[العمود]

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأحبة الفضلاء

السلام عليكم ورحمة الله

طبيعة البشر وتداخل الأجناس وتقارب وتباعد الطبائع البشرية تحتم على الشخص أن يخرج ما بداخله وأن بتبادل المشاعر والأحسايس مع غيره من بني جنسه .
نقطة كثرة ملاحظتي لها في نطاق الحديث بين الأشخاص
هي صفة محببة لنفس لكنها غير محببه للغير
أنا أحب أن أتكلم عن نفسي لأبين للناس من أنا
وغيري يحب أيضاً أن يتكلم عن نفسه ليبين لغيره من هو
لكن الأمر هنا مختلف جداً
البعض منا يمسك زمام الأمور في سواليف المجالس
فيبدأ .. أنا وأنا .. وفعلت كذا .. وقمت بكذا
ويتبع ذلك عرض لا ينقصه شيء من المبالغة من خلاص سرد المواقف البطولية
نحن نحب أن نتكلم عن أن أنفسنا ولا عجب في ذلك
لكن العجب أن يعرف عن الشخص أنه دائم الكلام عن نفسه
فيوصف بعد ذلك بالوصف الدارج لدينا ( يدّعي )
أنا أتضايق كثيراً من الشخص الذي كل ماجلست في مجلسه
لا يكل ولا يمل من استعراض بطولات وصولاته وجولاته
والمسبوقة دائماً بغطاء ( أعوذ بالله من كلمة أنا )
هو يعرف أن الغير لا يرغب بحديثه
لذلك هو يلطف الجو بهذه العبارة المستحسنة
يعجبني كثراً أناس جل حديثهم في الثناء على الناس
وعرض محاسن الناس وعض الطرف عن سلبياتهم
وإذا جاءه مدح أو ثناء من غيره وجدته متواضعاً
لا يعترف بالجميل لنفسه أبداًُ
ما أجمل أن نبتعد عن استعراض ذواتنا
وذكر محاسننا وأعمالنا وبطولاتنا
فالناس يكرهون من يكثر الحديث عن نفسه

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد


العمود