|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-10-2009, 03:33 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
أَرْفُفٌ غَابِرَةٌ .. وَ حَيَاةٌ مُبَعْثَرَةٌ !! [ كُ ـونوا هُنَا ]
.
. أَرْفُفٌ غَابِرَةٌ .. وَ حَيَاةٌ مُبَعْثَرَةٌ !! مَا زِلْتُ أبنيْ الحَيَاةْ ، وَابتَسِمُ في كُلِّ مَوْقِفٌ يُؤلِمُنيْ مِنْهَا ، أسيرُ بَيْنَ زِقَاقِ المَدينَةِ وَكَأنَّي أسيرُ بِطُرِقٍ وَعِرَةٍ ، وَأطْرق أبْوَابَ بُيوتٍ مَهْجورَةٍ ، وَقَومهَا قَدْ لَبِسُوا الأقْنِعَةْ ، كُلُّ مَنْ فِيْهَا لا يَتَوَرَّعَوا لِنَا وَلا بِابتِسَامَةْ . مَنْ أنَا وَمَنْ أَكُونُ ، وَلِمَا كُلُّ هَذهـِ القَسْوَة ، رُغْمَ أنَّ صُورَتيْ يَعْكِسُهَا زُجَاجُ السَّمَاءُ ، وَعِطْرُ رُوحيَ في رَذَاذِهَا ، كَأنَّ عَلى خَديَّ وُرودٌ نَرْجَسيَّةٌ تُسْقِيهَا السَّحَابْ ، وَشَفتَايَ ابْتِسَامَةُ طِفْلَة تَرْسِمُهَا البَرَاءَة، لَكِنَّ قَلْبيَ غِصْنٌ يَابِسٌ جَفَّتْ مَنَابِعُهُ فمَاَلتْ بِهِ حَالُهْ . كُنْتُ أُطْرِقُ رأسيْ لأواريْ نَفسيَ عَمَّنْ أُقَابِلُهُ ، كَأنَّيْ أعيشُ تَحَتَ رَحْمَةِ قَومٍ وَأنْتَظِرُ مِنْ تِلْكَ الشِّفَاهُ أنْ تَنْطقُ لِيَ بِكَلِمَةٍ حِينمَا أيقَنْتُ أنَّ الإبتِسَامَةُ مِنْ شِفَاهِهْم بَعيدَةٌ كُل البُعْد عَنْ حُلميْ . أسْنَدْتُ رَأسيْ عَلى جِذْعِ شَجَرَةٍ أنْتَظِرُ مَرورَ بَاص النَّقلِ يُقِلُّنيْ إلى مَسْكَنيْ ، عَادَتْ بِيَ نَفسيْ لأيَّامٍ عِشْتُ فِيْهَا بَيْنَ أحْضَانِ حَدِيقَةٍ فِيْ بَيْتِ جَدِّيْ ، قَبْلَ أنْ تُظْهِرُ الشَّمسُ خُيوطَهَا ، كُنتُ أُسَارِعُ خُطوَاتيْ نَحْوَ الحَديقَةْ ، فَأقْضيْ جُلَّ وَقتيْ بَيْنَ سَوَاقِيهَا ، فيْهَا نَبْضُ البَسَاطَةِ فِيْ المَعيشَةِ ، وَ لَحْنُ الحُبِّ والسَّعَادَةْ ، حِيْنمَا تُلاحِقُنيْ الشَّمسُ بِحَرَارَتِهَا ، كُنْتُ أهْربُ بَيْنَ ظِلالِ نَخِيلِهَا ، وَإنْ جِعْتُ سَارَعْتُ إلى ثِمَارِ أشْجَارِهَا ، وَمِيَاهٌ تَتَدَفَّقُ مِنْ بِئْرِهَا ، جَنَّةُ الصِّبَا نَعيِمَاً يُرَى ، أفَقْتُ عَلى أصْوَاتِ كوَابِحِ البَاصِ حَوْليْ ، رَكِبْت وَسَلَّمتهُ تَذْكِرَتيْ ، هَزَّ رَأسَهُ هَزَّةَ رِضَى عَنِّيْ ، كُلُّ مَنْ حَوْليْ بِنَظَرَاتِهمْ أحْرَقونيْ ، وُجُوهُهم شَهْبَاءٌ كَأنَّهَا جِبَالٌ شَوَّهَتْهَا عَوامِلُ التَّعريَةْ - تَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخَالقينَ - . يَتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ وَيَسَّرْ عَبَثٌ مِنْ حَيَاةِ الآخَرين ، وَ صَمْتٌ يُقَيِّدُهم ، مُجَرَّدُ عُبورٍ مِنْ هُنَا " لا أسْمَحُ أنْ تَتَخَطَّى هَذهـِ الحُروف حُدودَ هَذا المُنتَدى " . .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
الإشارات المرجعية |
|
|