , وأما اليُسْر فهو نكرة فيهما . وإذا تكرر اسم في جملتين فله أربع حالات : الحالة الأولى : أن يكون الاسم في الجملتين معرفة نحو : جاء زيد , وأكرمت زيداً . الحالة الثانية : أن يكون الاسم في الجملتين نكرة , نحو : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً . الحالة الثالثة : أن يكون الاسم في الجملة الأولى معرفة , وفي الثانية نكرة , نحو : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . الحالة الرابعة : أن يكون الاسم في الحالة الأولى نكرة , وفي الثانية معرفة نحو : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . نأتي للحكم : الحالة الأولى : ( أن يكون الاسم في الجملتين معرفة ) الاسم المكرر هو نفسه في الجملتين , لم يتغير , ولذلك العُسر في الآيتين أعلاه تكرر وهو معرفة , فالعُسْرُ الثاني هو العُسْرُ الأوّل , أي أنه لم يتغير . الحالة الثانية : ( أن يكون الاسم في الجملتين نكرة ) الاسم المكرر يختلف , فالثاني غير الأول , فقولنا : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً , فالرجل الذي رأيته غير الرجل الذي جاء فهما رجلان , وهذا ما ينطبق على الآيتين الكريمتين , فاليُسر تكرر نكرة في الآيتين , فدلَّ على أن اليُسر الثاني غير اليُسْر الأول , فاجتمع لدينا عُسْرٌ واحد ويُسران , وهذا مصداق ما جاء به الحديث الشريف : " لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَين " أخرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم , وسنده جيد . الحالة الثالثة : ( الأول معرفة والثاني نكرة ) وحينئذ فالثاني غير الأول , فقولك : : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . فالرجل المُكرَم غير الرجل الذي جاء . الحالة الرابعة : ( الأول نكرة والثاني معرفة ) : وحينئذ فالثاني هو الأوّل , فقولك : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . فالرجل المكرَم هو نفس الرجل الأول , وتكون ( أل ) في الثاني للعهد , ومن ذلك قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} (15) {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} (16) سورة المزمل , فكلمة ( رسول ) تكررت في الآيتين , وجاءت في الأولى نكرة وفي الثانية معرفة , وحينئذ فالرسول الثاني هو الرسول الأول وهو موسى عليه السلام . وكذلك قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } (35) سورة النــور . فتكرر المصباح في موضعين , ففي الموضع الأول جاء نكرة وفي الثاني جاء معرفة , والمصباح هو هو , وكذلك كلمة الزجاجة تكررت في الآية فجاءت في الموضع الأول بلفظ التنكير , ثم تعرفت في الموضع الثاني , والزجاجة هي هي . الخلاصة : الاسم إذا تكرر يكون نفسه في حالتين : إذا كان معرفة في الموضعين , أو كان نكرة في الأولى معرفة في الثانية . ويكون الثاني غير الأولى في الحالتين الباقيتين : إذا كان نكرة في الجملتين , أو كان في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة . والله أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|