بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-11-2009, 07:49 AM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !!

.
.





صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !!

إِنَّ مَنْ يَعيِشُ بَيْنَ أَحْضَانِ صَفحَاتِ القُرَآنِ ، وَيَملَئُ قَلبَهُ الإيمَانْ ، لَيَرَى بَيَانَاً رَبَّانيّاً وَنَصَّاً قُرآنيَّاً يَحكيْ عَنْ اخْتلافِ الأُمَمِ ، وَ بِاختلافِ الأُمَمِ تَختَلِفُ ثَقَافَاتُهَا وَمُعتَقدَاتُهَا وَسِيَاسَةُ المَعيشَةِ التيْ يَسيرونَ عَليْهَا ، فَليسَتْ ثَوابِتٌ فَقَطْ ، إنَّمَا مَجَالاَتٌ اجتِمَاعيَّةٌ تَرْسِمُ الهَدَفَ في الحَيَاة .

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات
إنَّ اختِلاف الأُمم لَتَصْنَعُ صِرَاعاً بَيْنَ ثَقَافَاتِهَا مَعَ غَيْرِهَا ، لِتُصَدِّرَ ولا تَسْتَورِد مِنْ غَيرِهَا ، وَ هَذهِـ الصَّرِاعَاتُ لَتَصْنَعُ في الأمَمِ إمَّا قُوَّةً في ثَبَاتِهَا وَيَقينَاً في مُعتَقَدَاتِهَا ، وَإِمَّا تَصنَعُ فِيهَا انْهِزَاميَّةٌ وَضَعفٌ قَدْ يُفِقدُهَا يوَمَاً ما هَويَّتُهَا الثَّقَافيَّة .
ولا أَعْظَمَ ولا أسْمَى مِنْ ثَقَافَةٍ تُؤخَذُ مِنْ مَعينِ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ الصَّافيَةِ الطَّاهِرَة ، التَيْ تَأتيْ بِكلامٍ رَبَّانيٍّ أو حَديثٍ نَبَويٍّ وَأقوالُ عُلمَاءَ أجِلاَّء ، وَثَقَافَةُ الإسلامِ ثَقَافَةً نَزيهَةٍ كَتَبَتْهَا عُقولٌ مِنْ المَصَالِحِ الشَّخصيَّةِ ومَلَذَّاتِ الهَوى والشَّهواتِ مُتَجَرِّدَة ، إِذْ تَحفَظُ للنَّفسِ قَدْرَهَا ، وَ لا تَبْخَسُ للحَيَاةِ حَقَّهَا ، وَكُلُّ ذَلِكَ في سَبيلِ مَرضَاةِ اللهِ سُبحَانَهُ وَتعَالَى .
وَمَا أجمَلَ الثَّقَافَةَ التيْ جَاءَتْ بِهَا الرِّسَالَةُ المُحمَّدية ، لِتسْعَى بِالمُجتَمَعَاتِ للرُّقيْ بِالأَخْلاَقِ وَ مَبْدَأ السَّلامِ وَ الاحتِرَامْ ، مِنْ بَيْنِ بِضْعَةِ كَلِمَاتٍ صَنعَت الشَّريعَةُ حَقَّاً لِكُلِّ فِئَةٍ تَعيشُ في أَحْضَانِ المُجتمَعَاتِ ، لِتَكونَ عَادِلَةً في إركَازِ عَمَادُهَا { لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا} .
إنَّ العُقولَ المُؤمِنَة في هَذا الزَّمَنْ لأصبَحتْ في حَالٍ يُرثَى لَهَا ، بِدَايَةً في تَكوينِهَا وَقنَاعَاتِهَا ، وَوقوفَاً عِندَ تَوَجُّهَاتِهَا وَأَهْدَافِهَا ، وَإنَّ مَنْ يَرَى في مَيْدَانِ صِرَاعِ الثَّقَافَاتِ ، لَيَجِدُ أنَّ حَالَنَا واللهُ المُستَعَانُ عُقولٌ مُسْتَورِدَةٌ لِثَقَافَاتِ الغَيْرِ ، لا مُصَدِّرينَ لِثَقَافَاتِنَا ، مَعْ أنَّ ثَقَافَاتَ دِينِنَا أسمَى مِنْ تِلكَ الثَّقَافَاتِ الغَربيَّةِ المُصَدَّرَةِ إليْنَا ، وَالمُحزِنُ هُو تَلَقِّيْ هَذهِـ الثَّقَافَاتُ بِدونِ تَحليلٍ وَتَجريدٍ لِلمَغزَى مِنْ هَذهِـ الثَّقَافاتْ ، والتيْ قَدْ تَكونُ هَدمَاً لِثوَابِتَ تُقوِّمُنَا ، وَ تَعريَةً لِمُروءَةً تَرَبِّينَا عَليْهَا ، وَ زَعزَعَة لأركَانِ عَادَاتٍ تُنْشِئُهَا المُجتمَعَاتُ المُحَافِظَة .

