|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-01-2010, 12:29 AM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
::: [ لا تَكُنْ وَقُوداً لِعَدُوِّكَ مِنْ حَيْثُ لا تَشْعُر ] :::
بسم الله الرحمن الرحيم إن المراجع الشرعية ، و الحقائق الكونية ، و المواقف التاريخية ، لتؤكد لنا ديمومة السجال بين قوى الخير و الشر ، و بين الحق و الباطل ، و الأيام دول بين هالتين القوتين إلا أن الحق يضعف و يهدأ ثم يحين وقت فورانه ليزهق الباطل و يحرقه . و لكلٍ أئمة و روّاد ، و إمام الباطل هو إبليس و له من له من الأعوان و الجنود و الرسل الذين لا يهمهم إلا أن ينخروا في سفينة الحق ليُغرقوا من فيها كما غرقوا هم . و لأجل هذا كان المكر عظيمًا ، و الكيد كبيراً لا يُدركه إلا الخُلص من أهل الحق ، ممن نور الله بصائرهم ، و فتح قلوبهم بنور الوحي . و مع مرور الأيام و تسارع الوسائل في كل الشؤون تتسارع وسائل هؤلاء ، و تتطور و تتحدث كل ما استجد جديد ، ثم يبذل الجهد الجهيد ، و السعي الأكيد ، لتخليص الناس من كل خصلة تقوي الحق في نفوسهم أو تتعلق به من قريب أو بعيد ، و لن يرضى رواد الباطل إلا بالانسلاخ التام ، مهما قُدمت التنازلات و المداهنات ، فإن هذا يضل قاصراً دون مراداتهم ، يقول الله تعالى {و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} و يقول تعالى : { و لا يزالون يُقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} . هذه هي الحقائق التي غيبت عن تكوين المسلم و عن شخصيته ، حتى غدا جمع من المسلمين اليوم أشبه بالحمل الوديع الذي يرى الذئاب تفترس كل يوم من بني جنسه فريسة ، ثم يحسن الظن في الذئاب و يتودد إليها . زماننا هذه هو حرب قائمة على مدار الساعة لا مكان فيها لواضع السلاح ، و لست أعني بهذه الحرب إلا الحرب الإعلامية التي تخلف فيها المسلمون كثيراً ، بل كانت صنعتهم فيها مطابقة لما عليه عدوهم ، حتى أن الغازي إعلاميا ، تهلل وجهه فرحًا لرؤية من يخلفه في عدوه ليرفع بعد ذلك يده و يترك خليفته يؤدي دوراً أجود مما كان يقوم به . و من هنا يكمن خطر النفاق لأنهم من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا . الحروب الإعلامية هي التي استطاعت زرع الشتات في أفكار المسلمين ، بل و إشغال النخب من العلماء و المفكرين و صناع الثقافة و القرار بالتوافه من خلال التضخيم أو إيقاظ الحملات الإعلامية المتتابعة لهدف معين ، هذه الحملات بحاجة إلى من يُجيرها و لن تجد إلا هؤلاء الناس الذين قل وعيهم بالخطر الذي نسج لهم ، فكانوا عونًا لمن أثارهم في إيصال فكرته للناس . كم من الجهود و الأوقات و البحوث و الدراسات صُرفت على حروب إعلامية كان الأولى أن تُهمل و يُسكت عنها أو يُتريث عن البت فيها برأي ، و هذا هو الذي اتخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لما طالت حادثة الإفك عرضه الشريف بأبي هو و أمي ، فلم يحسم تلك الزوبعة الإعلامية آنذاك ، بل انتظر حتى انبلج الحق و لجلج الباطل بنص كلام العلي القدير سبحانه . يجب أن نعلم أن العمر محدود و لو أننا اتخذنا مشاريع شخصية تهدف إلى البناء وفق خطط مرحلية لكنا نعيش من أجل أنفسنا و على ما تريده أنفسنا ، و لجعلنا طاقاتنا الفكرية تخدم ديننا و هويتنا ، بدلاً من إضاعتها في توافه اختلقها الأعداء و أشاعوها ليوقعوا أكبر كم من المسلمين في فخ الشتات الفكري ، ثم تمضي عليهم الدهور فإذا هم مفلسون تجد أحدهم لا يقدم و لا يؤخر . و لا يعني هذا أننا لا نتجاوب مع ما يطرحه الأعداء ، بل نتجاوب و نشارك و ننازل و لكن بذكاء مدركين المراد من هذه الشنشات التي ماز الله بها الخبيث من الطيب ، نتعامل مع الحروب الإعلامية بذكاء و حكمة و سياسة و بعد نظر ، كي لا نهلك و نحرم أمتنا و أنفسنا من خير كنا بحاجة إليه و على قدرة في نيله و بذله ، و هكذا هلك الهالكون و ما أكثر الهالكين . أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 24-01-2010 الساعة 12:57 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|