|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-09-2009, 05:03 AM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
::: [ قَـــــــوَ ا لِـــبُ الأَ فْــكَــــــــارِ ] :::
بسم الله الرحمن الرحيم في هذه الحياة يتعلم الناس ، و هم في أخذ العلم و نيله ما بين مُقِلٍ و مستكثر و محروم ، و بعد مدة يأتي حصاد هذا العلم و أداء زكاته ، من خلال نشره و ترويجه ، و بذل القناعات التي يتمتع بهذا هذا الشخص الذي تعلم ما شاء الله لهُ من العلومات ، و أصبح يمتلك عقلاً قادراً على التحليل و المناقشة و النقد و الحكم . تتفاوت درجات الناس في العلم ، و بناء على هذا التفاوت فمن الطبيعي أن ترى تفاوت آرائهم و أفكارهم من حيث قوَّتها أو رخاوتها ، و هذا الذي جعل بعض الأشخاص يُشكلون قياداتٍ فكرية لها أتباعها و مؤيدوها ، و ظواهر حضارية بأفرادهم لما لهم من التأثير بقوة علمهم و ثراء إنتاجهم الفكري ووصوله إلى الناس . و عند التأمل نجد النجباء من أولئك يعتنون بأمر آخر في التأثير على الناس ، و يجعلونه يسير في خط موازٍ مع مالديهم من الأفكار الثرية ، و هذا الأمر هو القالب الذي من خلاله يُقدمون إنتاجهم الفكري ، و حينما نتحدث عن هذا القالب فإننا في الحقيقة نتحدث عن مجموعة من المهارات و الفنون و الأساليب التي تحكمها ظروف المقام لمن يُريد إبداء رأيه لإقناع الناس به أو إثبات وجوده . التفاصيل في ذكر هذه المهارات يطول كما أن ضرورة تواجدها كلها في كل خطاب ليس من الملائم ، إذ أن الخطيب مثلاً يستعين بقوالب مهارية يقدم فيها فكرته ، لكنها ليست بالضرورة أن تكون موجودة في مقالة يكتبها ؛ لأن مهارات الإلقاء مغايرة لمهارات الكتابة . ربما تكون تفاصيل هذه الأمور معقدة تحتم الإطالة ، و لكن أحب هنا أن أضيء إضاءة و أترك لمن رام الفائدة أن يكمل المشوار ، أنا هنا أبين أن قالب الفكرة الجميل الجذاب قد يكون سببًا لقبولها و لو لم تكن صحيحة ، كما أن قالب الفكرة السيء أو المعدوم قد يكون سببًا في رفضها ، ولو كانت صحيحة . و لهذا أمر الله تعالى بالدعوة إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و أمر موسى عليه السلام بأن يقول لفرعون قولاً لينًا ، و هذه قوالب ، كما أن الكاتب يحتاج إلى قوالب جميلة ليُقدم فيها إنتاج عقله و ثمرة جهده ، و كذلك الناقد ، و كذلك الناصح ، و كذلك السائل . يؤسفنا أن هناك من يشوّه الخطاب الإسلامي باستخدام قوالب رديئة ، و انتحال أساليب يصد من خلالها عن هذا الدين الرائع ، فيشوهه بقالبه المُنفّر ، ثم يأتي أهل الباطل ببطِالِهم يحملون القوالبَ التي تجلب الأنظار و تأخذ الألباب ، لتجد الناس يسيرون وراءها و يظنونها الأفضل و هي على خلاف ذلك . القالب : هو طريقة العرض .. و المضمون : هو ذات الفكرة .. و الناس في تقديم أفكارهم بقوالبها بين أنواع : من يُقدم الفكرة الجميلة بقالب جميل . من يقدم الفكرة الجميلة بقالب سيئ . من يُقدم الفكرة السيئة بقالب جميل . من يقدم الفكرة السيئة بقالب سيء . أما الأول : فهو الذي يستحق أن يُنشر فكره ، و يتناقله الناس ، و يتأثروا بخطابه لأنه جمعَ بينَ الحُسنيين.. و أما الثاني : هو الذي يصد الناسَ عن الأفكار الجميلة ، و ينفرهم منه و من خطابه - وإن كان صحيحًا- و أما الثالث : فهو الذي يُلبسُ على الناس و يخدعهم ، و لا يعرف حاله إلا العقلاء و أصحاب الثقافة . و أما الرابع : فهو الذي جمع بين الحشف و سوء الكيل وهو بلا شك لا يستحق أن ينظر إليه من أي فئة . أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل بدر بن عبدالله; بتاريخ 27-09-2009 الساعة 01:03 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|