وَأغلَبُ الثَّقَافَاتْ على اختِلافِ الأمَمِ المُحيطَةِ بِنَا ، مُوجَّهةٌ إلَيْنَا ، لأنَّ العَالمَ أجمَعْ أنَّ إسْقَاطَ ثَقَافَةِ الدِّينِ الإسلاميْ هُو الهَدَفُ الوحيد الذيْ بِهِ يُؤملونَ بِنَاءَ عُمرٍ أطولْ لِثَقَافَاتِهمْ .

لَسْنَا بِحَاجَةٍ أنْ نُزيلَ اللِّثَامَ عَمنْ هُمْ حَولَنَا ، وَثَقَافَاتِهْم التيْ رُبَّما لا تَتَعَدَّى شَهواتُهم ، وَإنْ ادَّعوا بِذَلِكَ حُرِّيَاتُهم ، فَحُرِّيتُهم ، في لِبَاسِهْم وأكلِهم وَ قَضَاءِ وطَرِهمْ ، أمَّا بِنَاءُ حَيَاتِهم ، وَجمعِ أمْوالِهمْ ، وَتربيَةُ أبنَائِهم ، لَيسَتْ حُريَّةً سُمِحَ لَهُم بِذلَك .

وَمِنْ المُؤسِفِ أنْ تَكونَ ثَقَافَاتُ الإسلاِمِ أشْبَهَ بِعَبَثِ مُرَاهِقٍ عَلى حَائِطٍ مَرَّ بِهِ فيْ طريقِهِ ، لا هُوَ الذيْ حَسَّنهُ ، ولا بِالذيْ تَرَكَهُ على حَاله ، جُلُّ هَمِّهِ أنْ يُشوِّههُ بِتَصَرُّفه .

إِنَّ بِتَمثِيلِ ثَقَافَاتِ الإسلامِ تَمثِيلاً صَحيحَاً ، وَتَصديرُهَا لِمَنْ يَجْهَلونَهَا ، لَيَأخُذُ بِأيديْ جُهَّالٍ مِنْ ظُلمَاتِ الجَهْلِ إلى نُورِ الهِدَايَةِ وَالبَصيرَة ، وَمَا أجمَلَ أنْ نَكونَ دُعَاةً مُبَلِّغينَ لِثَقَافاَتِ دِينِنَا في تَعامُلاتِنَا ، وَأعمَالِنَا اليَوميَّةِ ، وَمُخَالَطَتِنَا لِغَيرِنَا ، عَلَّنَا نُبَلِّغُ شَيئَاً مِنْ ثَقَافاتِ الإسلامِ وَخُلُقِهِ ، وَنَمْتَثِلَ لِقولهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلام : [ بَلِّغوا عني وَلو آيَة ] الحَديث .

وَلَو لَمْ تَختَلِفُ الثِّقَافَاتُ لَمَا عُرِفَ الحَقُّ مِنْ البَاطِلْ ، كَمَا لو أنَّ دُنيَانَاً لَيْلاً سَرمَدَاً إلى يَومِ القِيَامَةِ لَمَا عَرفْنَا حَقيقَةَ النُّورِ { وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } الزخرف

حَمدَاً للهِ عَلى نِعمَةِ الإسلام ، وَنعِمَةِ الإيمَانْ ، وَنعِمَةِ السَّيرِ على خُطى الحَبيبِ النبِّي الإمِامْ .


أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ

.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)