.
.
(4)
يَومٌ مِنْ الأيَّامِ كُنتُ مُنهَكَاً مُتعَبَاً كَوَتنيْ المُذَاكَرَة
فَأحبَبْتُ كَسر رُوتينٍ لِتَنتَعِشَ الذَّاكِرة ..!!
ارَتَديتُ مَلابِس صَيفيَّةٍ وَهَمَمْتُ مِن مَنزليْ عَاشِقٌ للمُغَادَرَة حَتى الثَّمَالَة
عنيْ أكرَهـُ المُخَالَطَة ، لَكنيْ مَهووسٌ فيما يُسمَّى بِالبحَرِ وَشَاطِئَهُ .
كَاَنَ المَنظَرُ جَمِيلٌ والجوُّ عَليلْ ، وَنَفسيْ كَأنَّهَا مَعَ سَيرِ أمواجِ البَحرِ تَسيرْ .
قَابَلتُهَا .. كَانَتْ تُحِبُّ دَائِمَاً أنْ تُسمِعَنيْ جَدَولَ يومِهَا وَحيَاتِهَا .!!
لَستُ وَالِدُهَا ، فَقطْ جَسَدٌ كَادَ أنْ يَهويْ مِنْ أعلى الجََبل فَتَشَبَّثَ بِجِذْعِ شَجَرَة .
كَانَتْ تَحَكيْ ، وَكُلي آذَانٌ صَاغِيَةٌ لِمَا تَقوَل
أُحَسِّسُهَا أنيْ مُهتَمُّ بِأمرِهَا ، لَكِنَّ سِيَاسَةَ
نَفسيْ تَجَعَلُنيْ أُحاوِلُ أنْ أُقوِّمَ النَّفسَ مِنْ
اعوجَاجِهَا ، ثُمَّ أتَجَاهَلهُاَ .
سَألتنيْ سُؤالٌ كَأنَّ مَعرِفَتهَا بِيْ قَبلَ لَحظَاتٍ بَسيطَة
أمَا زِلتَ مُتَرَبِّعَاً على مَقعَدِ الدِّرَاسَة ؟!!
قُلتُ لَهَا سَاخِرَاً /
يَقولُ أحمَدُ بن حَنبل رَحِمَهُ الله " منِ المَحبرَةِ إلى المَقبَرَة "
قَالَتْ تَعشَقُ الفَلسَفَة ، كُنُت أعتَقِدُ أنَّهَا فَقط في شَخصيَّتِكْ
ثُمَّ أخَذَتْ تَضْرِبُ بالمَلامَة ..
مُنذُ أنْ عَرَفْتُكَ ، تَصدِمنُيْ بِلُغَتِكَ العَربيَّة ؟!!
حَتى ابْتِسَامَتُكَ أحيَاناً أرَاها تَخرُجُ بِصُعوبَةْ
أتَعَتَقِدُ أنَّ هَذا مِيزَانٌ كوَنكَ تَابِعٌ للرُّجولَة ؟!!
انْظُرْ في وَجهيْ ، وَحدِّقْ في عَينَايَ التيْ لطَالمَا رَأيتَ دُموعَهَا بِغَزَارَة
أهي تَبتَسِمُ الآنَ مِنْ السَّعَادَة ، أمْ أنَّكَ مَا زِلتَ تَرَاهَا حَزينَة ؟!!
أجِبنيْ أيُّهَا الطَّبيب ، فَأنَا بِحَيَاتيْ مُهتَّمَة !
لَمْ يَكنْ صَمتيْ أبَدَاً لَها رِضَى عَنْ جُلِّ مَا تَقوله
لأنَّهَا أحيَاناً تَتَكَلَّمُ وَلا تَعرِفُ للكَلامِ مَعنَاهـُ وَثَمَنَه .
قُلتُ لَهَا وَجهٌ الحَيَاةِ السَّعيد مِنْ مَلامِحِ وَجْهك
لَكِنَّ خُذي الحَذرَ فالدُّنيَا لنْ تَدومَ عَلى ذَلِك .
قَرَأتي لِيَ حُروفٌ وَاتَّهمَتينيْ أنيْ مُهَيِّجٌ وَسمَسَارٌ للأحزَانِ
وَبَعدَ كُلِّ يَومٍ تَأتينَ وَتَطلبُينَ منيْ مَزيدَاً مِنْ الحُروفْ .
لَمْ أرَى يَومَاً في حَيَاتيْ سَجَّانٌ يُعَجبُ بِسَجينْ ..!!
؛؛؛
أمَطرَتْ والسَّحَابَةُ كَأنَّهَا تُطَارِدُنَا
قُلتُ لَهَا .. هَيَّا كيلا تَبتَلَّ ثِيَابُنَا !!
فَخَلَعَتْ مِعْطَفَهَا وَمَدَّتهُ إليْ
خُذْهـُ وحَافِظْ عَلى نَفسِكْ !!
بِنظَرَاتٍ خَارِقَةٌ أحرَقتَهَا
وَلِمَا كُلُّ هَذا ، لِمَا لا تُحافظي على نَفسُكِ فَهذا أولى ؟!!
قَالَتْ .. حَياتي بِأمَانٍ دَامَ أنَّهَا دَاخِلَ حَيَاتِكْ ، فَمَنْ يَنتَشلُ نَفسَاً أبدَاً
لَنْ تَكونَ سَهَلَةً عَليهِ وَيُفَرِّطَ فيهَا وَيَرجِعُ لِيُسقِطَهَا .
حَقيقَةً خَشيتُ أنْ أصدمهَا بكِلامٍ لَكنيْ بَقيتُ مُحتَفِظٌ بهِ لِنَفسيْ .
وَقُلتُ لَهَا ضَاحِكَاً : هَذا ثَمنٌ لأيِّ شَيء !!
قَالتْ .. أممم في أيِّ مَكان ضَعهُ كَمَا تُريدُ .
لَكِنْ لا أعتَقِدُ أنَّ خِدمَةُ أختٌ لأخيهَا شَيءٌ غَريبٌ يَستَحِقُّ ثَنَاءٌ أو كَمَا تَفعَلْ تَحقيقٌ وَكأنَّهَا مُؤامَرة !!
رَدَدتُ إليهَا مِعطَفَهَا ، وَقُلتُ لَهَا خُذيْ مُعطَفَكِ وَبِهِ حَيَاتُكْ .
تُجبِرُنا الحَيَاةُ أحَياَناً عَلى كَتمِ أنفَاسِنَا
وَأحيَاناً تَأخُذنا لنُسَطِّرَ هَذَيَانٌ وَبَعثَرَات قَلَمْ .
عُذرَاً إنْ كَانَ مِنْ خَطأ يجَرَحُ أو يُؤلِمْ
أدَامَ اللهُ لِقُلوبِكُم السَّعَادَةَ وحَقَّقَ لَكُم كُلَّ أمَلٍ وَ حُلم .
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 28-05-2009 الساعة 05:45 AM.
|