|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
13-09-2005, 03:32 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
أينَ المتَجرِّدون لله؟ أين المنحازون إلى الحق؟!
بسم الله الرحمن الرحيم [align=right]أقدَم أحدُ طلبة العلم على كتابةِ بحثٍ يناقشُ فيه مسائل شائكة كثُر فيها الجدل، واختلفت بسببها القلوب، فقال قبل أن يبدأ في بحثِه: ((وقبل البدء في البحث أُحبّ أن أنبّه نفسي– أولاً– وجميع إخواني –ثانياً– لأمر مهمّ هو: تجريد الطاعة لله ولرسوله، والعلم أن الأمر دين بل وعقيدة وليست بالهوى، فإني أعلم أن هناك من المسلمين – هداهم الله– من كان قد اتّخذ موقفاً من المسألة بخاصّة أو من جهة معنيّة بعامّة فجعل رأيه وهواه مع قولٍ بعينه فهو –على هذه الحالة– لن يستجيب ولو بان له القول الصحيح مهما سيق له من أدلّة مادام يرى أن هناك من يوافقه على رأيه وقوله وينتصر له بل ويُنصّب نفسه داعياً له، وإن لم يكن هذا هو الهوى فأنا لا أعرف الهوى))اهـ. وهذه والله كلمةٌ جليلة، ونصيحة عظيمة؛ لكن أين من يخرُج بنفسِه عن داعيةِ هواه إلى حبل الله المتين؟ وقال ابنُ حزمٍ -رحمه الله- في رسالةٍ كتبها إلى أحدِ الناس: ((قَبْلَ كلِّ شيء أريد أن تنظرَ في كلامي بعينٍ سليمةٍ من الإعراض ومن الاستحسان معاً، وبنفسٍ بريئةٍ من النِّفارِ والسكونِ معاً، لا كما ينظُر المرءُ بما لم يسمعْه قط، فيسبق إليه منه قبولٌ يُسهِّلُ عليه الباطل أو نفارٌ يوعِّرُ عليه الحق. فمن هذين السعيَيْن تاه أكثرُ الناس وفارقوا المحجَّة))اهـ. [رسائل ابن حزم: 3/ 199]. وقال المعلّمي –رحمه الله-: ((افرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك، وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليها سواء، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟ افرض أنك و قفت على حديثين لا تعرف صحتهما و لا ضعفهما، أحدهما يوافق قولاً لإمامك و الآخر يخالفه، أيكون نظرك فيها سواء، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟ افرض أنك نظرت في مسألة قال إمامك قولاً و خالفه غيره، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها فتبين رجحانه؟ افرض أنَّ رجلاً تحبه و آخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها و لا تستحضر حكمَها وتريد أن تنظر ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه؟ ... وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر اعترض علي به؟ فكيف لو كان المعترض ممن أكرهه؟))اهـ. [التنكيل، وانظر رسالة: (ما لايسع المسلم جهله من ضروريات التفكر) للعلامة/ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله تعالى]. وقال العلامة الشاطبي –رحمه الله-: ((الشريعة موضوعةٌ لإخراج المكلَّف عن داعيَةِ هواه، حتى يكون عبداً لله))اهـ. [انظر: مختصر كتاب الاعتصام: 163]. والله المستعان. [/CENTER]
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
الإشارات المرجعية |
|
|