كانت تنتظر دورها في زيارة المقدسات لأداء مناسك الحج .. انتظرت طويلا وما علمت بأنها تكبر.. كبرت وكبرت وكبرت.. وكبر ابنها معها وحلم الحج يكاد يضمحل، والهاجس يذوب، والآمال تنهار.. مع الصبر الطويل تحقق الحلم وبدأت ترتشف عذوبته.. لكن الخوف اختلس مداخلها بسبب عدم استطاعتها على تحمّل مشقة المناسك، فمفاصلها ضعيفة واطرافها ترتجف.. إلا ان ابنها لا يزال رشيقا وقوي البنية فيثري طموحها بحوارات تمتزج مع تحقيق رغباتها الحبيسة بداخلها.. يصل الجميع إلى المقدسات فيضفي الابن على أمه حباً لا يضاهيه حب، حيث يحملها على اكتافه ولسان حاله يقول: آن الاوان لأحملك يا أماه، فكم انت حنونة عندما كنت تحملينني في سنوات مضت.. يقطع هذا الهاجس همهمات الأم وهي تقول بصوت يتحشرج: آسفة يا بني لإثقالي كاهلك.. يرفع الابن رأسه ويبادلها النظرات فيبتسم، ويكمل مشواره بخطوات أكثر قوة
من جريدةالجزيرة 00